الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألعاب الأطفال «متعة» لا تخلو من مخاطر صحية وجسدية

ألعاب الأطفال «متعة» لا تخلو من مخاطر صحية وجسدية
11 يونيو 2011 18:42
وسائل اللعب غير المناسبة للأطفال في سن مبكرة، هي أكثر ما يمكن أن يشكل خطورة على صحتهم، وذلك في مراحل نشأتهم الأولى، كما أنها قد تكون من العوامل السلبية التي تهدد حياتهم. وعلى كثرة الألعاب بأحجامها وأشكالها المختلفة، ليس من الصعب على الأهالي حسن اختيار الأنواع الآمنة منها، إذ أن الاستهتار في الاطلاع على التعليمات الواردة على غلافها، غالبا ما يكون من المسببات التي تؤدي إلى تعرض البراعم الصغيرة للأذى، والتي لم تجد من يحذرها من بعض الاستعمالات أو حتى يمنعها عنها. إن كانت السيارات والطائرات والقطع البلاستيكية الصغيرة منها والكبيرة أو تلك الحديدية الحادة، تمثل وسائل المرح والاستمتاع للصغار من البنات والصبية الذين ينمون على حب الاستكشاف، فأنها سيف ذو حدين. فهي من جهة صنعت لتجذب انتباههم، إذ تحوط بهم طوال اليوم، لكن النوعية السيئة منها، قد تسبب لهم من جهة أخرى أضراراً جسيمة بدءاً من الجروح المتفاوتة ووصولا إلى حد الاختناق. الشاشة المتحركة الألعاب اليدوية ليست وحدها مصدر الضرر، إذ تأتي الألعاب الإلكترونية على الدرجة نفسها من الخطورة. ولا يختلف إثنان على أن الشاشة المتحركة هي أكثر ما يلفت أنظار الأطفال وأكثر ما يشاهدونه بانجذاب واندهاش. فهذه الألوان الصاخبة والرسوم المتحركة والشخصيات الناطقة التي تخاطبهم من خلال جهاز التلفزيون تأخذ عقولهم إلى حد التسمر أمامها لساعات طويلة بلا أي شعور بالوقت. ولأن غالبية الأهالي لا يصدقون أن يخطف شيء ما انتباه أبنائهم ويشغلهم عن الصخب والشغب داخل البيت، تراهم يرحبون بفكرة أن يلهو أبناؤهم معظم الوقت أمام الشاشة. ومع حلول الصيف وأيام العطلة الصيفية التي يقضيها الصغار بلا دراسة، ترتفع نسبة مشاهدتهم للبرامج التلفزيونية والأقراص المدمجة، التي تعتبر وسيلة التسلية الوحيدة لهم عندما يكونون محصورين بين 4 جدران. وهنا إذا تجاوزنا ضرر التلقي السلبي الذي يحصل عليه الأبناء من الشاشة، لا يمكن أن نتغاضى عن الضرر الذي تتركه المشاهدة الطويلة على عيون الأطفال. إذ أن معظمهم لا يجلسون في المكان الصحيح أثناء متابعة البرامج، وأحيانا كثيرة نجدهم واقفين بمحاذاة الشاشة لشدة تأثرهم بما تبثه من صور لافتة. جروح أو اختناق علماء الاختصاص يحذرون من تعرض الأطفال دون الـ 3 سنوات إلى حوادث الاختناق أثناء لهوهم في بعض الألعاب التي تتضمن قطعا متفانية الصغر من السهل وضعها في الفم وابتلاعها، وكذلك في حال التفاف أي مواد من النايلون حول العنق أو عند الأنف. كما يشددون على خطورة التهاون في شراء أي لعبة لأي طفل من دون التأكد أولاً، ما إذا كانت مناسبة لسنه. لأن المواد التي تصنع منها الألعاب، قد تكون ملائمة لفئة عمرية دون أخرى. والأخصائيون عموما لا ينصحون بقضاء أكثر من 3 ساعات في اليوم كحد أقصى أمام الشاشة، بحيث يمضيها الطفل على 3 مراحل متباعدة أي بمعدل ساعة متواصلة فقط. والسبب أن الطفل ما دون الـ 12 من العمر، لا يكون مؤهلا ذهنيا للجمع بين ما يشاهده وبين الحياة الاجتماعية التي لابد أن يندمج فيها من قرب. وإذا كان ذلك ينطبق بشدة على الأطفال الناضجين نسبيا، فإن الصغار تحت سن الخامسة، هم أكثر عرضة للمشاكل لأن شخصيتهم لا تكون قد تشكلت بعد. ضرر على العيون بالانتقال إلى الضرر الذي تتركه الشاشة على العيون، وما إذا كان السبب ساعات المشاهدة الطويلة أم درجة الاقتراب من الشاشة، يتحدث استشاري الأطفال الدكتور علي هنداوي مؤكدا على خطورة شراء الألعاب التي لا تحمل تصنيف «وكالة الغذاء والتنمية الأوروبية» أو «وكالة الزراعة والتنمية