الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكسيك... معارك مستعرة ضد المخدرات

3 سبتمبر 2010 23:26
اعترف الرئيس فليب كالديرون عبر خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي بأن تصاعد الحرب الدموية التي تخوضها القوات النظامية ضد عصابات المخدرات، بات يمثل تهديداً كبيراً للمكسيك. وقال "كالديرون" في خطابه الرابع عن "حالة الأمة" الذي ألقاه منذ تسلمه المنصب الرئاسي في ديسمبر من عام 2006: "كما تعلمون، فنحن نواجه عصابات إجرامية شرسة وتتمتع بقدرات مالية هائلة وقوة نيران كبيرة. وأدرك جيداً أن مواجهات العنف هذه قد تصاعدت خلال العام الماضي". وقد ألقى الرئيس خطابه هذا أمام حضور كبير من الجنرالات العسكريين وأعضاء المجلس الوزاري، والبرلمانيين وكبار الأعيان في "القصر الوطني" قبل أسبوعين فحسب من احتفال المكسيك بالمئوية الثانية لاستقلالها الوطني. في الوقت نفسه أودعت إدارة "كالديرون" تقريرها السنوي للكونجرس ليلة الأربعاء الماضي. وحوى التقرير معلومات تفيد باعتقال السلطات الأمنية لـ34515 شخصا في اتهامات تتعلق بترويج المخدرات، بينما صادرت ما يزيد على 34 ألف قطعة من الأسلحة غير المشروعة، إضافة إلى مصادرة 2500 قنبلة يدوية، و12 ألف سيارة استخدمت في نقل المخدرات وأفراد العصابات، و 67 طائرة و60 قارباً من عصابات المخدرات. ويلاحظ تزايد استخدام حرس شحنات المخدرات للقنابل اليدوية في مواجهاتهم مع القوات المسلحة النظامية. في الوقت ذاته يلاحظ أن معظم المتفجرات المستخدمة تعود إلى تركة الحرب الباردة من الأسلحة المصنوعة في أميركا والمصدرة إلى منطقة أميركا الوسطى لتستخدم في الحرب ضد "اليساريين" في عقد ثمانينيات القرن الماضي. ومن هناك إما سرقت تلك المتفجرات أو تم شراؤها وترحيلها بطرق غير قانونية إلى المكسيك. كما احتجزت قوات الشرطة والجيش مبالغ مالية تصل إلى 72 مليون دولار وما يعادل9 ملايين دولار أخرى من عملة البيزو المكسيكية، على حد ما ورد في التقرير السنوي. غير أن سلطات الجمارك الأميركية والمكسيكية لا تفلح إلا في احتجاز ما يقل عن نسبة 1 في المئة فحسب من مليارات الدولارات التي تدرها عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة بين المكسيك وأميركا سنوياً. كما توفر من الأدلة على أن معظم الأسلحة التي تستخدمها العصابات مصنوعة في الولايات المتحدة، وفقاً لما توصلت إليه تحريات "مكتب الكحوليات والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات". وفي الخطاب الذي ألقاه كالديرون يوم الخميس الماضي، أكد على أن حكومته تفوز في حربها على عصابات الجريمة المنظمة، مع الإشادة باعتقال أو قتل ثلاثة من أبرز قيادات هذه العصابات خلال العام الحالي. وقد تحقق آخر إنجاز في هذا المجال، باعتقال قوات الشرطة الفيدرالية لإدجار فالديز فيلاريل، الذي يعتبر من أخطر قتلة العصابات وظل مطلوباً منذ عدة سنوات في جرائم يتهم فيها بتهريب أطنان من الكوكايين إلى داخل الولايات المتحدة. وقد تم اعتقال "باربي" وهو الاسم المستعار الذي اتخذه "إدجار فيلاريل" من