الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة الوقاية الغائبة وراء انتشار الأمراض في الصيف

ثقافة الوقاية الغائبة وراء انتشار الأمراض في الصيف
11 يونيو 2011 18:45
حين يحل فصل الصيف وتبدأ درجات الحرارة والرطوبة في الارتفاع، وتبلغ الحرارة أوجها، ورغم ذلك يشرع الناس في الاستمتاع بأيام العطلة الصيفية، إلا أن كثيرين هم من يطلقون على فصل الصيف “فصل المتاعب الصحية”، فارتفاع درجة الحرارة، والتعرض المستمر لتيَّار المكيفات والمراوح الكهربائية، وارتفاع معدلات الرطوبة، كلها عوامل تزيد من معدلات الإصابة بالأمراض، وهذا ما يجعلنا نتنبَّه إلى مواجهة تلك الأخطار الصحية المحتملة بالتوقف عن السلوكيات الخاطئة وزيادة التوعية بثقافة الوقاية منها ،وقبل أيام معدودة، قدر مسؤولون وخبراء وأطباء معنيون في مستشفيات حكومية بالدولة، أن هناك زيادة في نسبة الإصابة بأمراض التهاب الحلق والسعال تتراوح ما بين 10 و 15% مع حلول فصل الصيف، ويتوقعون ارتفاع هذه النسبة إلى 20% خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، وتتمثل هذه الأمراض - في التهابات الحلق والإنهاك الحراري والتهابات الأذن الخارجية، كما أن أصحاب الأمراض المزمنة هم أكثر الشرائح تأثراً بتلك الأمراض، و وقد ثبت أن ما بين 30 - 40% من نسب الإصابة بأمراض الصيف تكون بين الأطفال، كما يمكن أن تتزايد أمراض الصيف بنسبة 25% بسبب الإصابة بنوبات الربو حيث يتسبب ارتفاع نسبة الرطوبة في زيادة القابلية للمرض. قد يكون مصطلح “أمراض الصيف” غير صحيح طبياً، فما يسمى بـ “أمراض الصيف”، يمكن أن يحدث على مر الأيام خلال العام، لكن حدوثها يزداد بشكل ملحوظ وشائع في فصل الصيف، ومن أشهر هذه الأمراض: الإصابة بضربة الشمس وما يصاحبها من جفاف أو التهابات وحروق جلدية، أو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الرعاف الأنفي أو الرشح “الحساسية”، وزيادة حدة نوبات الربو وأوجاع الحلق وغيرها، كذلك زيادة الإصابة بالنزلات والطفيليات المعوية، والتسممات الغذائية، وغيرها، ومن المؤكد طبياً أن الجو الحار يُساعد البكتيريا وسائر الميكروبات المسببة لأمراض الصيف على النمو والتكاثر، فضلاً عن تزايد الذباب الذي يجد مرتعاً خصباً مواتياً له في فصل الصيف الحار للتكاثر، ويعد أهم العوامل الناقلة للجراثيم والطفيليات والعدوى والتلوث، فالجو الحار يسرع في فساد المأكولات والمشروبات، فتتخمر بسرعة، وبالتالي يزداد حدوث التسممات الغذائية، كما تتضاعف الشكوى من مشاكل أخرى كجفاف البشرة والشعر، والتعرُّق الشديد، وتعب العينين والحساسية، والالتهابات الجلدية. ضربة الشمس وأضحت تقارير طبية أن ضربات الشمس أكثر المشكلات حدوثاً وأخطرها في فصل الصيف، ، ولاسيما بين الأطفال، وقد تسبب الوفاة إن لم يتم تداركها وإسعاف المصاب بسرعة، وخطورتها تتمثل في كونها تنجم عن نقص السوائل وفشل المركز المنظم للحرارة بالمخ، مما يؤدي إلى رفع حرارة الجسم مع عدم وجود عرق، لذلك يلاحظ أن جلد المصاب يصبح أحمر اللون وجاف مع ارتفاع في درجة حرارته. ويشكو المصاب من الصداع والغثيان والدوخة والضعف العام. وغالباً ما تبدأ الإصابة بهبوط مفاجئ مع فقدان للوعي وسرعة وعمق في التنفس، بالإضافة إلى