الأميركية (FDA)». «وهما الجهتان الوحيدتان في العالم اللتان تعطيان صلاحية أو عدم صلاحية استخدام أي منتج، لأن الانتباه لابد أن يشمل المادة نفسها للعبة. وما دون ذلك يعتبر استهتاراً بسلامة الصغار الذين قد يتعرضون للسوء في أي لحظة من جراء الألعاب». ويورد الدكتور هنداوي أن ترك الأطفال لوقت طويل أمام جهاز التلفزيون من دون مراقبة يتسبب بأذيتهم من ناحية النظر والعمود الفقري والركبتين. ويقول: «من المعروف أن المشاهدة لساعات متواصلة، تترك آثاراً على عيون الكبار كالإحمرار وعدم القدرة على التركيز، فكيف الأمر إذا ما قسناه بالنسبة لصغار السن؟ هو حتماً أكثر سوءاً ويؤثر مع الوقت على إمكانية النظر بوضوح. وقد تكون له سلبيات كثيرة تصل إلى ضعف في قدرة عمل العين ما يضطر الطفل إلى وضع النظارات». وينصح الدكتور هنداوي بالتأكد من أن وضعية الطفل عند المشاهدة صحيحة، بحيث يجلس بعيداً عن الشاشة بما لا يقل عن مترين إلى مترين ونصف إذا أمكن، «مع ضرورة ترك مجال للاستراحة بمعدل كل نصف ساعة من التركيز النظري، سواء بالنسبة للتلفزيون أو الألعاب الإلكترونية أو أجهزة الكمبيوتر». شروط السلامة تتحدث سميرة حسونة وهي أم لـ 4 أبناء عن حرصها على انتقاء أفضل نوعية للألعاب خشية أن تكون مصدراً لإيذاء صغارها، وتقول: «أعلم أن الأغلى ثمناً ليس بالضرورة أن يكون الأفضل، ولكنني أضمن على الأقل أن يكون خاضعاً لشروط السلامة». وتذكر أن أكثر ما يخيفها، الألعاب التي تتضمن الكثير من القطع الصغيرة. «فهي بلا شك خطرة، لأن الطفل حتى عمر 3 سنوات أو حتى أكثر، لا يعي الفرق بين ما يمكن أن يكون صالحا للأكل أم لا». وتلفت ريما بطرس وهي أم لابنتين، أن ألعاب البنات قد تكون أقل خطورة من ألعاب الصبيان، «ومع ذلك لا بد من أخذ الحيطة والحذر عند انتقائها». وتعتبر أن الإكسسوارات الخاصة بالعرائس كالحلي والدبابيس قد تكون المصدر الأول لخطر الاختناق في حال تم ابتلاعها». أما أمل إبراهيم وهي أم لولدين وبنت، فتنظر إلى الأمر من ناحية أخرى وتقول: «إن الإكثار من الألعاب هو أكثر ما يدمر ثقافة الطفل، لأنها تشتت تركيزه وتجره إلى التهور». وترى أنه مع العودة إلى الماضي، لم يكن الطفل يحصل على كل ما يرغب به من ألعاب، وكانت أمور صغيرة تشغل وقته ولا تؤذيه. «أما اليوم، فإن الألعاب الإلكترونية، في حال أسيئ استخدامها، هي العدو الأول للأطفال خلال مختلف المراحل العمرية. وكذلك الأمر بالنسبة لألعاب العنف التي غالبا ما تصب في خانة احتمال التعرض للضرر الجسدي». إرشادات تنبيهية ذكرت الأخصائية الاجتماعية لما سليمان، أن الطفل بدءاً من الأسابيع الأولى لولادته يحتاج لأن يكون محاطاً بأجواء حيوية تستفذ فضوله وتمنحه التسلية التي يبحث عنها. وتقول: «كلما كبر الطفل، زادت حاجته لولوج عوالم جديدة بغض النظر عن المكان والزمان. فالمهم بالنسبة له إشغال وقته بما يجعله يشعر بمتعة اكتشاف أسرار الحركة واللون والضوء». وتورد أن أهم ما يمكن توفيره للأطفال، هي بيئة آمنة تضم مختلف أشكال المرح. «مع ضرورة التأكيد على أن تكون الألعاب شاملة لشروط السلامة وعدم التهاون في الأمر». وتشدد على ضرورة قراءة الإرشادات التنبيهية المكتوبة في دليل استعمال أي لعبة قبل شرائها. «فالألعاب المخصصة لهذه الفئة العمرية، لابد أن يشملها أفضل تصنيف بالنسبة لجهة التصنيع والتركيب والصيانة». وحتى وإن كانت الألعاب متشابهة، غير أن النوعية الأفضل يتحكم فيها أكثر من عامل أهمها تقليل الضرر على الطفل في حال وقوعه». وتعني هنا أن الألعاب ذات النوعية المضمونة من قبل أفضل العلامات الدولية، يتم تصميمها بطريقة مدروسة لا تحتمل الخطأ ولا تفتح مجالا لأن يكون التهور سببا لأي خطورة يتعرض لها الصغار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©