الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقل والإحساس الطريق إلى التعامل مع كمبيوترات وألعاب الفيديو المستقبلية

العقل والإحساس الطريق إلى التعامل مع كمبيوترات وألعاب الفيديو المستقبلية
9 يونيو 2012
يبدو أننا سنشهد طفرة تكنولوجية جديدة، لا تتعلق بالهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، إنما تتعلق هذه المرة وخلال السنوات القليلة القادمة، بنوع جديد من الكمبيوترات الشخصية، قادرة على التواصل مع بني البشر عن طريق الإشارات، والأفكار، وقادرة في نفس الوقت على الشعور بمستخدميها ومالكيها، والإحساس بهم، وبمشاعرهم، هذا بالإضافة إلى أننا سنشهد أيضاً وخلال هذه السنوات القادمة، نوعا جديدا من أجهزة ألعاب الفيديو، لا يعتمد على يدي المستخدم في تحريك أذرعة وعصي التحكم في اللعبة التي يمارسها، بل يمكنه ذلك من خلال عقله الذي سيكون ومن الأكيد الأداة الجديدة في التحكم في مثل هذه الألعاب قريباً. مما لا شك فيه أننا نعيش اليوم طفرة في عالم الهواتف والأجهزة اللوحية لم نعشها قبل عشرة أعوام تقريباً، فهواتف الماضي التي أغرق العالم بأسره بجمالها وجمال تقنياتها والإمكانيات التي كانت تقدمها.. أصبحت اليوم الهواتف التي يقتنيها جامعو ومحبو التحف، وأصبحت تحفظ في خزائن المنازل وأدراج المكاتب، كمناظر أكثر مما هي عليه في الواقع والحقيقية. وأصبحت بعض المحال التجارية تساومك على بيع هاتفك القديم بمبلغ نقدي معين، أو استبدال بعضها بهواتف أخرى جديدة. وقس على ذلك الكمبيوترات الشخصية والمحمولة التي كانت في السابق تشكل طفرة ما بعدها طفرة. أما في أيامنا هذه فأصبحت لا تجدها إلا في مكاتب العمل أو المحال والمتاجر تبحث عن من يلتفت إليها، ويحركها من أماكن عرضها إلى منزله. كل هذا جاء بفضل عملية الإحلال التي فرضتها الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، التي استبدلت بقدومها عصرا كاملا من الهواتف وأجـهزة الكمبيـــوتر «غير الذكية» التي طالما اعتمد عليها الإنسان في ما مضى. كمبيوتر المستقبل «سيكون كمبيوتر المستقبل موجوداً في كل مكان، لكنه لن يكون في الوقت نفسه بأي مكان كان»، هذا ما فسره البروفيسور شتيفان يينيشن، أستاذ هندسة البرمجيات في جامعة برلين التقنية في ألمانيا، حيث قال على لسان الوكالة الألمانية «دي دبليو الإخبارية»: «إن أجهزة الكمبيوتر ستصبح أصغر حجماً، الأمر الذي يجعلها تختفي تدريجياً من مجال رؤيتنا»، حيث وضح مع مجموعة من العلماء الألمانيين، أن الأجهزة التكنولوجية المستقبلية سيطلق عليها اسم «الأنظمة المدمجة»، وستكون عبارة عن أجهزة كمبيوتر صغيرة إنما بكفاءات عالية جداً، تتفوق على مثيلاتها من أجهزة الكمبيوتر في هذا الوقت، وقادرة على الاختباء بشكل متزايد في الأدوات والمواد اليومية التي نستخدمها، وتعمل بكفاءة وقدرات عالية وبشكل غير مرئي على تنظيم شؤون وأمور حياتنا اليومية. الأجهزة المدمجة يضرب البروفيـــسور يينيشن، مثلاً على الأجهزة والكمبيوترات المدمجة من خلال سيارات اليوم، حيث يشير إلى أن هذه السيارات تحتوي على العديد من الكمبيوترات قد تصل إلى 80 جهاز كمبيوتر، تختبئ في داخلها، ولا يمكن أن نراها بأعيننا. وهذا واضح ليس في السيارات كما أشار البروفيسور وحسب، إنما في كل أمور حياتنا اليومية التي نعيشها الآن، بدايةً من منازلنا التي بات كل صغير وكبير فيها يمتاز ويتمتع بالذكاء، مروراً بثيابنا وملابسنا التي أصبحت هي الأخرى تتسم بصفة الذكاء، من خلال الإضافات التقنية التي بدأت تزينها وتضفي صبغة التقنية عليها، وانتهاء بهواتفنا وكاميراتنا وساعاتنا ومشغلات الموسيقى وحتى نظاراتنا الشمسية وثلاجاتنا وغسالاتنا.. وغير ذلك من أجهزة ومعدات أصبحت اليوم تعج بعشرات الأجهزة المدمجة من الكمبيوترات التي تسير هذه الأجهزة وتسير أعمالنا دون أن نراها أو نحس بها. أفكار وإشارات يعتقد يينيشن، أن التواصل الحالي بين الإنسان والكمبيوتر، لن يستمر