السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيع «ART» حقق للشبكة أرباحاً لمدة 15 سنة

بيع «ART» حقق للشبكة أرباحاً لمدة 15 سنة
28 يناير 2010 23:28
استيقظت الجماهير وعشاق كرة القدم، على مفاجأة بيع حقوق قنوات “ART” الرياضية لصالح قنوات الجزيرة التي أصبحت مهيمنة على معظم البطولات والفعاليات الكبرى باستثناء الدوريين الإنجليزي والألماني. وكانت الجزيرة قد اشترت القنوات بقيمة وصلت إلى مليارين و750 ألف دولار في صفقة، وصفت بأنها الأكبر في الإعلام العربي الرياضي، غير أن الحديث عن الخلفيات التي سبقت البيع والأسباب التي أدت إليه لم يتم الحديث فيها من قبل. مما دفع “الاتحاد” للقاء أحد أبرز الرموز الإعلامية الرياضية بمحطة شبكة راديو وتليفزيون العرب، للوقوف على رأيه في الصفقة، وكيفية تعامله مع الموقف خلال الفترة المقبلة. وكشف عدنان حمد الحمادي الإعلامي الرياضي الإماراتي الذي حقق نجاحات كبيرة في قطاع الإعلام الرياضي المرئي عن تفهمه لقرار بيع قنوات “ ART “ الرياضية لصالح الجزيرة، وأكد أن هذا القرار كان صائباً، على الرغم من عدم ترحيب الكثيرين به، خاصة ممن وجهوا الانتقادات للجزيرة، بعدما توقع الكثيرون أن تنفرد القنوات القطرية بالساحة الرياضية، فيما يتعلق بالبطولات العالمية والفعاليات الكروية الكبرى في مختلف أنحاء العالم. وأوضح حمد أن قرار بيع القنوات الرياضية من الشبكة السعودية التي كانت إمبراطورية للإعلام الرياضي المشفر بالمنطقة العربية كان موفقاً إلى حد بعيد، بل وأدى في النهاية لتحقيق أرباح مسبقة لصالح الشبكة لفترة تصل إلى 15 سنة مقبلة على أقل تقدير، وفي الوقت الذي كان يتجه فيه الإعلام الفضائي الرياضي المشفر إلى حافة الهاوية نتيجة التنافس الشرس بين الجهتين “الجزيرة وART“ بخلاف دخول قنوات شبكة “الشوتايم” في الصراع على خطف الدوري الإنجليزي الذي ارتفع ثمنه للغاية، وذلك قبل أن تدخل قناة “أبوظبي الرياضية” كلاعب مؤثر في السوق، وفي المقابل استغلت القنوات الأوروبية هذا الصراع بالشرق الأوسط كغيره من الصراعات في تحقيق المكاسب المادية عبر المبالغة في رفع قيمة الصفقات، حتى وصلت لحدود غير مقبولة، بل وكان مبالغاً فيها ولا تسبب إلا الخسائر الفادحة لمالكي القناة. كما كشف حمد أنه في مرحلة التقاط الأنفاس حالياً بهدف التفكير جيداً قبل تحديد وجهته المقبلة خاصة أن لديه الكثير من العروض سواء من قنوات محلية أو خارجية، مشيراً إلى وجود عرض من الجزيرة أيضاً، وقال لست من محبي التنقل بين المحطات الفضائية، بل أسعى إلى أن يكون الاختيار قائماً على ضرورة مواصلة العطاء في المكان لسنوات طويلة مثلما حدث خلال مسيرتي مع “أيه أر تي” حتى تدرجت من معلق رياضي لمدير إقليمي ومن ثم مدير عام للقنوات الرياضية الأوروبية والعربية والمسؤول عن المذيعين بالمحطة”. تشكيل «لوبي موحد» وأكد عدنان حمد أنه كان أول من دعا لضرورة