الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤسساتنا وخدمة القائمة البريدية

9 يونيو 2013 20:01
تصلني على بريدي الإلكتروني الخاص من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ومن الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، ومكتبة الكونجرس بيانات وأخبار يومية طازجة تتعلَّق بكل شيء تقريباً أقرأه أو أسمعه عن هذه المنظمات والمؤسسات في وسائل الإعلام خلال الأيام التالية. نفس الأخبار والبيانات هذه وأكثر منها وربما أهم، يمكن أن تصل لأي مهتم عبر العالم مهما كان عرقه أو لونه أو ثقافته أو طائفته، يكفي أن يتسجّل في قائمة البريد الإلكتروني لكل من هذه الجهات، ويقوم باختيار رؤوس الموضوعات التي يريدها حتى يبدأ بتلقي محتويات تكفي وكالة أنباء محلية متخصصة أو ما يفيض عن تعبئة صفحات عديدة، لا تشكل صحيفة حقيقية، ولكنها أفضل بكثير من المنشورات التي يصدرها البعض تحت مسمى الصحف، بينما هي في حقيقة الأمر مجرد وكالة للعلاقات العامة أو موزع للأخبار لغايات في نفس أصحابها. شخصياً اختار عادة القوائم والمواضيع البحثية أو العلمية والمهنية «الإعلامية»، ولولا ضيق الوقت ولولا الحذر والحساسية التي نشأتُ شخصياً عليها تجاه الشؤون الأمنية والمخابراتية، لكنت تسجّلت في قوائم الرسائل الإلكترونية التابعة لعدد من الجيوش والمنظمات العسكرية، وغيرها، والتي باتت تتيح لكل من يريد خدمة النشرات الصحفية والبيانات وتطلعك على جديدها عبر بريدك الخاص يوماً بيوم وأحيانا لحظة بلحظة. وعلى الرغم من ثقتي العمياء بأن هذه المؤسسات والجهات، ذات الطبيعة الحساسة منها أو الطبيعة العلمية البحتة، لا تعلن إلا عمَّا تريد هي أن نعرفه نحن عنها «مما يتطلّب من الصحفيين والكتّاب والمحررين التمحيص والتحليل أكثر من التصديق والنشر»، إلا أني أنظر باحترام كبير لمثل هذه الخدمة وللجهات التي توفرها. ولأن العكس صحيح، فليس بوسع المرء إلا أن يأسف لاستمرار غياب هذه الخدمة عن كثير، بل عن معظم مؤسساتنا، رغم ما تنطوي عليه من فائدة لها قبل غيرها، وبرغم التعطش للمعلومات ولو الروتينية عنها. بل حتى مواقع أغلب وزاراتنا ومؤسساتنا ما تكون قديمة العهد والمحتوى لدرجة يرثى لها، وأحياناً لحسابات ضيقة للغاية يصعب على العصر الرقمي هضمها بأي شكل وتحت أي ذريعة. في هذا العصر بات التحديث اليومي لمواقع المؤسسات والجهات الرسمية وتوفير خدمة بريد الرسائل وتعميم المعلومات من الضرورات الملحة لأي حريص عليها، إن لم يكن من أجل تعميم الفائدة فعلى الأقل من الصورة الذهنية عن هذه المؤسسات (أو لنقل عن المشرفين عليها)، حتى ولو كانت على سبيل حفظ ماء الوجه في عصر ثورة الإعلام والمعلومات والتواصل. المسألة قد تكون شكلية أحياناً؟ نعم. ولكن القول العامي بأن الشكل أو المظهر ليس كل شيء معناه في الوقت نفسه أنه الشيء المهم إن لم يكن المدخل الأهم، هذا من ناحية. أما حيث المضمون، فلعلَّ من نافل القول أن الشفافية في المعلومات وتعميمها تمثل أحياناً أهم عائق أمام انتشار الشائعات عن هذه المؤسسات وكثرة الجدل حول أدائها وأمانتها وفعاليتها. أليس ذلك سبباً كافياً لاهتمام مؤسساتنا للاستفادة من شبكة الإنترنت والخدمات التي تعزز صورتها الذهنية وقد تؤدي إلى احترامها أو نوع من الثقة بها، وربما تساهم في نجاحها فعلياً. د. إلياس البرّاج | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©