الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء رائدات

9 يونيو 2012
في أول احتفال من نوعه جرى تكريم ابتهاج محمد، لاعبة رياضة المبارزة التي تأمل الفوز في الألعاب الأولمبية، نتيجة لإنجازاتها كرياضية مسلمة، وذلك ضمن جوائز الأمبسادور. وقامت مؤسسة لاعبات الرياضة المسلمات باستضافة حفل توزيع الجوائز في الأسبوع الأول من مايو الماضي لتكريم النساء المسلمات في هذا المجال. وتشكّل الجوائز تذكاراً بأن اللاعبات الرياضيات المسلمات قطعن شوطاً وفتحن مجالاً جديداً في عالم الرياضة وساعدن على تغيير وجهات النظر في المجتمع على اتساعه. ورغم وجود عدد أكبر من النساء اللواتي يتنافسن في الألعاب الرياضية اليوم، مقارنة بما كان الوضع عليه في الماضي، فإن إرثهن جرى إغفاله. فمثلاً كانت هاليت تشامبل أول امرأة مسلمة تنافس في الألعاب الأولمبية، وقد فعلت ذلك في عام 1936 حيث مثّلت تركيا. وتم تكريم العديد من الرياضيات مثلها في حفل الجوائز الذي فازت فيه ابتهاج بلقب رياضية السنة العالمية. لكن مشاركة النساء في الألعاب الرياضية في بعض الدول ما زالت محدودة. ومن بين التحديات التي اضطرت بعض الرياضيات المسلمات للتعامل معها، الإجراءات والأنظمة الخاصة باللباس الرياضي. لكنهن قمن بتمهيد الطريق أمام لاعبات أخريات يرغبن بارتداء ملابس رياضية محافِظة والبقاء منافِسات في اللعبة التي يحببنها. وفي عام 2007 منع الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا) ارتداء الحجاب خلال المباريات، خشية أن يؤدي إلى الاختناق، مما تسبب في إقصاء اعتبار فريق كرة القدم النسائي الإيراني. لكن هذه السنة، يخطط الاتحاد لتفادي ذلك القانون نظراً لظهور حجاب جديد مصمم خصيصاً للاعبات. وسوف يتم الإعلان عن هذا القرار بداية يوليو، بعد إجراء المزيد من الفحوصات على الحجاب الجديد لضمان السلامة. وتقول ابتهاج محمد إن دينها الذي يتطلب من المرأة ارتداء لباس محافظ، وجّه خيارها نحو لعبة المبارزة، وهي رياضة تتطلب من اللاعبات تغطية جسدهن من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين."أحياناً، عندما أخوض المنافسة، أكون الأميركية الوحيدة من أصول أفريقية، والسوداء الوحيدة، وبالتأكيد المسلمة الوحيدة، ليس فقط التي تمثل الولايات المتحدة وإنما في المنافسة نفسها. يمكن للأمر أن يكون صعباً"، تقول ابتهاج. وتشكل اللاعبات المسلمات، إذا أخذنا بالاعتبار تنوعهن، إلهاماً للفتيات حول العالم. لكن بعض الشابات المسلمات ما زلن يواجهن تحديات في التغلب على القيود الثقافية. إلا أن هذه التحديات لم توقف العدّاءة الباكستانية نسيم حميد، التي فازت بالجائزة الذهبية عن أدائها في سباق المائة متر في ألعاب جنوب آسيا عام 2010. وبينما تبرز المزيد من الرياضيات المسلمات، أمثال نسيم حميد إلى الأضواء، ربما تكون للفتيات اللواتي يشاهدنهن توقعات أكبر حول ما يستطعن تحقيقه، خاصة في مجال الرياضة. تعاملت لاعبات مسلمات أخريات مع معوقات أكبر بكثير؛ فصدف رحيمي، الملاكمة البالغة من العمر 17 عاماً من أفغانستان والمرشحة لجائزة الأمبسادور، تغلبت على عدم وجود معدات التدرّب، وصعوبة العيش تحت نظام "طالبان" الذي منع النساء من ممارسة الألعاب الرياضية. وحطّمت صدف رحيمي، التي ستمثل بلادها في أولمبياد لندن 2012 الصور النمطية حول المرأة الأفغانية. وزميلاتها، تواجه صدف سوء الفهم بأن النساء المسلمات لا يستطعن ممارسة الرياضة. وفي جزء آخر من العالم الإسلامي، أعلنت قطر مؤخراً أنها سترسل رياضيات إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى. كذلك رشحت سلطنة بروناي عداءة في سباق 400 متر حواجز هي مازيا محوسن للانضمام إلى الفريق الأولمبي للمرة الأولى. تشكل مشاركتهن فجر حقبة جديدة تضم جميع النساء الرائدات. تقول العديد من الرياضيات في جوائز الأمبسادور إنهن لم يتوقعن أن يتميزن كما فعلن، وهو واقع يُظهر للشابات أن بإمكانهن تحقيق أكثر مما يعتقدنه ممكناً. وتستذكر ابتهاج محمد أثناء الحدث كيف شكّل الإيمان والرياضة معاً هويتها: "لم أكن أعتقد في يوم من الأيام أن حجابي سوف يؤدي بي إلى ممارسة رياضة المبارزة، أو حتى إلى الرياضة، لكن كذلك أني أحب الرياضة بهذا الشكل. إنها جزء من كينونتي، ولا أستطيع تصور الحياة بدونها". مريوم ستار صحفية – نيويورك ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند" الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©