بسام عبد السميع (أبوظبي)
أكد المهندس طارق الملا، وزير البترول المصري، أن إجمالي الاستثمارات المتوقعة في القطاع النفطي المصري خلال السنوات الثلاث المقبلة ستبلغ 30 مليار دولار.
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أمس على هامش مشاركته في معرض «أديبك 2016» في أبوظبي، أن الاستثمارات بلغت العام الماضي 7 مليارات دولار، وارتفعت إلى 8 مليارات في 2016.
وحول توقيع اتفاقيات مع الإمارات وروسيا أو بلدان أخرى لتوفير احتياجات مصر من النفط بعد توقف «أرامكو»، عن توريد البترول والذي كان يشكل ثلث الاحتياجات المصرية، قال الملا: «إن السوق مفتوحة للتعاقد، ولم يتحدد بعد الدولة التي سيتم استيراد النفط منها»، نافياً إبرام أي تعاقدات مع شركات إماراتية أو روسية لتلبية احتياجات مصر من المواد البترولية بعد إعلانها رسمياً توقف إمدادات شركة أرامكو. ونفي الملا، مجدداً زيارته طهران أو التوجه للحصول على النفط منها.
وقال: «إن مصر ستحصل على المنتجات البترولية المكررة من السوق الفورية العالمية بعد قرار شركة أرامكو السعودية وقف الشحنات إلى مصر»، لافتاً إلى أن بلاده تلتقي مع المنتجين والتجار، وأن أي جهة تقدم شروطاً ملائمة يمكنها أن تبرم اتفاقاً مع بلاده.
وأوضح، أن التعاقدات مرهونة بالسعر والفرص، متوقعاً تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الغاز بحلول 2021، معرباً عن تفاؤله للأسواق وظهور موردين جدد للبترول والغاز.
وتابع الملا: «لدينا آليات تحفيز الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية في مختلف الأنشطة البترولية»، مستعرضاً الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لزيادة معدلات إنتاج البترول والغاز لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وأشار إلى الإجراءات الإصلاحية التي تبنتها الحكومة المصرية مؤخراً، والتي تمثلت في تحرير سعر الصرف، وتحريك أسعار المنتجات البترولية، واصفاً تلك الخطوة بالإيجابية، وأنها تسهم في زيادة التحويلات من الخارج، وستعزز الصادرات، وتحفز القطاع السياحي، وأن مصر ماضية في خطتها لرفع الدعم في السنوات الثلاث المقبلة ضمن برنامجها للإصلاح الاقتصادي.
وقال الملا: «إن قيمة الدعم سيتم تحويلها إلى قطاعات الصحة والتعليم والخدمات»، مشيداً بالنموذج الإماراتي في رفع الدعم عن الطاقة وتحرير أسعار المشتقات النفطية.
وقال: «إن قطاع البترول اتخذ العديد من الخطوات الإيجابية التي تهدف إلى ضمان أمن الطاقة وتحسين المناخ الاستثماري»، مؤكداً التزام وزارة البترول في مصر تطوير المناخ الجاذب للاستثمار، والعمل على تحقيق شراكات ناجحة وتعزيز التعاون.
وأضاف، أن قطاع البترول اتخذ العديد من الخطوات الإيجابية التي تهدف إلى ضمان أمن الطاقة، وتحسين المناخ الاستثماري، وترتكز هذه الخطوات بصفة أساسية على عوامل رئيسة عدة، تشمل تلبية الطلب المحلى على المنتجات البترولية، وتأمين الإمدادات والاستدامة بهدف تعظيم القيمة المضافة، فضلاً عن الحوكمة من خلال تأسيس قدرات مصرية ذات كفاءة عالية لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
وقال: «إن الاستثمارات التي ستقوم شركة إيني الايطالية بضخها خلال السنوات الثلاث الأولى في حقل ظهر ستصل إلى 12 مليار دولار».
وكانت الحكومة المصرية وشركة «إيني» الإيطالية أعلنتا أغسطس 2015 اكتشاف حقل «ظهر» الذي يحتوي على احتياطيات تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وحتى الآن قامت الشركة الإيطالية بحفر 7 آبار لاستكشاف الغاز في منطقة امتياز حقل «ظهر»، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي ديسمبر 2017، وفقاً للهيئة العامة للبترول.
وأكد الملا، أن مصر لديها خطة في الاستثمار في قطاع البترول تستهدف من خلالها زيادة الاحتياطي، وتسريع الإنتاج، وأن من المتوقع أن تعاود الالتزام بالعقود التصديرية السابقة، مع بدء الإنتاج من الاكتشافات الجديدة لتصبح مصر مركزاً إقليمياً للطاقة.
«أرامكو» توقف إمدادات النفط
أبوظبي (رويترز)
قال وزير البترول المصري، طارق الملا، إن أرامكو الحكومية السعودية - أكبر شركة نفط في العالم- أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول بالتوقف عن إمدادها بالمواد النفطية «لحين إشعار آخر».
وكان مسؤول مصري قال لـ «رويترز» في القاهرة أمس، إن «أرامكو» أبلغت مصر بوقف شحنات المواد البترولية منذ أكتوبر لحين إشعار آخر، مضيفاً أنها لم تفصح عن أسباب قرارها.
وأضاف الملا خلال مؤتمر «أديبك» في أبوظبي «نعم أؤكد، إلى حين إشعار آخر».
وكانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهرياً لمدة خمس سنوات، بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول. وبموجب الاتفاق، تشتري مصر شهرياً منذ مايو من «أرامكو» 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار)، و200 ألف طن من البنزين، و100 ألف طن من زيت الوقود، وذلك بخط ائتمان بفائدة 2? على أن يتم السداد على 15 عاماً.
وقال المسؤول «طرحنا مناقصات لتوفير احتياجات شهر نوفمبر».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن رئيس الوزراء شريف إسماعيل قوله، إن الملا لم يقم بزيارة إيران، وإن مصر لم تتفاوض مع طهران على استيراد منتجات نفطية.
عدد اليوم