مدرب كرة القدم بالمدرسة الثانوية التي درس فيها، بسبب وسامته التي تشبه لعبة الأطفال الشهيرة- بعد أسبوع واحد من عثور السلطات على جثث 72 فرداً من المهاجرين غير الشرعيين في ولاية تاموليباس الحدودية الشمالية. ويزعم أن عصابة "زيتا" الإجرامية هي التي ارتكبت تلك الجريمة البشعة. تعليقاً على هذه الحادثة، قال الرئيس كالديرون في خطابه الرابع عن حالة الأمة يوم الخميس الماضي: إن تلك الجريمة المروعة التي ارتكبت بحق المهاجرين مؤخراً، تكشف عن تعدد وجوه النشاط الإجرامي الذي تقوم به هذه العصابات. وأشار إلى أن عصابات تجارة المخدرات المكسيكية تحولت إلى شكل من أشكال الجريمة العالمية المنظمة، التي تحصد أموالها وتراكم ثرواتها عن طريق الابتزاز وعمليات الخطف والقرصنة والنهب المسلح وأعمال القتلة المأجورين. يذكر أن ديفيد جونسون -مساعد وزير الخارجية ورئيس شؤون مكتب مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون- قد زار المكسيك في بداية الأسبوع الماضي، لافتتاح مكتب أقيم خصيصاً في المكسيك لمراقبة سبل إنفاق مبلغ الـ1.6 مليار دولار التي التزمت واشنطن بتقديمها للمكسيك في شكل مساعدات عسكرية أمنية لها في حربها على المخدرات. وعلى رغم التحفظ الذي أبداه جونسون في ثنائه على أداء أجهزة الأمن وإنفاذ القانون المكسيكية، فقد أشار إلى نجاح الأجهزة الوطنية المحلية في إحراز تقدم في حربها على المخدرات. وفي بداية الأسبوع الماضي، كشف مسؤولون مكسيكيون عن طرد ما يزيد على 3200 ضابط شرطة فيدرالي من وظائفهم -أي ما يعادل ثلث ضباط الشرطة المكسيكية- بسبب إخفاقهم في اجتياز اختبارات الكذب وتعاطي المخدرات التي خضعوا لها، إضافة إلى تعاطي الكثيرين منهم للرشاوى المالية من عصابات المخدرات نفسها. وفي تعليقه على أداء الشرطة الفيدرالية المكسيكية قال جونسون: "إنهم يعملون على بناء القدرات، غير أنهم لم يحققوا أهدافهم بعد. ومع ذلك فإن لنا شريكاً متفهماً ينبغي استمرار التعاون معه هنا. فعلى المستوى السياسي على الأقل، يمتاز الشريك المكسيكي بقوة إرادته السياسية وعزمه على الوصول بهذه الحملة التي تستهدف عصابات المخدرات إلى نهايتها". ومنذ عام 2006 وإلى اليوم، تجاوز عدد القتلى 28350 ضحية، تزعم السلطات أنها جميعها حالات ترتبط بتجارة المخدرات وأنشطة الجريمة المنظمة. وتقول السلطات إن معظم تلك الحالات لقيت حتفها جراء المعارك المسلحة التي دارت بين أفراد العصابات. والدليل أن عدد قتلى المواجهات العنيفة التي دارت بين عصابتي "إلشابو" و"سيودال يوارز" وحدها بلغ 8236 قتيلاً، أي ما يعادل نسبة 36 في المئة من إجمالي القتلى. يذكر أن عدد قتلى مدينة "سيودال يوارز" شهد ارتفاعاً ملحوظاً في شهر أغسطس المنصرم، بلغ 336 خلال شهر واحد، على حد قول الصحف المحلية. ويتصاعد عدد قتلى هذه المدينة الحدودية التي يسكنها حوالي 1.2 مليون مواطن، ليسجل رقماً قياسياً خلال العام الحالي: 2029 قتيلاً، وهو ما يعادل ربع مجموع قتلى مواجهات العنف المكسيكي. وليام بوث مكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©