تشكيل لوبي عربي إعلامي موحد لمواجهة الأطماع الأوروبية، فيما يتعلق برفع قيمة البطولات، مشيراً إلى أن الدوري الإنجليزي زاد سعره لأكثر من 300 % بعدما تصارعت عليه أكثر من محطة وقناة، كما زادت أسعار بقية البطولات، مثل دوري أبطال أوروبا، وأمم أوروبا، بخلاف بقية البطولات العالمية الأخرى بصورة مخيفة، وقال حمد: “كنا شبكة قنوات ناجحة على مدى ما يقرب من 28 سنة، بل وكانت “أيه أر تي” شبكة رائدة في مجال الفضاء المشفر، ولكنها في النهاية مشروع تجاري في المقام الأول، يعود لفرد أو لمؤسسة خاصة، وبالتالي يجب أن يكون هناك بعد لحسابات الربح والخسارة، بينما الموقف يختلف تماماً لدى الجزيرة التي تملك دعماً حكومياً كبيراً ومفتوحاً، كما أنها لا تفكر في الربح، بقدر ما تفكر في تحقيق السيطرة على أكبر قطاع من المشاهدين والمتابعين عبر المنطقة كلها، وهذا حقها بالطبع”. وأشار حمد إلى أن مواجهة الأطماع الأوروبية المتزايدة والتي أدت في النهاية لفرض أرقام خيالية مقابل الدوريات والبطولات المجمعة المختلفة، وفي بعض الأحيان ارتفعت أسعار البطولات لأكثر من 300% وفي المقابل لم يكن بمقدور الشركة رفع قيمة الإعلانات أو الاشتراكات بنفس الطريقة، ولفت عدنان إلى أن الوضع الحالي كان يتطلب توحيد الجهود والمواقف بهدف عدم الرضوخ للضغوط الأوروبية المتعلقة ببيع الدوريات أو البطولات الرياضية المختلفة، وبالتالي كان الخيار هو الموافقة على الشراء بالسعر الذي تتطلبه تلك الشركات، ومن ثم تكبد خسائر فادحة، غير أن مطلب “الوحدة” الإعلامية الفضائية الرياضية كان حلماً لم يتحقق حتى الآن مثل كثير من الأحلام العربية الأخرى. وفيما يتعلق بتفسيره عن الأسباب التي دفعت بالجزيرة لهذا التوجه والمبالغة في الإنفاق بهدف الانفراد والسيطرة على معظم البطولات حتى تحولت للاعب وحيد في الساحة بل وسببت رفع أسعار الكثير من الدوريات، ومنها الإسباني والإيطالي، قال حمد: “أعتقد من وجهة نظر الشخصية أن الجزيرة وجدت أن نجاحها في إطلاق القناة الإخبارية السياسية التي أصبحت في أقل من 10 سنوات واحدة من أبرز المحطات الإخبارية في العالم، بل وتحولت لمرجع للقنوات الأوروبية وبالتالي عرفت العالم أجمع بقطر وارتبط اسمها بدولة قطر، فما الذي يمنع أن تواصل القنوات نفس النهج فيما يتعلق بالقطاع الرياضي الذي يعتبر الأكبر والأهم تأثيراً في المشاهد بالمنطقة كلها”. قرار البيع وموقف أبوظبي ورداً على سؤال يتعلق بالخلفيات التي سبقت القرار، وماهية الموقف بعد البيع، قال “قرار البيع كان موفقاً إلى حد بعيد، وعندما سألني صالح كامل مالك قنوات “أيه أر تي” عن رأيي في الصفقة أثناء فترة المباحثات الخاصة بالبيع لم أتردد، بل أجبته في أقل من 5 ثوان بأن التوجه نحو البيع هو الأفضل، خاصة في هذا التوقيت والشبكة في أوج عطائها وتملك بطولات مهمة، وأعتقد أننا لن يكن بمقدورنا مستقبلاً مواصلة الصمود في