سرعة وقوة ضربات القلب، مع حدوث تشنجات، ويمكن أن تتلاشى هذه الأعراض، ويعود الشخص إلى حالته الطبيعية، قبل أن يصاب بانتكاسة أخرى ويدخل في هذه الأعراض مجدداً. ويجب أن يتم التعامل مع المصاب بضربة الشمس بسرعة كبيرة، ونقل المصاب لمكان أقل حرارة قدر المستطاع. ونزع ملابسه وإرقاده على ظهره مع رفع رأسه وكتفيه قليلاً. ووفقاً لنصائح الأطباء إذا كان المصاب في وعيه فيجب إعطاؤه ماءً أو مشروباً مثلجاً لرشفه أو شربه، مع ضرورة تجنّب المشروبات الساخنة أو المنبهة. أما إذا كان فاقداً للوعي فيجب أن يرش على جسمه ماءٌ باردٌ، أو يتم مسح جسمه بقماشة مبللة بماء بارد، ثم عرض الجسم لمروحة أو تيار هواء حتى يتبخر الماء بسرعة. وفي جميع الأحوال ينقل المصاب للمستشفى على الفور، مع مراعاة استمرار استعمال وسائل التبريد أثناء النقل. وقال الدكتور حسن سالم استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب على طبيعة التشنج الحراري للأطفال، “يتم تقسيم التشنج الحراري إلى نوعين: نوع بسيط ونوع مركب. فالنوع البسيط هو التشنج الذي يحدث للطفل الذي يتراوح عمره ما بين 5 أشهر و 6 سنوات، وهذا التشنج يكون عاماً أي تشنجا في جميع أجزاء الجسم وليس بجانب واحد فقط، ومدته أقل من 15 دقيقة، ويحدث مرة واحدة في اليوم، ويكون تطور الطفل ونموه قبل التشنج طبيعياً أي غير مصاب بمرض بالأعصاب، وكذلك بعد التشنج، كما يكون رسم المخ بين التشنجات طبيعياً. أما النوع المركب فهو التشنج الذي يحدث قبل 5 أشهر أو بعد 6 سنوات من العمر، ومدته أكثر من 15 دقيقة، ويحدث لجزء واحد من الجسم، ولمرتين أو أكثر خلال 24 ساعة، وقد يعقبه شلل أو خلل في الأعصاب، ويكون بالطفل نقص في التطور أو خلل في الأعصاب قبل التشنج الحراري. وأضاف يتكرر حدوث التشنج الحراري لدى الطفل بنسبة تتراوح ما بين 30% في الطفل الطبيعي و 95% في الطفل الذي لديه تاريخ تشنج حراري في العائلة، أو حدث له التشنج الحراري قبل عمر السنتين فترتفع النسبة إلى 50%، وكذلك في التشنج المركب فترتفع النسبة إلى 45 ـ 50 %. وهناك بعض الدراسات التي أجريت في بعض البلدان، تدل على ارتفاع نسبة تكرار التشنج الحراري في الأطفال المولودين لآباء أقارب. كما أنه في بعض الحالات إذا ما حدث تشنج عند درجة حرارة منخفضة فان نسبة تكراره تكون أعلى من الأطفال الذين يتشنجون عند درجات حرارة عالية. وكثيراً ما تخلط الأم بين التشنج والرعشة أو الهلوسة بسبب ارتفاع الحرارة، ويتم التفريق بوضع العين أثناء هذا الحدث، حيث إن تقلب العين من علامات التشنج، أو حدوث تبول لاإرادي خلال النوبة أو خروج البراز”. الأمراض الجلدية كما أوضح الدكتور شريف صقر - أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية،بأحد المراكز الطبية : “هُناك أمراض يسببها ارتفاع درجة الحرارة، وأمراض تحديث بسبب التأثير المباشر لأشعة الشمس على الجلد، وأهمها حروق الجلد الشمسية نتيجة التعرض الطويل لأشعة الشمس، وهذه الحروق درجات مختلفة، وتبدأ باحمرار في مناطق الجلد المكشوفة، وقد تشكل فقاعات مائية تحت الجلد، وإن زادت فإنها تسبب هبوطاً في الدورة الدموية، نتيجة لضربة الشمس التي تسبب فقدان لكمية كبيرة من الأملاح ونقص السوائل والهبوط الحاد. كذلك نجد