السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراتيجيات للتحكم في ردود الأفعال

استراتيجيات للتحكم في ردود الأفعال
11 يونيو 2011 18:44
يتعرض الأفراد في المجتمع لكثير من الضغوط النفسية، قد تكون ناتجة عن علاقاتهم مع بعضهم بعضاً، وقد تكون صادرة عن نوعية الحياة وبيئته الشخصية، كما تنتج أيضاً عن ظروف العمل وما يحيط بها من تشنجات. والضغوط النفسية لا تستثني الصغار في السن أيضاً، إلا أن باحثين عملوا على تقديم حلول تنفس هذه الضغوطات، وتساعد الأفراد على التكيف معها، وتجاوزها بدلًا من الاستغراق فيها، والسماح لها بالإضرار بصحتهم النفسية والجسدية، بالإضافة إلى التأثير على أدائهم في العمل. الضغوط النفسية مثل معظم أنواع الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الفرد، وتعوق تكيفه مع نفسه ومع المجتمع لما لها من تأثير خارجي وداخلي على حياته اليومية والتي قد ينتج عنها ضعف القدرة على إحداث الاستجابة المناسبة للموقف وما يصاحب ذلك من اضطرابات انفعالية فسيولوجية تؤثر سلباً عليه في جانب أو أكثر من جوانب حياته، وتختلف شدة الضغوط النفسية من فرد إلى آخر، وقد تزداد حدتها فيفقد الفرد قدرته على التوازن في المجال الحيوي النفسي والجسمي والسلوكي. عصر الضغوطات يقدم الباحث عادل آل علي، الحاصل على ماجستير في علم تحليل النفسيات البشرية، حلولا لبعض الضغوط النفسية والبشرية. ويقول إن الإنسان في هذا العصر يعيش الضغوط بأشكالها حتى سمي هذا العصر بـ"عصر الضغوطات ". وتسعى المجتمعات جاهدة للاهتمام بشبابها لما لهذه الفئة من أهمية في بناء وتطوير المجتمعات في المستقبل، ويتمثل الاهتمام بما تقوم به المجتمعات من جهود نحوهم، أو ما تقوم به الأسرة والمدرسة من أساليب الوقاية والرعاية لهؤلاء الشباب، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود معوقات في حياتهم تحول دون قيامهم بدورهم بصورة كاملة، منها المواقف الضاغطة التي قد يتعرضون والتي قد تشعرهم بالضغط النفسي، وما قد يصاحبه من شعور بالمضايقة والتوتر، الأمر الذي من شأنه إحداث تأثير سلبي عليهم في جانب أو أكثر من جوانب الحياة. ويتعرض الشباب لضغط الآخرين محاولين صياغة حياتهم، ومثل هذه تمثل الضغوط قد تدفعهم إلى الوقوع في العديد من المشكلات كالعزلة أو الوحدة أو الشعور بالاغتراب. إلى ذلك، يقول آل علي "تمثل الضغوط الاجتماعية مثل التفكك الأسري وإهمال التربية والتعليم، أسباباً لظهور المشكلات النفسية والاجتماعية لدى الشباب ما يجعلهم يتجهون بسلوكهم العدواني خارج المنزل بسبب توترهم داخل المنزل". حماية الجسم يقدم آل علي حلولاً واستراتيجيات للتخفيف واختزال الضغوط إلى أدنى حد ممكن. ويوضح أنه لا يمكن التخلص من الضغوط كلياً؛ لأن ذلك يعني أن يتوقف الإنسان عن أداء رسالته في الحياة. ومن استراتيجيات التخفيف من الضغوط استراتيجيات، يقول آل علي "المواجهة الفسيولوجية التي تستخدم