الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أستاذان في هارفارد وشيكاغو يؤكدان: السبب في الإرهاب تحالفنا مع إسرائيل!

19 ابريل 2006

الاتحاد - خاص:
أستاذان بارزان في جامعتي هارفارد وشيكاغو هما ستيفن والت و جون مير شايمر لم يتمكنا من نشر نص في أي من الصحف الأميركية، والسبب هو اعتراضهما على علاقة التماهي بين الولايات المتحدة واسرائيل، وكان أن نشراه على شاشة الانترنت·
انتحاريان؟ قد يكون هذا اللقب الأكثر واقعية فحتى في أميركا وليس فقط في الاتحاد السوفييتي ابان عهد جوزف ستالين هناك أرخبيل غولاغ يدعى الظل· الاثنان قد يدفعان إلى هناك لكنهما مصرّان على موقفهما بأن أمن الولايات المتحدة يقتضي الفصل بين مصالحها ومصالح الدولة العبرية·· هذه اطلالة من على النص وما حوله:
ما هو الوصف الأكثر دقة الذي يمكن ان يطلق على البروفيسور ستيف والت مدير الدراسات في معهد كنيدي في جامعة هارفرد، والبروفيسور جون مير شايمر استاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو؟
الاثنان نشرا عبر شبكة الانترنت بحثا بعنوان اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وهما يخلصان إلى ان هذه غالبا ما تخلط بين مصالحها الوطنية ومصالح الدولة العبرية بالصورة التي تعرض امنها للخطر·
يدقان ناقوس الخطر هذه لغة جديدة على المسرح السياسي الاميركي والاثنان ليسا بالشخصين العاديين بل انهما مؤثران في الوسط الاكاديمي وحتى السياسي ولطالما قدما استشارات تتعلق بطريقة تعاطي واشنطن مع مسائل حساسة في هذا العالم·
كل ما استطاع الديبلوماسي القديم جورج بول ان يفعله ذات يوم هو قوله: حين يتعلق الأمر باسرائيل لا يطلب منا ان نطبق النظريات التي تأتي من خبرتنا وثقافتنا يطلب منا فقط ان نطبق النصوص المقدسة ولكن ليسأل وبالطبع بعدما خرج من وزارة الخارجية: ولكن اي منطق حين تطبق هذه النصوص في اتجاه واحد ·
استراتيجية الجثث
لا ريب ان الجماعات اليهودية تعمل وبديناميكية مذهلة في الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر· اليهود عانوا الكثير من القارة العجوز التي فهمت المسيحية على طريقتها الخاصة· ما فعله فرديناند و ايزابيلا باليهود بعد سقوط الاندلس وانتشار محاكم التفتيش لا يقل هولا عما فعله زعيم الرايخ الثالث في الهولوكوست· ومع ذلك فالتوظيف المنهجي للجثث يتمحور حول المحرقة النازية بالتحديد· كان ذلك الهجوم القاتل على الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي لأنه ندد بـ استراتيجية الجثث ·
يقول مكسيم رودنسون ان الأميركيين استعاضوا عن التاريخ الذي لم يكن ممكناً الا اذا اخذوا بماضي الهنود الحمر وثقافتهم بالايديولوجيا ثمة حاخامات يهود عرفوا كيف يخترقون تلك الحالة الاميركية· المسألة كانت تتطلب الكثير من الذكاء والحنكة والبراعة في الاستثمار الميتافيزيقي للعالم · هذا ما حصل· وعلى هذا الأساس يمكن لديبلوماسية فظة مثل جين كيربتريك ان تصف علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل بأنها علاقة إلهية ·