ما يعرف بـ “طفح التعرض للشمس”، أو ما يعرف بـ “الحصف”، أو الدمامل الصغيرة نتيجة للرطوبة وتجمع العرق والأملاح على سطح الجلد. كما يكون الجلد عرضة لظهور الفطريات الملونة أو “التينيا” متعددة الألوان، أو “الميليا”، وهي بثور حبوب بيضاء تظهر في مناطق حول الجفون نتيجة تكثر بعض الألياف الدقيقة بفتحات مسام العرق”. ويضيف الدكتور صقر: “أما الأمراض الجلدية التي تسببها التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر نجد “الحساسية الضوئية”، أو “الطفح الضوئي” على هيئة بثور أو بقع متعددة الأشكال، أيضاً نجد حساسية التلامس الجلدي “أكزيما” الملامسة لأن التعرض لأشعة الشمس يسبب تهيج الجلد واحمراره وينتهي ببقع سوداء أو بنية في الوجه بمنطقة الوجنتين أو الجبهة، وخاصة للفتيات والسيدات نتيجة استخدام مساحيق التجميل والتعرض لأشعة الشمس بسبب إحتوائها على زيوت عطرية، أيضاً هُناك “النمش” الذي يحدث نتيجة التعرض للشمس لفترات طويلة ويسبب حدوث بقع بنية صغيرة على الوجه أو الأكتاف، والمناطق المعرضة لأشعة الشمس”، كذلك نجد جفاف الشعر وفروة الرأس، مما يؤدي إلى تساقط الشعر، وخصوصاً مع استخدام الصبغات والمثبتات أو كريمات فرد الشعر”. ويشير الدكتور صقر إلى أن هُناك عددا من الأمراض الجلدية يمنع فيها التعرض للشمس بشكل نهائي، مثل الحساسية الضوئية، والحزاز الضوئي، وهو عبارة عن بقع بنية داكنة يميل لونها إلى اللون البنفسجي، وتتكون في الأماكن المعرضة للشمس، و”الذئبة الحمراء” التي تسبب احمرار منطقة الوجنتين والجبهة، وأيضاً أصحاب البشرة البيضاء ممن يفتقدون وجود مادة صبغة “الميلانين” الملونة الواقعة للجلد من الشمس. وهُناك أيضاً أنواع من الفتريات الجلدية التي تكثر وتنتشر بين الأصابع صيفاً نتيجة التعرق وتكون الأتربة، فضلاً عن التهاب الغدد الدرقية تحت الإبطين، والحساسية الموسمية المرتبطة بالعوامل الجوية، كارتفاع الحرارة والتعرض للأتربة، وانتشار حبوب اللقاح المسببة لبعض أنواع الحساسية الجلدية”. الوقاية وللوقاية من أمراض الصيف الجلدية ينصح الدكتور صقر بالاهتمام بنظافة الجسم الدائمة والمنتظمة، لأنها الأساس الوقائي لحماية الجلد من الالتهابات الجرثومية، وتجنب أشعة الشمس المباشرة أو التواجد في أماكن حارة لفترات طويلة، وارتداء واقي الرأس كلما أمكن ذلك، مع وضع الكريمات الواقية جيدة الصنع قبل التعرض لأشعة الشمس لفترة نصف ساعة الأقل، وكل ساعتين إذا امتد وجود الشخص تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، كما يحدث في الشواطئ دون إهمال تناول السوائل والمياه بكثرة، خاصة في فترات الذروة. دون إهمال لمراجعة الطبيب المختص لمباشرة التشخيص والعلاج في جميع الحالات”. كما أوضح الدكتور عبدالحميد النشار، استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة، علاقة الصيف بأمراض الجهاز التنفسي بقوله إن “الرشح التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي العلوي، وخاصة الأنف والبلعوم، وهو مرض شديد العدوى، حيث تنتقل العدوى بواسطة استنشاق الهواء الملوث بالفيروس المسبب للمرض، من عطاس أو سعال شخص مصاب، أو عن طريق اللمس ليدي شخص مصاب بالزكام، أو استعمال أدواته الخاصة أثناء إصابته