أساليب للسيطرة على ردود الأفعال الفسيولوجية للضغوط، حيث يساعد التحكم في ردود الأفعال الفسيولوجية في المواقف الضاغطة على الوقاية من الأمراض الجسمية الناتجة عن هذه المواقف؛ ولذلك طورت العديد من الفنيات التي تمكن الفرد من التحكم في ردود الأفعال الفسيولوجية في المواقف الضاغطة ومن أمثلة تلك التقنيات: ? تدريبات الاسترخاء.. ويعتبر الاسترخاء من أكثر الطرق استخداماً في السيطرة على التوتر الناتج عن الضغوط النفسية، فالاسترخاء هو مجموعة من التقنيات صممت للتأثير على الخبرة الفسيولوجية للتوتر؛ بهدف تخفيف حدة ردود الأفعال الفسيولوجية في المواقف الضاغطة، إذ تعمل هذه التقنيات على خفض معدل ضربات القلب، وخفض التقلصات العضلية، وخفض ضغط الدم، وتخفيف القلق والتوتر، وأسلوب الاسترخاء التدريجي، وفي هذا الأسلوب يتعلم الأفراد أن يقوموا بشد مجموعة من عضلاتهم، ثم يقوموا بإرخائها مرة أخرى، ويضاف إلى هذه التمارين التي وجدت في الغرب تمارين من الشرق الأقصى مثل (اليوجا) التي تمارس منذ وقت طويل وتؤدي إلى تلطيف إيقاع نبضات القلب، وحركة التنفس مسببة شعوراً عميقاً بالاسترخاء لا يبلغ حد النعاس أو النوم. تأمل ورياضة من استراتيجيات التحكم في ردود الأفعال الفسيولوجية، يورد آل علي: ? التأمل: يستخدم بعض الناس التأمل كطريقة لمواجهة المواقف المسببة للضغوط النفسية، فالتأمل هو تمرين عقلي يؤثر على عمليات الجسم الفسيولوجية، ويكسب الفرد القدرة على التركيز، ويمارس التأمل في جو هادئ بعيداً عن أي تهيج حسي ويصحبه تنفس بطيء يسهم في إزالة الكثير من أعراض التوتر، وهذا الأسلوب يؤدي إلى خفض معدل النشاط الكيميائي في الجسم، وتحسين معدل ضربات القلب وحركة التنفس، وخفض ضغط الدم. ويوضح آل علي أن هناك أربعة شروط لا بد من توافرها لكي تتم عملية التأمل بنجاح، وهي أن تتوافر بيئة هادئة، وأن يغلق المتأمل عينيه، وأن يكون في وضع مريح، وأن يعمل عقله بشكل متكرر. ويزيد آل علي "إلى جانب تدريبات الاسترخاء والتأملو هناك المزيد من استراتيجيات ضبط الأفعال الفسيولوجية في مواجهة الضغوط، منها التدريبات الرياضية". ويوضح: ? التدريبات الرياضية مثل الجري لعدة أميال، تخفف من ردود أفعال الضغط النفسي. فالتمرينات الرياضية تصرف مصادر الضغوط، وتستطيع التقليل من الآثار الناتجة عن الضغط النفسي، إذ تعمل على تخفيض ضغط الدم، وتحسين الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب، ومن المعروف أن كثيراً من الوظائف البدنية مثل وظائف القلب والرئة والدورة الدموية، وهي الوظائف المرتبطة أيضاً بالحالة المزاجية، تتحسن بالممارسة الرياضية المنظمة، فنجد أنفسنا أكثر قدرة على التنفس الجيد والحيوية، ما يقلل بدوره من التعرض للقلق والاكتئاب، كما أن التمرينات الرياضية تكسب الأفراد إحساساً بالتحكم في أجسامهم، وشعوراً بالإنجاز، كما أنها تساعدهم على النوم الهادئ ليلاً، كما أن ممارسة