الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..درس إماراتي للمشهد العربي الحالي

غدا في وجهات نظر..درس إماراتي للمشهد العربي الحالي
24 يونيو 2014 20:49
درس إماراتي للمشهد العربي الحالي يرى محمد خلفان الصوافي أن الكثير من السياسيين العرب حالياً لا يعرفون كيفية الخروج من أزمات وطنية، لأنهم لم يحسموا ولاءهم: للوطن أم للمصالح الطائفية! شاءت المصادفات أن يتواكب تنظيم شعبة التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة في الدولة ندوة «الخدمة الوطنية وتعزيز الهوية» مع تفجر الأحداث السياسية في المنطقة، والتي كشفت عن غياب أو «ضبابية» مفهوم المواطنة لدى بعض أبناء الشعوب العربية. أكثر من دولة عربية تشهد اليوم حروباً داخلية، ويحمل أبناؤها السلاح في وجه بعضهم بعضاً، وتزداد المشكلة عمقاً حين يكون أحد أطراف هذا الصراع قيادات سياسية في تلك الدول، وربما كان العراق وسوريا أفضل مثالين في هذه الحالة. لو تتبعنا تفاصيل الندوة لوجدناها أساساً تناقش وضعاً محلياً متعلقاً بدولة الإمارات العربية المتحدة على اعتبار أنها تحاول مناقشة الموضوع بأكثر من رؤية، بهدف تحسين الاستفادة من جميع الرؤى. ولعل هذا وضح من اختيار المتحدثين في الندوة والذين أداروا نقاشاتها، لكن التطرق إلى تعميق بعض «القيم الوطنية»، من ولاء للوطن والتضحية من أجله، ينبه إلى مشكلة باتت منتشرة تقريباً في كل من الدول العربية التي تشهد حالة من الفوضى، عندما يقدم سياسيوها المصالح الطائفية أو الشخصية عن حساب مصلحة الوطن. وبعبارة أوضح، فالأمر هنا يشير إلى أن دولة الإمارات، ومنذ بداية الفوضى الأمنية والسياسية في المنطقة، ترفض أن تكون «شاهد زور» على تخريب العالم العربي، وتقتيل شعوبه من خلال بعض السياسات الطائشة. وقد أعلنت موقفها واضحاً من خلال العمل على استتباب الاستقرار، لاسيما في مصر التي تعد دولة مركزية في المنطقة. لا شك في أن إعلان دولة الإمارات إقرار الخدمة الوطنية ناتج عن استقراء قيادتها للأسباب الحقيقية لما يحدث في المنطقة، وإيماناً منها بأن الانتماء لابد أن يكون للوطن وليس للأفراد، وأن اختيارات الشعوب لابد أن تحترم. وبحسب المراقبين، فإن الجيش المصري، ومعه الجيش التونسي في بداية «الربيع العربي»، هما الجيشان الوحيدان اللذان استطاعا أن يعمقا الروح الوطنية لدى أبناء شعبيهما، لذا فإن الدولتين شهدتا الاستقرار الأكثر، وفي مقابل ذلك، أسهم كل من الجيش السوري والليبي بشكل واضح في ضياع مفهوم الدولة الوطنية وتهديد كيانها السياسي. والأمر نفسه يتكرر اليوم في المشهد العراقي العرب بين «داعش» وإيران أكد د. وحيد عبد المجيد أنه لا يمكن لتنظيم متطرف مثل «داعش» أن يتصدر المشهد إلا في ظل سياسات تمييز مذهبي وإقصاء سياسي شديدة التطرف. ويقول باستثناء شرق ووسط أوروبا في نهاية ثمانينيات، ومطلع تسعينيات القرن الماضي، لم تشهد منطقة في العالم تغيراً سريعاً وعميقاً في المعادلات السياسية والاستراتيجية كالذي يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن، لكن الفرق هو أن التغير الذي حدث في شرق ووسط أوروبا أفضى إلى أوضاع جديدة تنطوي على معادلات مختلفة في غضون سنوات قليلة، وبأقل الخسائر. كما أن تلك الأوضاع التي أسفر عنها التغير صارت أفضل مما كان عليه الحال قبلها، رغم الخلاف بشأن تقييم آثارها على هيكل القوة في النظام العالمي. لذلك لا يشبه ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط الآن ذلك التغير الأوروبي، إلا في سرعة معدلاته وعمق تحولاته. وحتى على هذين الصعيدين، ما أبعدها المسافة بين معدلات تغير سريعة أدت إلى أوضاع جديدة في فترة قياسية، وأخرى يرتبط تسارعها بتعقيدات متزايدة وتوسع مستمر في رقعة الصراعات وتنامي المخاطر التي تهدد المنطقة عموماً، ودولها العربية خصوصاً. إرادة الخليج.. ومشاريع «الإخوان» السرية! يقول تركي الدخيل: شكّل الخليج على مر تاريخ جماعة «الإخوان المسلمين» مطمعاً، وذلك منذ بدايات الهجرة إلى الخليج لغرض بث هذا الفكر الإخواني، الذي كان على يد حسن البنا الذي أراد من الملك عبدالعزيز افتتاح مكتب لـ«الإخوان» بالسعودية، غير أن الملك قال للبنا: «كلنا إخوان وكلنا مسلمون» في ردٍ ذكي على سمّ الأيديولوجيا التي يحملها البنّا! نعم كل المسلمين إخوة في الإسلام، لكن هذا الشعار الذي رفعته الجماعة كان واضحاً في ملامحه أنه يبدأ فعلياً برسم أرض سياسية له، وتجارب هذا الحراك في فلسطين والعراق والسودان وتونس كلها أثبتت أن ما أرادوه ليس الإسلام وإنما السياسة، فهم يستخدمون الإسلام ولا يخدمونه، بل إن هذه الجماعة مستعدة لأن تخالف ثوابت الشريعة مقابل نجاح المشروع السياسي. يروي الباحث عبدالله بن بجاد العتيبي في بحوثه عن «الإخوان» والسعودية وتاريخ العلاقة والتشكل ما يلي: «في عام 1936، توجه حسن البنا للحج أول مرة في حياته. ويشير مؤرخ الإخوان، شبه الرسمي، محمود عبد الحليم إلى هذه الحجة فيقول: (الأستاذ المرشد قد كاشفنا بأن فكرة الهجرة بالدعوة إلى بلد آخر من البلاد الإسلامية يكون أقرب إلى الإسلام من مصر، قد سيطرت على تفكيره وملأت نفسه). ويضيف عبد الحليم نقلًا عن كلمة البنا، بعد عودته من الحج، قوله: (وقد اتصلت بالمحكومين والحكام في كل بلد إسلامي، وخرجت من ذلك باقتناع تام بأن فكرة الهجرة بالدعوة أصبحت غير ذات موضوع وأن العدول عنها أمر واجب). أميركا والعراق.. الانسحاب الدبلوماسي تقول ترودي روبن: علينا أن نعيد الانخراط سياسياً على أعلى المستويات". وإلا، فإننا سنرى العراق يتفكك ويتحول إلى محمية إيرانية وإمارة جهادية. منذ أكثر من عام، دق بعض محللي الشرق الأوسط ناقوس الخطر محذرين من صعود فرع من "القاعدة" يعمل على إنشاء ما يشبه الدولة في شرق سوريا وغرب العراق حيث يعمل على تدريب مجندين من أوروبا وأميركا. ولكن فريق أوباما فشل في الاهتمام بهذا التهديد المحدق بالمصالح الأميركية، سواء في سوريا أو العراق. واليوم، هز أولئك الجهاديون – المعروفون بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أو "داعش" اختصارا – المنطقة عبر تدفقهم من سوريا وسيطرتهم على ثاني أكبر مدينة عراقية وتوجههم نحو بغداد. ويقول "ريان كروكر" السفير الأميركي السابق إلى بغداد وكابول: "إنهم سيصبحون أقوى مما كانوا عليه في أفغانستان". في هذه الأثناء، يحاول البيت الأبيض متأخراً اجتراح سياسة لوقف تقدم "داعش". ولعل الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه تكمن في إعادة أوباما ووزير الخارجية جون كيري العراق إلى دائرة اهتمام الإدارة الأميركية. وفي هذا السياق، قال لي "كروكر" في حوار معه عبر الهاتف: "المشكلة أننا منذ سحبنا قواتنا من العراق، سحبنا دبلوماسيتنا أيضا". وعلى سبيل المثال، فإن نائب الرئيس جو بايدن، وهو المكلف بملف العراق في الإدارة الأميركية، لم يزر بغداد منذ نوفمبر 2011. من جانبه، لم يزر كيري