بالزكام. ويخلط كثير من الناس بين الزكام والإنفلونزا، ويعتقد أنهما مرض واحد، لكن الحقيقة أنهما مشكلتان مختلفتان تماماً، فالزكام مرض فيروسي عارض وبسيط، بينما الإنفلونزا مرض فيروسي شديد يطرح المصاب به عادة في السرير لعدة أيام فأسباب الإصابة هي نفسها في الحالتين، وأبرزها الانتقال المفاجئ من البرودة الشديدة إلى الحرارة الشديدة أو العكس، وهو ما يقلل من مناعة الجسم ويجعله أكثر تعرضاً للفيروسات. وقال في الصيف يكون الاعتماد الزائد على أجهزة التكييف وقد يضطر الشخص إلى أن ينتقل من مكان إلى آخر بصورة مفاجأة، ومن ثم تتزايد فرص الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا من خلال الفيروسات المنتشرة، وأهمها « ألادينو فيروس» عندما تزداد نسبة الرطوبة والحرارة. فالغشاء المخاطي للجهاز التنفسي يتأثر ببعض المؤثرات الخارجية، مما يجعله أقل مناعة وأكثر عرضة للعدوى بفيروسات نزلات البرد. لذا يقال “برد الصيف أَحَدُّ من السيف”. كثرة الشكوى من النزلات المعوية شدد الدكتور ماجد الراوي أخصائي أمراض المناطق الحارة، على أن ارتفاع درجة حرارة المناخ خلال أشهر الصيف يمثل خطراً حقيقياً على الصغار والكبار معاً، ونشاهد عادة زيادة معدلات الشكوى من النزلات المعوية، والإسهال الصيفي، والدوسنتاريا، والتيفوئيد والباراتيفويد. وقد تنتشر بعض هذه الأمراض بالشكل وبائي وتصيب عدداً كبيراً من الناس ولا سيما الأطفال. وبالطبع إن حرارة الصيف وارتفاع نسبة الرطوبة تساعدان على انتشار ونمو البكتيريا والفطريات وسائر الميكروبات الأخرى وتكاثرها بسرعة مع إهمال النظافة الشخصية أو العامة، مع وجود وانتشار الذباب الذي يتزايد في فصل الصيف، ويعد أهم الوسائل الناقلة للبكتيريا والميكروبات إلى المأكولات والمشروبات فيلوثها، ولا نندهش من ذلك إذا علمنا أن الذبابة الواحدة يمكنها أن تحمل 6 ملايين خلية من البكتيريا المختلفة”. ويضيف الراوي: “إن ارتفاع درجة الحرارة المصحوبة بارتفاع في نسبة الرطوبة، يقل إفراز الخمائر الهاضمة للأغذية في أمعاء الإنسان، كما يحدث تخمر للمأكولات والمشروبات بسرعة، وتنتقل الأمراض بفعل التلوث الذي يمثل السبب الأول والرئيسي في انتشارها، فهناك الأغذية الملوثة وخاصة المعلبات منتهية الصلاحية أو الفاسدة، وهناك المثلجات الملوثة خاصة تلك التي تعرض في الشوارع وتحمل في طياتها العديد من الميكروبات والماء الملوث، وهناك زجاجات المياه ذات المصادر غير المدققة صحياً، وهي مصدر لكثير من المخاطر التي تزيد في فترة الصيف وأكد أن الخضراوات والفواكه غير المغسولة جيداً، تنقل العديد من الأمراض، حيث تحوي بعض هذه الخضراوات والفواكه العديد من المبيدات والهرمونات التي يستخدمها المزارعون لسرعة إنضاج المحصول، وتؤثر تأثيراً سلبياً مباشراً على صحة من يتناولونها، فضلا عن الأغذية المكشوفة التي تباع في الشوارع وتنقلها الأيدي الملوثة بالميكروبات، وتصبح واحدة من أهم وسائل نقل العدوى والأمراض في الصيف، خاصة الأطفال الذين يعتادون وضع أصابعهم أو ألعابهم في الفم دون إدراك، ومن ثم يصبحون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأي تلوث أوعدوى، وبالتالي تكثر حالات النزلات المعوية التي تعد من أهم أمراض الجهاز الهضمي. وبين