لا ظلال أميركية سوداء في اللاوعي اليهودي البيوريتانز الطهرانيون الذين خرجوا من انجلترا على السفينة ماي فلاور هم الذين وضعوا القاعدة اللاهوتية للمسيرة اليهودية في أميركا التي استخدمت كما لو انها أرض الميعاد لا ترحيل ولا حرم ولا محاكم تفتيش ولا هولوكوست·· ولكن يفترض التوقف هنا عند هذه الحقيقة· الأكثرية هي بروتستانتية ومع ذلك انتخب الاميركيون للكاثوليكي جون كنيدي سيدا للبيت الابيض لم يحصل هذا مع شخصية يهودية لا بل ان أول وزير يهودي للخارجية كان هنري كيسنجر في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون ·
ترومان واليهود
هذا لا ينفي وجود يهود مؤثرين إلى جانب الرؤساء الصهيوني لويس برانديس 1856 - 1941 هو الذي أقنع الرئيس وودرو ويلسون بالدخول إلى الحرب العالمية الأولى بعدما كان الأميركيون قد جددوا له لأنه ظل بعيداً عنها برانديس كان يريد للولايات المتحدة ان تساعد الانجليز على الوصول إلى فلسطين ولعلنا نذكر الفيلد مارشال مونتغري في حرب العلمين ضد القوات الألمانية بقيادة رومل دون ان نتنبه للمعونات الاميركية الضخمة فالوطن القومي اليهودي كان قد تبلور في رأس لويد جورج و آرثر بلفور واللورد ميلمز ·
إلى جانب الرئيس هاري ترومان كان هناك مستشار يهودي أقنعه وهو الذي كان محاطا بالشخصيات اليهودية بالاعتراف باسرائيل بعد 11 دقيقة من اعلان قيامها لم يأخذ بنصيحة وزير خارجيته جورج مارشال صاحب المشروع الشهير الذي يعرف باسمه الذي ما لبث ان دفع الثمن غالياً: أقفل في وجهه الطريق إلى البيت الأبيض لا بل انه ما لبث ان تعرض للملاحقة بتهمة الشيوعية ابان الموجة المكارثية الشهيرة· قلما كان هناك داخل اي ادارة من يتجرأ على انتقاد اسرائيل كان هناك من يسمون بـ المستعربين داخل وزارة الخارجية أي الذين يقولون بالديبلوماسية المتوازنة ولو نسبياً هؤلاء حطمهم جميعاً جوزف سيسكو قبل ان يزور دمشق في التسعينيات ويعلن ما يشبه الندم لأننا لا نفهم الشرق الأوسط الا قليلاً ·
التماهي··
الآن يتجرأ الاستاذان الجامعيان على القول: لعلنا لا نفهم الشرق الأوسط أبداً ، مع ان مادلين أولبرايت قالت ان هذه المنطقة استهلكت من الديبلوماسية الاميركية نحو 27 في المئة مما استهلكته كل القضايا العالمية الأخرى في بعض العقود كان الاهتمام بالاتحاد السوفييتي يصل إلى 34 في المئة·
والت و مير شايمر ينددان بنشاط اللوبي المقرب من اسرائيل وهو في نظرهما يتألف من أفراد ومنظمات يجهدون للتأثير في الديبلوماسية الاميركية·· بالطبع هناك جماعات ضاغطة متعددة داخل المؤسسة وكل واحدة تحاول ان تؤثر بصورة أو بأخرى على المواقف والسياسات ولكن لم تتمكن اي واحدة منها ان تحقق ما حققته الايباك أو أي مجموعة أخرى تتعاطف مع الدولة العبرية، والذي حدث هو نوع من التماهي المطلق بين المصالح الأميركية والمصالح الاسرائيلية هنا الخطر في نظرهما·
لا أحد اقترح مثلاً ان تكون اسرائيل هي الولاية الثانية والخمسين مع انها عوملت كذلك فعلا وحدث تخلخل واضح في العلاقات الاميركية مع العرب الذين ينظر اليهما الاستاذان الجامعيان على انهما ضحايا تلك الضبابية المنظمة التي تجعلنا نسقط في الشرق الأوسط هكذا ·
