الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الظروف مواتية لتنفيذ مشروعات سينمائية في الإمارات

الظروف مواتية لتنفيذ مشروعات سينمائية في الإمارات
11 يونيو 2011 18:46
بين المخرج السينمائي الإماراتي الشاب حمد صغران وبين السينما الكثير من الود القديم والمقيم، عشق الشاشة الكبرى صغيراً، وبينما هو يختار عنواناً مهنياً لمستقبله لم يجد ما هو أقرب إلى وجدانه من صناعة الأعمال المرئية، لم يكن بوسعه المفاضلة بين إعادة صناعة الواقع على شاشة بلورية مختزلة للكثير من معالم الحياة، وبين أي مهنة أخرى مهما تكن درجة واقعيتها، ومقدار ما تقدمه من إغواءات معيشية باذخة. يصنف حمد نفسه على أنه سينمائي، منفذ جرافيكس، مونتير، ومصور. أخرج منذ دخوله الجامعة في عام 2006 أربعة أفلام سينمائية، هي «البحر يطمي» 2008 «حائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة للطلبة في مهرجان الخليج السينمائي الأول»، وهو فيلم روائي يتكلم عن ماهية الطوفان الذي يعيشه البشر، في محاولة للدمج بين عدة مفاهيم للطوفان، وحكايته مستوحاة من قصة للكاتب الإماراتي الراحل جمعة الفيروز. وفيلم «ارتقاب»، أيضاً هو ينتمي إلى صنف الأفلام الروائية، ويتناول ثيمة الانتظار لدى عدة شخوص مختلفة في حالات مختلفة، وعُرض في مهرجان الخليج السينمائي الثاني، وفي سوق الفيلم التابع لمهرجان «شورتوسيركت» للأفلام القصيرة بإسبانيا. أما فيلمه الثالث فهو «الغبة» (2010)، وهو روائي فلسفي، يحكي عن رحلة لاكتشاف ماهية الحقيقة والوهم في الحياة في إطار متناسق، وكان «أقرب» هو آخر أفلامه المنجزة. وقد شاركت أفلامه في المهرجانات السينمائية المحلية وفي بعض المهرجانات الدولية. وهو يقوم حالياً بالإعداد لفيلمه الجديد، بالتعاون مع إحدى شركات الإنتاج في أبوظبي. فرصة ولكن! يرى صغران أن الظروف مؤاتية لقيام مشاريع سينمائية ناجحة في الإمارات، وذلك لوجود شركات الإنتاج التي تدعم صناعة السينما، أو بالأحرى التي تقوم بوضع القاعدة التأسيسية للسينما في الإمارات. أما بالنسبة للعقبات التي يرى أنها تعوق الصناعة السينمائية فهي تتعلق، وفق تعبيره، ببناء شخصية السينمائي الإماراتي، وهو يقصد من خلالها أمرين: بناء الفكر والثقافة لدى صانع الفيلم الإماراتي، والسعي لإيجاد فنيين وتقنين سينمائين إماراتيين على درجة عالية من الحرفية. تجربة صعبة بالحديــث عن مخاضه السينمائي يقول المخرج الشاب: للحقيقـــة أن التجــارب الأولى في السينما كان فيها الكثير من المعوقات والمشاكل، ومنها التمويل، فقد تكون الميزانية أقل من إيجار ممثل في بعض الأحيان، أيضاً ثمة نصيب للعجز التقني والفني فالإمارات جديدة في عالم السينما، وعمر التجربة عشر سنوات فقط، وهذا لا يعد شيئا في الدول العريقة في هذا المجال. هناك مشكلة أخرى، وهي افتقار بعض مديري الإنتاج الى الخبرة والمعرفة العلمية، فإدارة الإنتاج عامل مهم جداً في دعم الفيلم وإظهاره بشكل جديد وملائم، إذ لا فائدة من تمويل مالي كبير بوجود مدير إنتاج سيئ. ويوضح أنه رغم كل الصعوبات التي تواجهها السينما الإماراتية، إلا أن هناك مؤسسات ساهمت في دعم الحراك السينمائي، خاصة مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، التي ساهمت في دعم اثنين من أفلامه، معتبراً أن ذلك دليل على وجود مرجعيات تؤسس للنهوض بصناعة الفيلم الإماراتي. ثغرات ومعوقات عن مدى إطمئنانه إلى الغد السينمائي في الإمارات خاصة، وفي الخليج العربي عامة، يقول صغران: صراحة أنا أنظر إلى الموضوع بنظرة فيها شيء من الريبة. فما يبدو لنا من وجود الجهات الداعمة أن المستقبل يبشر بالخير، ولكن الواقع يشير إلى ثغرات قد تكون معوقة إذا لم يتم تداركها، فما ينقص صناعة السينما الإماراتية هي صناعة الشباب الإماراتيين. لايمكننا أن نعتمد على كادر أجنبي إلى الأبد. يجب أن تكون هناك خطة وطنية لتدريب وتأهيل فنيي تصوير ومونتاج وإضاءة وديكور، إضافة إلى أخصائيي المؤثرات البصرية من المواطنين. كما يجب صقل مواهب الشباب الإماراتي في مجالات الأدب والثقافة، حتى يكون رافداً تتغذى منه السينما الإماراتية، ?