أن اعتماد الكبار أو الصغار على تناول الأطعمة خارج المنزل في موسم السفر والإجازات، وعدم التحقق من نظافة مصادر كثير من المأكولات والأطعمة، يسبب تزايد حالات الإصابة بالتسمم الغذائي. حساسية الصيف تهدد مناعة الجسم ذكر الدكتور حسام الدين مصطفى حمزة، استشاري أمراض الحساسية والصدر، أنه إذا كان السبب المباشر للإصابة بالحساسية هو دخول الجسم مادة أو أكثر من المواد المسببة للحساسية عن طريق الفم أو الاستنشاق أو الملامسة أو الحقن، فإن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالحساسية، منهم من يتوفر لديه العامل الوراثي، والأطفال الذي يرضعون رضاعة صناعية، كما تزداد فرص الإصابة لدى الأفراد الذين يتعرضون بحكم عملهم للتلوث. لكن علينا أن نعلم أن الجو مليء بمسببات الحساسية الجلدية منها ريش الطيور وفراء الحيوانات المتطاير، كذلك بعض الأطعمة والمأكولات مثل الحليب البقري والبيض والأسماك والمحار والفول السوداني والمكسرات كاللوز والفستق والصويا والقمح وبعض الفواكه كالموز والمانجو والفراولة والكيوي والشكولاته. فضلاً عن بعض العقاقير الطبية كالمضادات الحيوية كالبنسلين وبعض اللقاحات. كما أن بعض العقاقير المضادة للحساسية تثير الحساسية عند بعض الأفراد هذا بالإضافة إلي المواد الكيميائية كالصبغات والمنظفات المنزلية والمبيدات الحشرية وبعض مستحضرات التجميل ولدغات الحشرات والنحل، وملامسة بعض أنواع النباتات كبعض الزهور والأشجار كاللبلاب. وأشار إلى أن هناك أشخاص لديهم قابلية للحساسية من ملامسة بعض المعادن كالذهب والفضة كما أن للعامل النفسي والتقلبات المزاجية دوراً مهماً في الإصابة بالحساسية”. وأوضح أنه أنواع حساسية في الصيف انتشارا حساسية اضطراب خروج العرق ويظهر بين أصابع اليدين والقدمين ويأتي في صورة بثور مائية ضعيفة ثم تقشر ويفضل للمصابين بها تجنب الأماكن ذات درجات الحرارة العالية واستخدام صابونة خاصة للبشرة الحساسية، واستخدام الكريمات والمرطبات عد ظهور البثور. وأغلب أنواع الحساسية الجلدية تعالج بشكل بسيط وسريع عن طريق استخدام كريمات الهيدروكرتيزون ومرطبات الجلد ومثبطات جهاز المناعة، كما أن استخدام الأقراص المضادة للهستامين يساعد على تخفيف الحكة الجلدية المصاحبة للحساسية، ولكنها تشعر المريض بالكسل والميل إلى النعاس والخمول خاصة عند استخدام الأنواع القديمة منها”. ضربات الشمس أشارت دراسة طبية إلى أن الإنهاك يحدث نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، أو بسبب الجو الحار نسبياً مع وجود جفاف، أو بسبب قيام الشخص بمجهود عضلي كبير تحت أشعة الشمس أو في جو حار. ويتسبب الإنهاك الحراري في حدوث اضطراب خطير في الدم الجاري بالجسم، ويشبه في ذلك الصدمة، فيظهر عرق كثيف، مما يتسبب بفقدان كمية كبيرة من الماء والأملاح المعدنية من الجسم ومن الدم، فتظهر أعراض الإنهاك الحراري. كما أشارت إلى أن أعراضه تتشابه مع أعراض ضربة الشمس، ويلاحظ اتساع حدقة العين، وبهتان لون الجلد وتعرقه، ووجود تقلصات لعضلات البطن أو الأطراف، بسبب فقدان الملح من الجسم. واسعاف المصاب يختلف عن المصاب بضربة الشمس، حيث ينقل إلى مكان بارد، شرط أن لا يتم تعريضه لتيار بارد كي لا يصاب بالرعشة، وفك