على هذه الحال وبهذه الطريقة، حيث يؤكد البروفيسور ومن خلال أبحاثه العديدة في هذا المجال، أن التواصل القادم والجديد بين الإنسان والكمبيوتر سيأتي في خلال الأعوام العشرة القادمة بأساليب وطرق جديدة، حيث لن تحتاج إلى لوحة المفاتيح أو الفأرة للتحكم بكمبيوترك الشخصي، وعلى غرار أنظمة الأوامر الصوتية التي بدأنا نشهدها اليوم في هواتفنا وأجهزتنا الذكية. يرى يينيشن أنه سيتم استبدال مدخلات الأوامر للكمبيوترات، مثل الفأرة ولوحة المفاتيح، بواجهات تعرف باسم «إنترفيس»، وهي القادرة على التفاعل بسرعة أكبر وأدق مما عليه الأمر اليوم. وستكون قادرة على استيعاب حركات وتعابير وجهك، لتحولها إلى إشارات رقمية، تمكن الجهاز الذي أمامك من إدراكها واستيعابها، ومن ثم تنفيذها حسب طلباتك وأوامرك. وعلى عكس الموجود حالياً بتقنيات وتكنولوجيا الأوامر الصوتية التي نراها في العديد من الأجهزة والمعدات التي نستخدمها يومياً، فكمبيوترات الغد التي ستأتينا خلال عام 2030، بحسب ما أوضح البروفيسور ستكون أكثر ذكاء وإدراكاً لما يدور حولها، فالمنزل الذكي مثلاً سيقوم بتشغيل أجهزة التدفئة أو أجهزة التبريد بمجرد تواجد الإنسان في غرف معينة، ونتيجة لحركة الإنسان وللمجسات الخاصة التي ستتوفر في أجهزة الكمبيوتر المدمجة المستقبلية، فإن مثل هذه الأجهزة ستدرك إن كان الإنسان يشعر بالبرد أو الحر، وبناء على شعوره هذا ستقوم هذه الأجهزة بتشغيل الجهاز المناسب حسب حالة الإنسان التي يشعر بها. ليس هذا فحسب بل أن التواصل بين الإنسان والكمبيوتر سيعتمد على استيعاب الأخير لكل ما يقوله الإنسان له، وتفاعله معه، وبالتالي فإن تنفيذ الأوامر في المستقبل لن يقتصر على ما ينطق به الإنسان للجهاز، بل ستجد أن الجهاز يشاركك الرأي ويناقشك في العديد من الأمور. المستخدم الزجاجي ويرى يينيشن، أنه وبدلاً من أن يلجأ «الإنسان بنفسه إلى شبكة الإنترنت، فإن الإنترنت سيدخل في المستقبل بآلات التوجيه الرقمية التي تتواصل فيما بينها بهدف القيام بمهمات أكثر تعقيداً». وهذا الأمر سينعكس وبدون أدنى شك على الحياة اليومية لبني البشر في السنوات القادمة، والتي ستخلط فيها الأمور وتتشابك لدرجة أننا لن نكون قادرين على الخروج من دوامة التكنولوجيا الرقمية، وغير قادرين في نفس الوقت العيش بعيداً عن عالم الإنترنت الواسع، والذي سيجردنا جميعا من معاني الخصوصية والسرية، وسنصبح مثل الزجاج الشفاف، يرى ما بداخلنا وما نملكه من مواد، كانت اليوم سرية لا يراها سوى القليل، وستصبح بالمستقبل القريب، علنية، لا يمكننا إخفاءها، وستكون بفضل هذه الكمبيوترات فائقة الذكاء، ومكشوفة للجميع، وستذوب معها الحدود وتختفي من خلالها التضاريس، التي طالما شكلت عائقاً لمثل هذه التكنولوجيا الذكية. أجهزة ألعاب الفيديو إذا كانت أجهزة ألعاب الفيديو تتفاخر وتتباهى اليوم بما حققته من طفرات تقنية هائلة في مجال الألعاب، وطرق التحكم بها، والتي ما زال أغلبها يعتمد على عصي وأذرع التحكم، وحتى تلك التي تعتمد على الأيدي والأرجل بدون أن تستخدم معها لممارسة لعبة معينة ذراع وعصا تحكم. فالمستقل القادم سيشهد تغيراً على نمط ألعاب الفيديو هذه، ولن تقبل التكنولوجيا بأن يكون اللاعب هو طرف خارجي يحرك من خلال أطرافه، اللعبة وشخصياتها، إنما سيكون هذا اللاعب عبارة عن شريك حقيقي في اللعبة، وسيكون جزءاً لا يتجزأ منها، وسيكون عقل اللعب ودماغه هو الوسيلة الجديدة لممارسة ألعاب الفيديو والتحكم بها. الأمر الذي سيجعل أجهزة ألعاب الفيديو تتخلى عن العديد من أساسياتها اليوم، لتأتينا بالمستقبل بأجهزة ألعاب جديدة ذات تقنيات، قادرة على استيعاب ما يمليها عليها المستخدم، وقادرة في نفس الوقت على جعل هذا الأخير يشارك في اللعبة ويشعر بها ويتألم ويفرح.. لأن مثل هذه الأجهزة والألعاب المستقبلية سترتبط لا بأيدينا فحسب، بل بعقول وأدمغة مستخدميها وعشاقها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©