ظل التزايد المستمر، ورفع أسعار البطولات وخسارة البطولة وراء الأخرى، ما يعني أن تأخر قرار البيع لثلاث سنوات مثلاً كان سيكبدنا الخسائر، فضلاً عن كون السعر وقتها لن يكن كبيراً مثلما كان الحال عند عرض الطلب الأول للشراء، وهذا طبيعي في قانون السوق، خاصة أننا كنا نتوقع عدم القدرة على منافسة قناة تملك ميزانية مفتوحة تصل للمليارات ولا تهدف لتحقيق أي ربح بل تحقق الخسائر مقابل أهداف أخرى خاصة بها، وبالتالي كان النجاح في اختيار توقيت البيع والقناة في أوج مجدها وقمة عطائها”. أما عن الموظفين والعاملين بالقطاع الرياضي للقنوات التي تملكها الشبكة قال” صالح كامل وإدارة القناة تعاملت مع جميع العاملين بطريقة أكثر من حضارية، حيث قدمت مصالحهم في المقام الأول ويكفي أن أؤكد أن أقل عامل أو موظف حصل على مكافأة لا تقل عن 6 أشهر من راتبه مقدماً بالنسبة للموظفين الجدد وزاد الرقم للقدامي، حتى أن هناك موظفين حصلوا على رواتب سنة كاملة وهي قيمة مادية كبيرة بل وتعتبر تعويضاً كبيراً يساعد أي فرد بصورة كبيرة ولفترة مستقبلية طويلة أيضاً”. وعلى الجانب الآخر وفيما يتعلق برأيه في سيطرة وانفراد الجزيرة بالمشاهد العربي سواء سياسياً أو رياضياً، بعدما نجحت في جمع البطولات الرياضية الكبرى من كأس العالم وأبرز الدوريات الأوروبية بخلاف البطولات القارية الأخرى على قنواتها، قال حمد “عودة قنوات “أبوظبي الرياضية” لهذا المجال مرة أخرى بشرائها الدوري الإنجليزي يعتبر مؤشراً إيجابياً للغاية، خاصة إذا ما كانت القناة لديها نفس القدرات المادية الخاصة بقناة الجزيرة، فكلاهما يملك الدعم الحكومي المفتوح، وبالتالي لن تنفرد الجزيرة بسهولة بالبطولات أو تصبح القناة الوحيدة صاحبة القدرة على شراء البطولات والأحداث الكبرى، حيت أتوقع أن يكون لـ”أبوظبي الرياضية” خطوات مستقبلية أكبر من مجرد التوقف عند حدود الدوري الإنجليزي، وما يعزز هذا التوجه هو وجود باقة أبوظبي منفردة ككيان مختلف وليس تابع لأي محطة أخرى مما يعني أن المشاهد عليه أن يملك بطاقة أبوظبي الرياضية لمتابعة الدوري الإنجليزي الذي يحظى هو الآخر بمتابعة مميزة في الشارع العربي بل نثق في أن أبوظبي الرياضية قادرة على أن تقدمه في صورة مختلفة وجيدة للغاية”. الدوري الإماراتي ضعيف.. وتسرعنا في تطبيق الاحتراف لأن البنية التحتية «تعاني» دبي (الاتحاد) - فيما يتعلق برأيه في مستوى الدوري الإماراتي الذي كادت أن تدخل قنوات “أيه أر تي” سباقاً شرساً مع قنواتنا المحلية بهدف شراء حقوقه، أكد عدنان حمد بصفته خبيراً إماراتياً في مجال الإعلام الرياضي المشفر أن الأمر يختلف في الحسابات والمعطيات عن الدوريات الأوروبية أو العالمية التي لديها جمهور كبير بالفعل، بينما يعاني الدوري الإماراتي من ضعف المستوى نتيجة الفجوة الكبيرة التي حدثت عند تطبيق الاحتراف، وقال عدنان “أرى أننا تسرعنا في الدخول للاحتراف الذي