ملابسه، وجعله يستلقي بشكل مريح على ظهره، ويمكن أن يتم تغطيته بشرشف إن كان يشعر بالبرد. وان كان في وعيه، يجب إعطاؤه كمية كبيرة من السوائل الدافئة، مع ضرورة إضافة من ربع ولغاية نصف ملعقة صغيرة ملح في كل كوب، ويعتبر هذا الإجراء من أهم الوسائل لعلاج المصاب. ويمكن إعطاؤه كوباً من القهوة أوالشاي، لأنهما يساعدان في تنبيه القلب وتحسين الدورة الدموية. الحُميات المعوية قال الدكتور رشدي خلف استشاري الأمراض الباطنية والحميات أن “هناك من أمراض الصيف أيضاً ما يعرف بالحُميات المعوية الحادة كالتيفوئيد أو الباراتيفويد بأنواعها الثلاثة، وحمى التيفوئيد التي يسببها ميكروب السالمونيك. وتعتمد شدة الإصابة على حجم الميكروبات الملوثة للأطعمة الذي يتناولها المصاب، ودرجة مقاومته ومناعته للمرض. وتشكل حمى التيفوئيد نسبة 70%، وحمي الباراتيفويد 20% من عدد الإصابات بالحميات المعوية الحادة. وأضاف استشاري الأمراض الباطنية والحميات تبدو أعراض الإصابة بهذه الحميات بفقدان الشهية والصداع ويكون في شكل ألم مستمر بالجبهة، ويكون الإحساس بالإعياء ظاهرة متغيرة ومتزايدة خلال فترة ظهور الأعراض. وهناك أعراض غير شائعة لهذه الأنواع من الحميات مثل الرجفة وآلام الجسم وقرح الفم، وقد يصاب نحو 50% من الحالات المصابة بكحة جافة خلال المرض”. وأشار إلى أن النزلات المعوية تعتبر من أكثر الأمراض التي تحدث في فترة الصيف، ولاسيما عند المسافرين، فهي تصيب عادة ما بين 20 و 50 % منهم، نظرا للنشاطات المختلفة التي يقوم بها الناس صيفاً، فإن معظمهم يرغبون دائما في تناول الطعام خارج المنزل. لذا يستوجب اختيار المطاعم ونوع الطعام بعناية، والتأكد من سلامتها وصلاحيتها وخضوعها للتفتيش والرقابة الصحية، والانتباه إلى نظافة المكان والأدوات المستخدمة”. مصادر التلوث ينصح الدكتور السادات بعدة إجراءات أو أساليب سلوكية يجدر على الأفراد إتباعها للوقاية أو الحد من فرص الإصابة بالأمراض الباطنية المرتبطة بفصل الصيف بالتأكد تماماً من نظافة المياه التي تستعمل في الشرب أو غسل الخضراوات أو الطهي، وإذا لم تتوافر تلك المياه النظيفة فيجب غلي الماء لمدة خمس دقائق ثم تبريده واستعماله، ويفضل تناول ماء الشرب المعبأ في زجاجات محكمة الإغلاق ومعلومة المصدر. وأكد أهمية غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون خاصة قبل البدء في إعداد الطعام وخلال مراحل إعداده “بعد غسل اللحوم مثلاً”، وقبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض، أو لمس أي مصدر من مصادر التلوث كمقابض الأبواب وعربات المتاجر الكبرى”السوبرماركت” والنقود. وتناول الفواكه والخضراوات الطازجة بعد غسلها جيدا، ومن الأفضل تعقيمها بعد الغسيل بواسطة أي من المحاليل الصحية الموجودة في الأسواق. واتباع الإجراءات السليمة في عملية الحفظ في الثلاجات والمبردات المنزلية. ودعا إلى الامتناع تماما عن تناول الأطعمة المكشوفة وعن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين. والحذر التام من تناول اللحوم غير المطهية جيداً. وتجنب تناول المأكولات البحرية النيئة وغيرها من الأطعمة نصف المطبوخة. والتأكد من صلاحية الأطعمة المحفوظة والمعلبة المعروضة في الأسواق. أمراض العيون