الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القهوة مشروب عامر بالفوائد شريطة الاعتدال

القهوة مشروب عامر بالفوائد شريطة الاعتدال
9 يونيو 2012
تعد القهوة المشروب الأكثر شيوعاً حول العالم بعد الماء، وهناك آلاف الدراسات التي تتحدث عن القهوة ومزاياها وفوائدها، ومع ذلك يقف الكثيرون تجاهها، فهل القهوة مضرة بالصحة؟ هل هي مسببة للإدمان؟ وهل يمكن أن تسبب جفاف الجسم؟ وهل يسبب تناولها ارتفاعاً بضغط الدم؟ وهل هي مضرة بالقلب؟ وهل يمكن أن تسبب الحرقة أو القرحة؟ هل تؤثر على كمية الكالسيوم في الجسم؟ هل لها تأثير على تقوية الذاكرة والأداء الجسدي؟ وكلها أسئلة مشروعة طالما بقيت القهوة الأحب إلى قلوب الملايين. محمد الحلواجي (دبي) - تعد محاولة حصر أنواع القهوة أمراً صعباً لتعدد أنواعها، ولكن أشهرها القهوة السريعة التحضير، التي يتم إنتاجها من حبوب البن الطبيعية والماء فحسب، حيث يقوم المزارعون بقطف حبوب البن الحمراء الناضجة، وبعد عدة مراحل من الفرز تصبح جاهزة للتحميص والطحن والغلي بالماء، وأخيراً تجفف لتشكل بودرة القهوة سريعة التحضير، دون أي إضافات على الإطلاق خلال مراحل الإنتاج، والقهوة الأميركية، فالأميركيون هم من اخترعوا هذه القهوة، وأطلق عليها التعبير المجازي “القهوة المصفاة”، حيث يتم تنقية القهوة في مصفاة بسكب الماء الساخن عليها داخل كوب أسطواني الشكل. حول تأثير شرب القهوة على الاسترخاء والنوم، تقول الخطيب “من فوائد شرب القهوة باعتدال هو التحفيز الذهني والجسدي، وهذه ما يتوقعه شارب القهوة المعتدل. أما بالنسبة لشرب القهوة مساء، فالأشخاص المعتادون شرب القهوة لن يتأثر نومهم. أما الذين لا يشربون القهوة، فننصحهم ألا يشربوا القهوة مساء، بل البدء بشرب القهوة في الصباح ومن ثم زيادة الأكواب باعتدال حتى يتعود جسمهم”. وحول أهمية الكافيين الذي تحتويه القهوة، تقول الخطيب “الكافيين يحفز العقل ويقلل من الإجهاد الذهني، وقد أثبتت مجموعة من الدراسات العلمية أن الكافيين يعزز الأداء الجسدي والذهني، ويساعد على رفع مستوى التركيز والتيقظ والانتباه والتعلم، ويحسن الأداء ويعدل المزاج، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة باعتدال يبدون راحة أكثر واهتماماً أكبر بعملهم”، لافتة إلى أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة تساعد على حفظ الانتباه وتحسين الأداء. وتؤكد أن “القهوة هي أكبر مساهم طبيعي لمضادات الأكسدة في النظام الغذائي، حيث تحتوي حبوب البن على كميات وافرة من البولي فينول. وبشكل عام، تشكل مضادات الأكسدة التي يتم الحصول عليها من القهوة أكثر من 60% من مجموع الكمية التي يحصل عليها من يشربون القهوة باعتدال ضمن النظام الغذائي”. وتضيف “على الرغم من عدم وجود أي توصيات غذائية بخصوص الكمية الواجب تناولها من مضادات الأكسدة يومياً، إلا أن النظام الغذائي اليومي العادي يحتوي عادة على ما يقارب غرام واحد منها. بينما يحتوي كوب القهوة الواحد على ما يتراوح بين 150- 550 ملليجراماً من مضادات الأكسدة بحسب نوع حبوب البن”، مشيرة إلى أن القهوة العادية ومنزوعة الكافيين تحتويان على كميات متساوية من مضادات الأكسدة. كما أن إضافة الحليب أو مبيّض القهوة لا تؤثر على كمية مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة. أضرار صحية عما يتردد من أن القهوة مضرة بالصحة، تقول الخطيب “هناك آلاف الدراسات العلمية الحديثة التي أثبتت أن شرب القهوة باعتدال آمن تماماً، بل وإن ذلك قد يكون له عدة فوائد صحية. وقد تم تحديد الاعتدال بـ3 - 4 أكواب من القهوة في اليوم، وهي تحوي كمية أقل من 300 ملليجرام من الكافيين. ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن القهوة ليست هي المصدر الوحيد لمادة الكافيين في نظامنا الغذائي. وحول مقولة، إن تناول القهوة عادة قد تؤدي إلى الإدمان، توضح الخطيب “القهوة غير مسببة للإدمان. إن التمتع بشرب القهوة باستمرار هو عادة، والقهوة معروفة بتأثيرها المنبه الخفيف، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره مؤشراً إلى أن القهوة تسبب الإدمان. وقد ذكرت الهيئات التنظيمية مثل منظمة الصحة العالمية بوضوح في دراساتها أن الكافيين لا يؤثر على الدماغ بالطريقة نفسها التي تؤثر بها المواد المسببة للإدمان، ولهذا لا يمكن اعتباره مادة مسببة للإدمان”. وتضيف “العوارض الخفيفة للانقطاع عن تناول الكافيين مثل الصداع أو الخمول، والتي يواجهها بعض الأشخاص المعتادين شرب القهوة، لا يبدو أن لها علاقة بكمية الكافيين التي يتم استهلاكها يومياً. وعلى أي حال، فإن الأشخاص الذين يقللون من تناول الكافيين بالتدريج على مدار عدة أيام لا يعانون مثل تلك العوارض”. وعن علاقة القهوة بالجفاف، تشرح الخطيب “في حين يعتقد العديد من الناس أن للكافيين الموجود في القهوة تأثير كبير في إدرار البول، فإن الدراسات العلمية الحديثة تُجمع على أن تناول القهوة باعتدال له التأثير انفسه لمدر للبول الذي يسببه شرب الماء. وهناك اعتراف متزايد بأن تناول القهوة باعتدال قد يكون مصدراً مهماً للسوائل في النظام الغذائي، حيث يحتوي كوب من القهوة قرابة 150 مل من الماء، وهي توازي 10% من كمية السوائل الموصى بتناولها يومياً من المشروبات. وتظل الكمية الموصى بشربها يومياً هي 8 أكواب من الماء النقي”. القلب والمعدة يظن البعض أن القهوة مضرة بالقلب، في هذا الإطار تقول الخطيب “بينت الدراسات أن تناول القهوة باعتدال ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن غير مرتبط بالإصابة بالأمراض القلبية. كما تم إثبات أن تناول القهوة باعتدال آمن لمرضى القلب، حيث لا يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب. أما بالنسبة لمعدلات الاستهلاك العالية، فإن هناك مؤشرات غير حاسمة. وبشكل عام ينصح المرضى ممن لديهم أي مخاوف بالاستهلاك المعتدل، وباستشارة الطبيب لتحديد كمية الاستهلاك الملائمة لحالاتهم نسبة إلى طرق الإعداد التي يفضلونها”. ويعمد البعض إلى تناول القهوة على معدة فارغة، إلى ذلك، توضح الخطيب أن تناول القهوة على معدة فارغة لا يسبب أي أضرار للجسم، ولقد برهنت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون تقرحات في المعدة فيكون انزعاجهم من الأطعمة المختلفة أمر شخصي. فالبعض قد لا يفضل القهوة على معدة فارغة أو عصير البرتقال أو أطعمة أخرى، والبعض الآخر لا يحس بالانزعاج. وهنا ننصحهم أن يستمعوا لمعدتهم ويأكلوا ويشربوا الأطعمة المناسبة”. عما إذا كانت القهوة تتسبب بالحرقة أو القرحة، تجيب الخطيب “الحرقة أو الحموضة حالة شائعة لها أسباب متنوعة، مثل الطعام الغني بالتوابل والضغط غير المبرر وغيرها. وفي دراسة شملت 394 مريضاً بالحرقة، لم يرتبط معدل حموضة أو قوة القهوة بحالات الحرقة التي تم رصدها. ويُنصح الأشخاص الذين يعانون الحموضة أو القرحة أو والحساسية من تناول القهوة بتخفيف الاستهلاك، أو إضافة الحليب أو مبيض القهوة، بحسب درجة الحساسية لديهم، كما أن عليهم مراقبة نظامهم الغذائي”. حمل وكالسيوم عما إذا كانت القهوة مضرة بالحمل، توضح الخطيب “تشير الدراسات إلى أن استهلاك الكافيين بمعدلات تقل عن 300 ملجم في اليوم لا يؤدي بالضرورة إلى أي تأثيرات عكسية. والمعلومات المتوافرة لا تتيح التقدير الدقيق لتأثيرات المستويات الأعلى من الاستهلاك. كما بينت الدراسات أن أن تناول القهوة باعتدال لا يؤثر على الخصوبة ولا يؤخر الحمل ولا يؤدي إلى أي عيوب خلقية. وعلى أية حال، وباعتبار أن امتصاص الكافيين في الجسم لدى النساء الحوامل أبطأ من العادة، تقترح الدراسات استهلاكاً بمعدل 200 ملجم من