العراق سوى سوى مرة واحدة منذ تنصيبه. أما بالنسبة لأوباما، فإنه يعتبر الانسحاب الكامل من العراق واحدا من إنجازات سياسته الخارجية، ويبدو أنه غير مهتم بالتعامل مع زعمائه بشكل شخصي. شيلي.. تجربة فريدة في الابتكار يقول فيفيك وادوا : أطلقت تشيلي عام 2010 تجربة عظيمة في الابتكار، فقد قدمت أموالاً لعدد من أصحاب المشروعات لزيارة البلاد لمدة ستة أشهر، حيث قدمت لهم 40 ألف دولار بالإضافة لمساحة مكتبية مجانية، وإمكانية تصفح الإنترنت. وبالمناسبة، فإن هذه المجموعة من رجال الأعمال كانت تقيم في أكثر الأماكن جمالاً على هذا الكوكب، مع مسكن رخيص وانعدام الفساد والجريمة تقريباً. وفي المقابل، طلبت تشيلي من هؤلاء المستثمرين التواصل مع رجال الأعمال المحليين والتفكير في جعل هذا البلد وطنهم الدائم. ويبدو هذا جيداً إنْ كان صحيحاً. وفي الواقع، كان الكثير من الناس يعتقدون أن هذه هي فكرة مجنونة. لكن تشيلي كانت تراهن على أن رجال الأعمال الأجانب سيغيرون ثقافة الأعمال لديها من خلال تعليم السكان المحليين كيفية المخاطرة ومساعدة بعضهم البعض وأن تكون لديهم شبكة اتصالات عالمية. وقد حققت التجربة، التي أطلق عليها «تجربة النهوض بتشيلي»، نجاحاً سريعاً، حتى إن مجلة «الإيكونوميست» أطلقت عليها عام 2012 اسم «وادي تشيليكون». وتعج «سانتياجو» حالياً بالنشاط التجاري؛ كما أن طلاب الجامعة غالباً ما يفكرون في الشراكة في مشروعات صغيرة بدلاً من العمل في شركات كبيرة. وحظيت تجربة «النهوض بتشيلي» بعلامة تجارية معترف بها في دوائر الابتكار في جميع أنحاء العالم. وأصبح رجال الأعمال المحليون أكثر طموحاً ويتطلعون إلى الحصول على فرص في الخارج. هذا ما لاحظته خلال رحلاتي إلى هناك. تصدير النفط.. هل يدفع «كردستان» نحو الاستقلال؟ أكد سيلكان هاكا أوجلو أنه حتى من دون كركوك، فإن المنطقة الكردية لديها احتياطي من النفط الخام يقدر بحوالي 45 مليار برميل، أي ربع إجمالي احتياطي العراق. من جانبها، سيطرت قوات البشمركة الكردية المسلحة على محور رئيسي للنفط بمدينة «كركوك» بشمال العراق، بعد أن تمكن الإسلاميون المسلحون من هزيمة جيش الحكومة العراقية الأسبوع الماضي. وقد أثار النزاع النفطي إمكانية حصول المنطقة الكردية على الاكتفاء الذاتي المالي، والمضي قدماً في التوسع والاستيلاء على الأراضي. ومن جانبها، تقول حكومة كردستان إن صادرات النفط تتفق مع الدستور العراقي، وقال رئيس حكومة كردستان «نيجيرفان بارزاني» في 4 يونيو، «إننا لا ننظر لهذه المسألة باعتبارها الطريق نحو الاستقلال». وذكر وزير الطاقة التركي «تانير يلدز» مؤخراً أن تركيا، وهي ممر للنفط الكردي، ترى أن صادرات النفط الخام الكردية عبر ميناء «جيهان» المطل على البحر المتوسط «مشروعة تماماً»، وأنها ستستمر طالما أن النفط يتم بيعه. وأضاف خلال مؤتمر البترول العالمي بموسكو أن الشحنة القادمة ستتم خلال الشهر الجاري. كما قال «يلدز» إن «ما يتراوح بين 100 – 12 ألف برميل نفط تتدفق من شمال العراق يومياً، بالإضافة إلى 2.3 مليون برميل من النفط التي يتم تخزينها في ميناء جيهان». ومن ناحيته، ذكر نائب رئيس الوزراء العراقي «حسين الشهرستاني» للتليفزيون العراقي الأسبوع الماضي أن تركيا وحكومة إقليم كردستان سيخطئون إذا فكروا أن الفوضى الحالية في العراق ستجعل حكومة بغداد غير قادرة على الدفاع عن مصالحها«.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©