اقتصر على بيع وشراء اللاعبين فقط بخلاف رصد أنديتنا لمبالغ طائلة للاعبين الأجانب أصحاب المستوى المرتفع، مما أدى لتباعد المستوى بين المحلي والأجنبي فيما يتعلق بأداء اللاعبين، وبالتالي كلفنا الاحتراف مادياً واستنزف أموال الأندية”. وأكد عدنان حمد أننا تسرعنا في تطبيق الاحتراف في ظل وجود قصور كبير في البنية التحتية لمثل هذا المشروع الذي أخذ سنوات من التجارب في أوروبا قبل تطبيقه واعتماده، خاصة فيما يتعلق بتحويل الأندية لشركات، وقال “أصبحت لدينا شركات أندية ولكنها في معظم الأحوال وهمية بهدف مسايرة المطالب الآسيوية المتعلقة بالمشروع الاحترافي ككل”. تراجع المستوى وراء ظاهرة العزوف الجماهيري دبي (الاتحاد) - قال عدنان حمد إن اللاعب الإماراتي أصبح مرفهاً بطبيعة الحال نتيجة للأوضاع الاقتصادية الخاصة بالمجتمع الإماراتي، كما لم تقابل تلك الرفاهية بالحرص من معظم اللاعبين على الارتقاء والتطور الفكري والثقافي ومواصلة مسيرته العلمية، مما أثر في المردود العام للكثير من اللاعبين، وبالتالي لم يتطور المستوى العام للدوري الإماراتي. وشدد عدنان على أن غياب العقلية الاحترافية يؤثر على مستوى الدوري الإماراتي، وهو ما أدى في النهاية لعزوف الجماهير عن المدرجات التي بدت خاوية، وبالتالي ظهرت آراء تنادي بتشفير الدوري أو بالحديث عن التوجه نحو الجاليات المقيمة وإصدار تشريعات تسمح بتسهيل أبناء الجاليات المقيمة من اللعب لدوري الإمارات وهو أمر منطقي. وعلى الجانب الآخر وفيما يتعلق بمستوى اللاعبين الأجانب أكد حمد أن الأندية الغنية سعت وراء جذب أسماء كبيرة في عالم كرة القدم بهدف تطوير مستواها والمنافسة على اللقب المحلي وبعيداً عن مدى نجاح تلك النظرة من عدمها فقد قدم معظم اللاعبين الأجانب مستويات عالية من الأداء، خاصة على مدى الموسمين السابق والحالي، ورغم ذلك لم يتطور مستوى اللاعب المواطن، وهو ما يظهر من خلال المردود العام لمنتخب الإمارات . ووجه حمد نقداً لطريقة تعامل الأندية الإماراتية مع المشروع الاحترافي، مشيراً إلى أننا لا نزال نتعامل بعواطفنا في إدارة المنظومة الاحترافية والالتزام بمعاييرها، وبالتالي لن نحقق النجاح المتوقع ولن يحدث التطور إلا ببطء شديد، وقال “يجب عزل العاطفة عن العمل الاحترافي، وهو المبدأ الذي سارت عليه الدوريات الأوروبية منذ أن عرفت الفكر الاحترافي وحاليا أصبحت في المقدمة “. وأشار حمد إلى أن تطور المستوى العام لأي مسابقة يجد صداً كبيراً ليس فقط من حيث تطور أداء المنتخب الوطني ومستوى اللاعب المواطن فقط بل حتى فيما يتعلق بتسويق البطولة نفسها وتحقيق الأرباح العالية ودخل كبير للأندية فضلاً عن تضيق الفجوة المتعلقة بالعزوف الجماهيري لأن تراجع المستوى هو دائماً سبب مباشر في العزوف الجماهيري عن الوجود ومؤازرة فرقها في الكثير من الأحيان
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©