الرياضة مفيدة؛ لأنها تساعد الفرد على استهلاك الطاقة المتولدة والمتراكمة عن الضغط النفسي وكبح جماحها، ويفضل أن تكون الممارسة الرياضية متصلة بمعنى أن يتراوح وقت التمرين الواحد من 15- 30 دقيقة متصلة وليست متقطعة، أي ألاّ تكون مثلاً 10 دقائق صباحاً و5 دقائق مساء. وتشير بحوث إلى أن أفضل أنواع الرياضة تلك التي تساعد على التنفس الهادئ والعميق والمنتظم، مثل الجري والمشي والسباحة والتدريبات السويدية الخفيفة. تصنيف لوني يشير آل علي إلى طريقة تساعد على تخفيف الضغوط. ويوضح "يمكن تصنيف الأشخاص في ألوان أربعة، كل منها يشير إلى مستوى الضغوط التي يحدثها على النحو التالي: اللون الأخضر: الأشخاص الذين مهما عملت معهم يكون مردودهم لك 100%، وعلى أن يكون العدد في هذه المجموعة لا يتجاوز 7 أشخاص. اللون الأصفر: الأشخاص الذين مهما عملت معهم يكون مردودهم لك من 50 - 70%، وعلى ألا يتجاوز عدد الأشخاص في هذه المجموعة 15 شخصاً. اللون الأبيض: الأشخاص العاديين والذين تقابلهم في حياتك اليوم. اللون الأحمر: الأشخاص الذين يثيرون مستويات عالية من الضغوط وينقسمون إلى 4 أقسام. ويوضح آل علي أن الإنسان يتعرض لضغوط خارجية تتسبب له فيها أطراف أخرى منهم الثرثار، ومدعي المعرفة، والخشن، والباحث عن الأخطاء. ويقول إن الشخص الثرثار، كثير الكلام الذي يتحدث عن كل شيء وفي كل شيء، ويعتقد أنه مهم، يمكن ملاحظة رغبته في التعالي، إلا أنه أضعف مما تتوقع، حيث إنه يتكلم عن كل شيء باستثناء الموضوع المطروح للبحث، ويقع في الأخطاء العديدة، واسع الخيال ليثبت وجهة نظره. ويوضح آل علي طرق التغلب على الضغوط التي يسببها الثرثار، قائلاً "قاطعه في منتصف حديثه، وعندما يحاول استعادة أنفاسه، قل له: يا سيد، ألسنا بعيدين عن الموضوع المتفق عليه؟ أثبت له أهمية الوقت، وأنك حريص عليه، وأشعره بأنك غير مرتاح لبعض أحاديثه، وذلك بالنظر إلى ساعتك، وبالتنفيخ". مدعي المعرفة يقول آل علي إن من مسببي الضغوط الشخص "مدعي المعرفة". ويضيف "هو شخص لا يصدق كلام الآخرين، ويبدي دائماً اعتراضه، وهو متعال، ويحب السيطرة الكلامية، ويميل إلى السخرية، عنيد، رافض، ومتمسك برأيه. يفتخر ويتحدث عن نفسه طيلة الوقت، شكاك، ويرتاب بدوافع الآخرين، ويحاول أن يعلمك حتى عن عملك أنت". وللتخلص من الضغوط التي يسببها الشخص المدعي المعرفة، يقول آل علي "تماسك أعصابك وحافظ على هدوئك التام، وتقبل تعليقاته، ولكن عليك أن تثابر في عرض وجهة نظرك، والجأ في مرحلة ما إلى الإطراء والمدح، واختر الوقت المناسب لمقاطعته في مواضيع معينة، ولتكن واقعياً معه دائماً، ولا تفكر في الانتقام منه أبداً، واستعمل أسلوب: نعم.. ولكن". ويقول آل علي إن من الأشخاص الذين يسببون ضغوطاً كبيرة للآخرين "الباحثون عن أخطاء الآخرين". في هذا السياق، يوضح "المتتبع والباحث عن أخطاء الآخرين يعتمد على الهجوم، ويعتبره خير وسيلة للدفاع، ويمكن تعريفه بمن