يشير الدكتور محمود النجار طبيب العيون، إلى علامات وأعراض حساسية العين صيفاً، بقوله «مع بداية فصل الربيع تكثر الإصابة بأمراض حساسية العين، وتمتد طوال فصل الصيف، وذلك لتشبع الهواء بحبوب اللقاح والغبار والأتربة، وارتفاع درجة حرارة الجو. وأضاف حساسية العيون مرض غير معدٍ يصيب الأطفال والكبار “تتفاوت الأعراض من مريض إلى آخر سواء في شدة المرض، أو تكراره، أو أسبابه. وقد تصاحب حساسية العين حساسيات أخرى بالجسم، مثل حساسية الأنف، أو الصدر، والجلد. ومن أهم علامات وأعراض الرمد الربيعي حكة شديدة بالعين، وعدم القدرة على مواجهة الضوء. واحمرار بالعين، وتورم بالملتحمة، وزيادة إفراز الدموع، وظهور إفرازات مخاطية تكون على شكل خيوط لزجة خصوصاً في الصباح، والإحساس بوجود أجسام غريبة وخشونة بسطح العين، كذلك ظهور نتوءات بيضاء متراصة، بعضها بجوار بعض بالجفن العلوي من الداخل تؤدي إلى تورم وتهدل وثقل بالجفون، وألم بالعين، وأوضح أنه قد يحدث تلون جيلاتيني ببياض العين خصوصاً حول القرنية، فضلاً عن التهابات وتقرحات بالقرنية، وهي من أخطر المضاعفات، وقد تؤدي إلى ضعف بالإبصار، وتعتمد طرق التشخيص على التاريخ المرضي السابق للمريض أوالعائلة. الحمل والصيف تتضاعف متاعب المرأة الحامل خلال شهور الصيف، ولاسيما في حالات الحمل الأول حيث تفتقد المرأة للخبرة الكافية، وعادة ما تزداد شكوى الحامل من الشعور بالحر وزيادة إفراز العرق، والشعور بالاجهاد، واضطراب النوم، المقترن بوحم الحمل واضطراب الشهية، فضلاً عن زيادة فرص التعرض لنزلات البرد والإنفلونزا من جراء عدم الحرص في البقاء أو النوم أمام أجهزة التكييف. وتزداد التساؤلات عن كيفية التقليل من هذا الشعور. وعن نوعية الملابس التي يجب أن ترتديها، وماذا تأكل؟ وهل يُسمح لها بالعمل أم لا؟، يقول الدكتور سامح العزازي، استشاري النساء والولادة، عن هذه الجوانب” من الأهمية أن تحافظ المرأة الحامل على سلامتها وحيويتها خلال أشهر الحمل بشكل خاص، وأن تتزود بالثقافة الصحية الضرورية التي تجنبها كثير من المشاكل حتى تكمل حملها بسلامة وأمان. وفي فصل الصيف، على الحامل أن تهتم بأخذ حمام دافئ يوميًّا “أو أكثر” للمحافظة على حيوية الجسم ونشاط الدورة الدموية، ويجنبها التهابات الجلد، وتمتنع عن السباحة سواء في حمامات السباحة أو البحر لتجنب الإصابة بالفطريات، وحذر من الإصابة بالجفاف والتشقق والالتهابات خاصة خلال أيام الصيف، وخلال الشهرين الأخيرين من الحمل والرضاعة، واستخدام الدهانات المرطبة المناسبة. كما نصح الحامل بالاعتماد على الملابس القطنية الواسعة والاعتماد على التغذية الطبيعية المتوازنة والغنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الضرورية، والإكثار من أكل الفاكهة والخضراوات والسوائل والعصائر الطبيعية الطازجة, والإكثار من تناول الفاكهة الصيفية كالبطيخ كمصدر للسوائل، وكذلك العنب والتين لما تحتويه على فيتامينات ومعادن طبيعية تجنب الحامل الإمساك، وأن تكون كمية الملح في الطعام في المعدل الطبيعي لتعويض الفاقد من الأملاح عن طريق العرق، وعدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية والآيس كريم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©