أما بالنسبة للخليجين فهم يسيرون بخطوات بطئية، ولكني أعتقد أنها ثابتة لأنهم يصنعون السينما بأيديهم، وهذ ميزة أرى أننا نفتقدها في السينما الإماراتية، التي يبدو اعتمادها على الكادر الأجنبي شبه كلي. كذلك يعتبر صغران أن التنسيق بين الطاقات السينمائية في الخليج يحتاج إلى مزيد من المتانة، وهو يراهن على أن وجود المهرجانات الخليجية السينمائية سيساهم في تحقيق هذا الغاية الملحة. خامة البيئة ما إذا كانت البيئة الإماراتية زاخرة بمقومات طبيعية واجتماعية تشجع على النهوض بسينما مميزة، يقول صغران: بالطبع.. الثقافة والموروث الإماراتيان زاخران بالكثير من القصص والحكايا التي تصلح أن تكون خامة أولية ينسج منها أفلام سينمائية جيدة ومميزة. أما عن المنافسة التي يتعرض لها الفيلم الإماراتي من أفلام عربية أو أجنبية فيقول: نعم نتعرض لمثل هذه المنافسة، وهي من أكبر مشاكلنا خاصة في المهرجانات، حيث يصار إلى إقحام أفلام من دول عريقة في السينما، الأمر الذي يظلم دول الخليج الباقية، وخاصة تلك التي تعد السينما فيها وليدة. ويضيف: للأسف هناك من يظن أن الإنتاج كل مافي المسألة، وينسى أن الصناعة السينمائية لها العديد من الجوانب المهمة التي لا تستطيع النهوض إلا بها جميعاً. السينما الإماراتية ورغم وجود هذه الإمكانات الكبيرة، تعد في مرحلة التجربة والخطأ، ويجب أن تقبل أخطاءنا ونتعلم منها فالطريق طويل في هذا المجال. يد على الجرح حول ما إذا كان العاملون في السينما الإماراتية، خاصة الشباب منهم، يعانون صعوبة في الحصول على ممثلين يتعاونون معهم في إنجاز الأفلام؟ يقول صغران: هذا السؤال بمثابة وضع اليد على الجرح، نحن نشكو فعلاً من ندرة الممثلين، والممثلات خاصة، وقد اضطررت لتأجيل إنجاز أفلامي، بسبب عدم عثوري على الممثلة المناسبة، وقد يكون ذلك عائداً إلى كون السينما عندنا لا تزال جديدة، ولاتزال للتلفزيون سطوته التي يسيطر من خلالها على الجمهور، كذلك فإن العائد المادي بالنسبة للممثلين هو أقل مما يتيحه التلفزيون، والإنتاج الدرامي. أعمال وإنجازات فنية - عمله الإخراجي الأول فيلم «التيار النفاث» 2005 «إخراج، سيناريو، مونتاج، تحريك». - أول عمل إخراجي لحمد صغران ويحكي قصة خيالية عن حرب عظيمة تحدث في عام 2100، تم إنجاز العمل كاملاً بتقنية الأبعاد الثلاثة (D3 )، وعُرض الفيلم في مسابقة أفلام من الإمارات الدورة الرابعة. - فيلم «نبغي رحلة» 2005 «إخراج، مونتاج، تحريك». - فيلم تعليمي لصالح مدرسة رأس الخيمة الثانوية عبارة عن رحلة تخيلية للفضاء لدراسة كواكب المجرة، تم في الفيلم دمج المؤثرات الثلاثية الأبعاد مع التصوير الحقيقي. - فيلم «جذور وبذور» 2006 «سيناريو، تصوير، مونتاج، مساعد مخرج»، والفيلم من إخراج سعود مروش، وتدور أحداث الفيلم حول قضية الهوية. عُرض الفيلم في عدة محافل على المستوى العربي، كما حصل على تنويه في مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الخامسة. - فيلم «لا للسرعة» 2007 «إخراج، سيناريو، تصوير، مونتاج»، وهو فيلم دعائي مدتة 44 ثانية يمثل محاولة للتعبير عن مخاطر السرعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©