يتصيد الأخطاء على درجة عالية، ولديه دائماً مجموعة من الأسئلة ليواجه بها الآخرين، تراه يتنقل من مكان لآخر بحثاً عن الأخطاء، ليس لديه احترام لمشاعر الآخرين". وحول طريقة التعامل مع هذه العينة من الناس وطريقة تجنب إيذائهم، يقول "لا تفقد السيطرة على أعصابك معه، ولا تفتح له الباب الكامل ليقول كل ما عنده، واصغ إليه بدرجة عالية، وأفهمه أن لكل إنسان حدود يجب أن يلتزم بها، ولا تعطيه الفرصة للسيطرة الكلامية، واستعمل معه أسلوب: نعم.. ولكن". مجابهة الاختناق الضغوط النفسية قد تسبب اختناقاً أو صعوبة في التنفس، ولتجنب ذلك ينصح الخبير عادل آل علي باتباع الخطوات التالية: ? الاستلقاء على البطن، حيث تلامس الجبهة الأرض مع وضع اليدين تحت الجبهة والتنفس بعمق وببطء لمدة خمس دقائق يساعد على إفراغ شحنة الغضب والتخلص من الانفعال العصبي الذي أصاب الجسم. ? الجلوس على مقعد مع وضع إحدى اليدين على منطقة الصدر والأخرى على منطقة البطن، مع التنفس بعمق وببطء لمدة خمس دقائق، وللتأكد من فعالية التمرين لاحظ حركة اليد الموضوعة على البطن إن زادت حركتها عن تلك الموضوعة على منطقة الصدر، فهذا يعني أنك تتنفس بعمق. ? الجلوس في مكان هادئ أو الاستماع إلى موسيقى هادئة أو تخيل مناظر جميلة أو أصوات أشخاص ذوي مكانة لديك، فكل هذا يساعد على الارتخاء ويخرِج الانفعال من الجسم. ? يستفيد بعض الأشخاص من التحدث إلى شخص قريب إلى القلب عن المشكلات والضغوط المؤثرة على النفس، وباستخدام طريقة “الفضفضة” يتم التخلص من 50% من المشكلة. ? تحديد المشكلة ووضع حلول لها يريح النفس كثيراً، كما أن معرفة الأسباب، وفرزها وإيجاد حل لكل سبب وكيفية التعامل معه، ينشط الجسم والنفس معاً؛ لأن التعامل الإيجابي مع المشكلات يخفف من الضغط النفسي على عكس التعامل السلبي الذي يسهم في زيادة الضغط النفسي والجسدي. ? وضع قائمة بالأشياء التي ينبغي عملها في اليوم، يساعد على ترتيب الحياة وتنظيمها، فالشعور بالتنظيم يوفر الكثير من الجهد والعبء اللازم لإنهاء هذه الأعمال، وبهذا يتخلص الشخص من أحد أهم بنود الضغوط الحياتية. ? تجنب تناول النيكوتين والكافيين والكحول أو العقاقير المنشطة، التي تعمل على إثارة الأعصاب وفقدان الجسم قدرته على التحمل، فيصبح الشخص منفعلاً وعصبياً لأتفه الأسباب. ? قلة النوم والراحة أكبر عدو للجسم، فحاول تناول قسط وافر من النوم يومياً. ? اجعل كلمة “لا” ضمن قاموس كلماتك اليومية، فاستخدام هذه الكلمة أحياناً يساعد على إراحة الأعصاب. ? الجأ إلى روح الدعابة عند التعرض لأحد الضغوط؛ لذا حاول إيجاد الحل لها والتخلص منها بشكل صحيح. ? خصص وقتاً للترفيه ولممارسة الهوايات المحبوبة لقلبك على الأقل لمدة ساعة يومياً، فهذه الساعة تساعد كثيراً على إراحة النفس وصفاء المخ، وإرخاء الجسم من كل المتاعب والضغوط المؤثرة سلباً عليه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©