الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسواق دبي·· حكايات الماضي وملفات الحاضر 4- 4

19 ابريل 2006
سوق العطارين·· عبق المكان وروح التاريخ
الإيجارات تهدد مملكة الأعشاب والتوابل
دبي ــ علي مرجان
تصوير· محيى الدين
كم سنة مضت عليه؟·· 100 سنة ويزيد، كم قصة في حب دبي ولدت واحتضنتها ممراته الضيقـــة؟·· آلاف القصص شهدها وشـــهد عليهـــا، اختلفـــت مسمياته والقيمة واحدة، هو سوق الظـــــلام، ســــوق المناظـــر ، الســـوق القديم ، وجزء من الســـوق الكبير في ديرة· بين زحام تلك المنطقـــة التاريخية تشتم رائحة الزمن وهو يعانق الحاضــــر ليعلن عــــن ميـــلاد قصــــة بديـــعة في سوق العطارين·
العطارون كالبهارات التي يبهــــرون بها روادهـــم، لأنهـــم معها يكتســـبون طعمـــا ورائحة لها مـــذاق خاص، هم عمر فائت بين أجولــــة الأعشاب هنا وهناك·· نظرة فابتسامة فرواج ســـياحي يشـــهده السوق بأسره·· هم من ولد فيه، وشرب المهنة بين أركانه كمن يحتسي وصفة عشب يمنحها أي منهم لمريض لم يجد مفرا إلا طرق أبوابهم·· عاشوا وانتعشوا، وتحولت إليهم الأنظار في السنوات الأخيرة مع اتجاه المحلات الأخرى إلى تغيير أنشطتها، قاصدين محطة 'العطارة'·
الاتحاد تقلب في دفتر أحوالهم وتستخرج منهم كلمة حبيسة خرجت في تلك اللحظة·· وبدأ التحقيق·
سألناه·· كم بلغت من العمر؟ ·· أجاب : 60 سنة ، وبدأ يحكي: اسمي 'ما شاء الله'·· أعيش هنا منذ 45 سنة، أشتم رائحة أعشابي مثل هواء أحيا به·
البخور يكسب!
ويستطرد: تأتينا الأعشاب من الهند وباكستان والصين، لكن البخور والبهارات هي أكثر ما يطلبـــه روادنا من كل مكان بالعالم ··
صمت قليلا مشيرا بيديه إلى بضاعته وهو يردد: هذا مسوفة ،وهذا جعدة، ذاك زعتر،أما هذه فحلويات إيرانية ، وهذا سنوت·
وبصوت يمتلئ بثقة اكتسبها من قوة الزمن أضاف: توجد هنا أعشاب للتداوي، ومنها ما يعالج أمراضا مستعصية ··هي غالية الثمن حيث يصل سعر الكيلوجرام منها إلي 700 درهم·
وعلى بعد خطوات كان محمود مرهون صاحب لقب أشهر' زبون' يحرص على الحضور إلى السوق خلال الخمسة عشر عاما الماضية قادما من البحرين·· محمود يعشق عطور هذا المكان وبخوره، ويرى أن الأسعار جيدة مقارنة بمثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي مؤكدا إن سوق العطارين في الإمارات هو الأكثر تنوعا ورواجا·
سياحة للجميع
أما هيلين تلك السيدة الإنجليزية التي تحرص كلما زارت دبي على الحضور إلى السوق الكبير قاصدة محلات العطارين فتقف حائرة- والكلام على لسانها- أمام البهارات والبخور اللذين لا تخلو حقيبة سفرها منهما وهي في طريق العودة إلى وطنها·
وتؤكد أن الطابع التاريخي للمنطقة بأسرها منحها خصوصية قلما توجد في أي مكان آخر·· 'فمن مراكب الخور، ووسط زحام البشر ممن يبحثون عن المتعة أدخل إلى السوق لأكتشف زحاما يعيدني إلى الماضي و لتكتمل متع الحياة مع سوق العطارين'
300عطار و 24 دكانا
هذا الرجل عاش هنا ·· ورث المهنة عن أجداده، مرت سنوات عمره وأصبح أشهر عطار في السوق ·· حسان عبد الرحيم الذي لم يتجاوز عمره 43 سنة، يحكي: عمر السوق يتجاوز المئة عام ، وبدأ بأربعة محلات فقط كانت من'العريش'، ثم من أحجار البحر وأخيرا تم تطويرها مع الحفاظ على الطبيعة التراثية للمنطقة ·
ويضيف: يعمل بالسوق حوالي 300 عامل متخصصون في بيع الأعشاب من خلال 24 محلا منتشرين بالمنطقة التي أطلق عليها 'سوق الظلام' لأنه كان بلا كهرباء·· و'سوق المناظر' لأنه شهد في بعض الفترات انتشار باعة صور المناظر الطبيعية داخل الزجاج ·
ويوضح: هناك محلات أخرى لتجارة الأعشاب في دبي منتشرة في منطقة السطوة والوصل وهور العنز لكنها أقل شهرة ورواجا من سوق ديرة·
التجار يتساءلون
ووسط تلك التجارة الرائجة وقف التجار حائرين · يتساءلون عن قضيتهم التي أنهكتم إلى أبعد الحدود ·· ويقول عنها حسان: قضيتنا تتمثل في ارتفاع إيجارات المحلات التابعة للأوقاف أو تلك التي يملكها أشخاص حيث تجاوزت 80 ألف درهم سنويا، في حين توقف سعر إيجار باقي المحلات التابعة لحكومة دبي عند 40 ألف درهم ،وما يطالب به التجار والمستأجرون هو تحقيق العدل في الإيجارات ومساواتهم بأقرانهم·
ويضيف : الربح المادي في تجارة الأعشاب ليس كبيرا ونتمنى مراعاة ذلك فيما يتعلق بتحديد أسعار الإيجارات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©