النص الذي وضعاه يتألف من 83 صفحة نشر على موقع هارفارد في سلسلة وثائق العمل وبالطبع اطلقت الجماعات المتعاطفة مع تل أبيب صيحاتها واستخدمت كل التعابير المعروفة وصولا إلى اتهام الاثنين بـ العمل ضد السماء تهمة اللاسامية ليست شائعة في الولايات المتحدة وحيث التشكيل الفسيفسائي للمجتمع وغياب أي تفاعلات أو ارهاصات تاريخية·
سبب الإرهاب··
الضغوط تلاحقت من أجل سحب النص من الموقع لكنها لم تصل إلى النتيجة· ادارة هارفارد لم تتدخل كل ما فعلته انها ذيلته بعبارة مفادها إلى النص لا يلزم سوى واضعيه·
لا يأخذ الباحثان بذلك الطرح القائل ان التهديدات الارهابية ادت إلى التقريب وإلى هذا المدى بين الولايات المتحدة واسرائيل انهما ينتميان إلى المدرسة التي تقول بـ الواقعية في مسألة السياسة الدولية وعلى هذا الأساس فهما يعتبران انه اذا كانت الولايات المتحدة تعاني من مشكلة الارهاب فهذا يعود في جزء أساسي منه إلى طبيعة علاقتها مع اسرائيل بل وإلى تحالفها معها وليس العكس·· انهما يأخذان على الادارات بناء علاقاتهما في الشرق الأوسط انطلاقا من المصالح الاسرائيلية· والنتيجة ان ثمة اضطهادا استراتيجيا لبلدان عريقة ومتعددة، وهما يعتقدان ان من الخطأ القول ان المجتمعات العربية انما تعيش حالة من الغيبوبة الحضارية التي تنتج بين الحين والآخر تلك الحالات الشاذة فثمة حيوية لكنها توضع داخل الحصار ودائماً الولايات المتحدة تتأثر بذلك المناخ الاسرائيلي الضاغط قراءة بين السطور: لا يمكن للولايات المتحدة ان تظل رهينة في يد الدولة العبرية ·
القنابل السيكولوجية
قد يكون هذا الوصف فضفاضاً لكن والت ومير شايمر يبدو ان وكأنهما يطلقان الصيحة الأخيرة: على أميركا ألا تنهار في الشرق الأوسط من أجل اسرائيل فثمة مشاعر معادية تتشكل وهما يرصدان بالكثير من الذهول، التعابير التي تصدر عن كبار المسؤولين حيال اسرائيل ليشيران إلى ضرورة احداث تغيير أخلاقي في اللغة السياسية والدبلوماسية· بالطبع كانت هناك تحليلات وتعليقات على النص أميركيون تعاطفوا مع الاثنين وبينهما الباحث الانتروبولوجي جيمس والكنر الذي يسأل من يزود الارهابيين بالقنابل السيكولوجية ·
الاستاذان الجامعيان يقولان انه منذ زوال الحرب الباردة بتفكك الاتحاد السوفييتي لم تعد اسرائيل ورقة أو حاجة استراتيجية الذئب الأحمر مات وراء الثلوج· لم تعد أميركا في خطر اذاً لماذا لا تنتهج سياسات متوازنة خصوصا وان الاثنين يملكان معلومات وافية حول مشاعر أكثرية العرب حيال الحلم الأميركي ·
والت و مير شايمر يلفتان في النص إلى ان اسرائيل هي الدولة الأكثر افادة من المساعدات الاقتصادية والعسكرية الاميركية نحو 500 دولار لكل اسرائيل في العام فيما الدخل الفردي فيها يضاهي مثيله في بلدان مثل اسبانيا أو كوريا الجنوبية وثمة نقطة مهمة هنا وهي ان الدولة العبرية تتلقى المساعدة التي تلحظ في الموازنة دفعة واحدة خلافا لما يجري مع البلدان الأخرى وهذا ما يسمح لها بالاستفادة من الفائدة المصرفية عن المساعدة ومع اعتبار ان المساعدات التي تقدم إلى دول أخرى انما تتركز في معظمها على المساعدات العسكرية الوضع مختلف بالنسبة لإسرائيل التي توظف المساعدات في الصناعات العسكرية وان كان معروفاً على نطاق واسع مدى التعاون في قطاع التكنولوجيا المتطورة بين الولايات المتحدة واسرائيل·
أور
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©