الكافيين في اليوم (2- 3 أكواب من القهوة في اليوم) كحد أقصى. وتُنصح الحوامل باستشارة الطبيب أو خبير التغذية لتحديد كمية الاستهلاك الملائمة نسبة إلى الاستهلاك المعتاد والاحتياجات الفردية”. وحول علاقة القهوة بكمية الكالسيوم في الجسم، تقول الخطيب “يسبب الكافيين الموجود في القهوة خسارة الجسم لكمية طفيفة ومؤقتة من الكالسيوم، ويعوض الجسم هذه الخسارة لاحقاً من خلال تقليل طرح الكالسيوم بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات، حيث يظل مخزون الكالسيوم بمستواه الأساسي نفسه. ولذلك فإن تناول القهوة باعتدال ليس له تأثير سلبي على صحة العظام. هذا ومعظم الدراسات على الإنسان لا تظهر أي ارتباط بين تناول الكافيين والكثافة المعدنية العظمية أو خطر تكسر عظام الورك”. وتضيف “للحفاظ على عظام قوية، يجب تناول 1000 ملليجرم من الكالسيوم يومياً من الطعام، وخاصة الحليب ومشتقاته. فإضافة الحليب إلى القهوة يساعد في الحصول على الحاجة اليومية من الكالسيوم، خاصة لمن لا يحبون طعمه”. أصناف وأنواع تؤكد الخطيب وجود تنوع كبير في أصناف القهوة، وتوضح “هناك القهوة العربية، وهي قهوة خفيفة توضع فيها حبات الهال عند بعض أهل البادية والحضر من العرب، وهناك القهوة الغامقة عند البعض الآخر، وعادة تكون مرة وليس فيها سكر أبداً، وتقدم في فنجان صغير فمه أوسع من قاعدته، أما القهوة التركية فهي قهوة ثقيلة غامقة، تقدم في فنجان صغير بيد مع صحن صغير، بخلاف قهوة الأسبرسو الإيطالية الخفيفة والغامقة جداً، والتي تقدم في فنجان صغير يشبه الفنجان التركي، ولكنه عادة يكون سميكاً وأبيض اللون أو شفافاً، وهناك أيضاً قهوة الكابوتشينو الإيطالية التي تتألف من الأسبرسو بمقدار الثلث وثلث حليب وثلث كريمة مخفوقة، وتقدم في أكواب كبيرة، وتكون الكريمة المخفوقة مرتفعة على الوجه ويرش عليها بودرة الكاكاو، ويقدم معها السكر لمن يفضل ذلك، وهنا كقهوة الموكا الفرنسية أو الإيطالية، وتتألف من القهوة السادة الثقيلة بمقدار الثلث، وثلث من الشوكولاتة الحارة غير المحلاة، وثلث من الحليب الفوار إلى درجة إخراج رغوة، وتقدم بكوب كبير، أما قهوة الحليب فهي فرنسية وإن كانت كل دول العالم تحضرها بتسميات مختلفة، وهي عبارة عن مقدارين من القهوة السادة مع ثلاث مقادير من الحليب المخفوق، وتقدم في فنجان كبير”. وعن الشروط الجيدة لتخزين القهوة، توضح الخطيب “يفضل تخزين القهوة وحفظها في مكان بارد وجاف، على أن تكون مغلقة بشكل صحيح”. وتشير إلى أنه يمكن التفريق بين القهوة الجيدة والقهوة الرديئة. وتقول “ننصح محبي القهوة التأكد دائماً من تاريخ الصلاحية المنتج عند شرائه والتحقق من أنه محكم الإغلاق، وقد تكون رائحة القهوة أيضاً مؤشراً يساعدنا على التأكد من نوعية القهوة الجيدة”. وتضيف “تحتوي القهوة على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، إذ يسهم تناول القهوة باعتدال (ثلاثة أو أربعة أكواب يومياً)، في تزويد الجسم بنحو 60% من إجمالي مضادات الأكسدة التي يحتاج إليها، بالإضافة إلى المساعدة في منع تلف الخلايا. كما تلعب القهوة دوراً حيوياً في صحة الجسم”. تأثيرات جدلية للكافيين عن علاقة شرب القهوة بارتفاع ضغط الدم، تقول كبيرة اختصاصيي التغذية لدى “نستله” الشرق الأوسط لين الخطيب “تشير الدراسات إلى تأثيرات جدلية للكافيين على ضغط الدم، إلا أن معظم الدراسات الرئيسة التي أشارت إلى حدوث ارتفاع طفيف بضغط الدم بعد تناول القهوة كانت مرتبطة بالمستهلكين غير المعتادين على شرب القهوة، كذلك فإن قدرة احتمالهم تتطور بسرعة مع الاستهلاك المتكرر، بعد يومين إلى ثلاثة أيام. ويُنصح الأشخاص شديدي الحساسية تجاه القهوة بتخفيض الاستهلاك أو عدم شرب القهوة، وفقاً لحاجاتهم الفردية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©