برامج الدفع عبر الهواتف المحمولة تهدد بطاقات الائتمان

ربما تصبح بطاقات الائتمان وبطاقات الصراف الآلي ضربا من ضروب الماضي اذا أثمرت التجربة المشتركة بين بنك باركليز البريطاني ومجموعة من شركات الهواتف المحمولة الاميركية مما يشكل خطرا حقيقيا على فيزا وماستر كارد اكبر شركات بطاقات الائتمان في العالم. وقام البنك البريطاني بالتعاون مع شركات اتصالات أميركية مثل أيه تي آند تي وفيريزون وتي موبايل، بتجربة احدى التقنيات التي تسمح للمستهلك الاميركي بشراء ما يحتاجه من منتجات وخدمات بتمرير الهاتف النقال على جهاز الكتروني قارئ. وتتطلب هذه التجارب توافر الهواتف المحمولة الذكية مثل بلاك بيري وآي فون المزودة ببطاقة هوية مكونة من ترددات إرسال تعمل على ربط العميل بحسابه المصرفي. وبالرغم من أن المشروع في مراحله الاولى، إلا انه من المنتظر أن تبدأ هذه التجارب التي تتطلب ايضا بطاقة (ديسكفر)، في اتلانتا وفي ثلاث مدن اميركية اخرى. يذكر أن الدفع عن طريق الهواتف المحمولة اصبح متعارفا عليه في اليابان لكنه لم يصادف النجاح في مناطق اخرى. وانخفضت على ضوء هذه التجارب اسهم فيزا وماستر كارد – اللذين خاضا في الماضي تجارب مشابهة لكنها منيت بالفشل بالرغم من انهما يسيطران على سوق البطاقات الائتمانية في اميركا – بنحو 2.39% و2.98% على التوالي. وتحل فيزا في المرتبة الاولى في اميركا كوسيلة مفضلة للدفع، تليها ماستر كارد بينما تحتل اميركان اكسبريس المرتبة الثالثة. وتقوم بطاقة ديسكفر باجراء المعاملة عبر شبكتها الحالية التي تعتبر رابع اكبر شبكة للدفع في اميركا، بينما تساعد بنوك باركليز في ادارة الحسابات. وذكر ريتشارد كرون احد المستشارين في قطاع الاتصالات انه من المتوقع أن يحدث هذا النظام الجديد تغييرا كبيرا في قطاع بطاقات الائتمان الذي يمثل واحدا من اكبر مصادر الدخل التي تكاد أن تشمل كل شرائح الاستهلاك. ولم تؤكد اي من الشركات التي تنضوي تحت مشروع الشراكة توافر بطاقة ديسكفر حتى الآن في الوقت الذي رفض فيه بنك باركليز التعليق على الموضوع. وفي حالة نجاح هذه التجارب، فإنها ستقود الى تحول كبير في الطريقة التي يتم بها تداول النقود في الولايات المتحدة، خاصة في المطاعم والمحال التجارية والمقاهي التي اصبح فيها الدفع عن طريق بطاقات الائتمان – وليس بطاقات الصراف الآلي – وسيلة متعارف عليها لتسديد الفواتير. ووفقا لدار نيلسون ريبورت المتخصصة في بحوث هذا القطاع، فإن هناك نحو 576.4 مليون بطاقة ائتمان متداولة حاليا في اميركا وذلك حتى نهاية العام 2009، مع متوسط لامتلاك البطاقات يتراوح بين 3 الى 5 بطاقات للفرد الواحد. وتمثل فيزا وماستر كارد 82% من عمليات المستهلك الاميركي التي تتم ببطاقات الائتمان لأغراض عامة. كما سيولد هذا التحول الجديد منافسة في سوق الدفع لم تكن متوافرة بالحجم المطلوب. (عن فاينانشيال تايمز) ترجمة: حسونة الطيب