احتضن الاستاد الوطني بالعاصمة البولندية وارسو حفل افتتاح كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة “يورو 2012”، والتي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك في تقليد يتكرر للمرة الثانية على التوالي، بعدما استضافت النمسا وسويسرا النسخة السابقة 2008 وللمرة الثالثة في تاريخ البطولة، بعدما كانت المرة الأولى في نهائيات 2000 التي استضافتها هولندا وبلجيكا.
وقبل مباراتي أمس، انطلق حفل افتتاح البطولة والتي تقام للمرة الأولى في أوروبا الشرقية، لم يزد الحفل عن 12 دقيقة فقط، وفقاً لما أعلنته اللجنة المنظمة، بعد أن كان متوقعاً له أن يمتد لمدة 15 دقيقة، وشمل الحفل ألعاباً نارية وعروضاً استعراضية.
وتدفق آلاف من المشجعين البولنديين الذين يرتدون قمصان منتخب بلادهم على وسط العاصمة وارسو التي تحولت إلى منطقة احتفالات أمس، احتفاء بانطلاق بطولة أوروبا لكرة القدم التي تشترك بلادهم في استضافتها مع أوكرانيا. وقال سلافيك فويتشوفسكي، طالب عمره 25 عاماً، من الرائع قدوم الكثير من الناس إلينا، أنا سعيد جداً بإقامة بطولة أوروبا في بولندا.
وانطلق البعض إلى الاستاد الوطني لحضور مباراة الافتتاح، بينما فضل آخرون مشاهدة اللقاء في منطقة المشجعين. وقال ليزيك فيلتساك (34 عاماً) وهو من مدينة كراكوف البولندية، إنه حدث مهم لبولندا، إنها أول مرة نستضيف فيها حدثاً كهذا، وأنا سعيد جداً بالأجواء، إنها فرصة لبولندا لتقدم نفسها وآمل أن يأتي من جاء إلينا إلى بلادنا مرة أخرى.
ووسط بحر هائل من اللونين الأبيض والأحمر لزي منتخب بولندا، أمكن رؤية بعض الأعلام الزرقاء للمنتخب اليوناني. وقال كيرياكوس سامبسونيديس (27 عاماً)، من مدينة دورتموند الألمانية، لا يوجد الكثيرون منا، كان من السهل المجيء إلى بولندا من ألمانيا، لكني أشعر بالقلق ألا يأتي الكثير من اليونان.
وأعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش أن بلاده استعدت بالفعل لاستضافة فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية والتي تستضيفها بالتنظيم المشترك مع جارتها بولندا. ودعا يانكوفيتش المواطنين في أوكرانيا بتقديم أفضل ما لديهم من استضافة أمام المشجعين الزائرين إلى بلادهم التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
وقال الرئيس الأوكراني: “يجب علينا أن نقابل ضيوفنا والمشاركين في البطولة بأفضل شكل ممكن، كيف يتذكر هؤلاء الزائرين أوكرانيا ومواطنيها عندما يرحلون عنها، سيحدد ذلك نظرة العالم كله إلينا، إنه (البطولة) حدث تاريخي”.
وقال يانكوفيتش إن بلاده كانت “ناجحة” في الاستعداد للبطولة وأن “أجيال المستقبل ستستفيد” من الاستادات والمطارات والطرق والفنادق والبنية الأساسية الأخرى التي أنشأت في السنوات الخمس الماضية. واختص يانكوفيتش بالإشادة القطارات الحديثة بين المدن الأوكرانية الأربع التي تستضيف فعاليات البطولة والتي تنطلق بسرعة كبيرة تصل لضعف متوسط السرعة في القطارات الأخرى بأوكرانيا، مشيراً إلى أن هذه القطارات الجديدة ستوفر للمشجعين تجربة حديثة و”مريحة”.
واعترف يانكوفيتش بأنه مشجع متحمس لكرة القدم، وقال عن فرص المنتخب الأوكراني في البطولة: “مواطنو أوكرانيا يثقون في نجاح منتخبهم في يورو 2012 “. وأصبحت أوكرانيا الأولى، من بين جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، التي تستضيف فعاليات بطولة دولية كبيرة لكرة القدم.
وافتتح منظمو بطولة كأس الأمم الأوروبية أمس ساحة تجمعات واحتفالات المشجعين في العاصمة الأوكرانية كييف وسط عروض للموسيقى والرقص الشعبي. وحضر الافتتاح نحو ألفي مشجع.
وتوجد الساحة بوسط العاصمة كييف وتبلغ مساحتها 51 ألف متر مربع، وتتضمن عدداً من المتاجر والمقاهي وسبع شاشات عملاقة وخشبة مسرح لعروض الروك الغنائية. وترتفع أسعار المأكولات داخل هذه الساحة بنسبة 30 بالمئة عما هي في المقاهي الواقعة خارجها. وتسبب إنشاء هذه الساحة بعض الصعوبات لمواطني كييف بسبب التكدس المروري في الشوارع المؤدية إليها وفي بقية المناطق بوسط المدينة.
وأكدت وزيرة الرياضة البولندية جوانا موتشا أنه من المتوقع وصول 130 ألف مشجع إلى الاستاد الوطني في العاصمة وارسو ومناطق تجمع المشجعين القريبة منه، انتظاراً لضربة البداية والمباراة الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأوروبية. وقالت موتشا إنه من المتوقع أن يصل إلى الاستاد نحو 50 ألف مشجع، إضافة إلى 80 ألف مشجع في مناطق تجمعات الجماهير، وقالت: “نتطلع إلى مشاعر رائعة وإثارة بالغة”.
وعقب انتهاء المباراة الافتتاحية في وارسو أمس، سار العديد من المشجعين فوق الجسر الواصل بين الاستاد ووسط العاصمة وارسو، وذلك لمتابعة مباراة التشيك وروسيا عبر شاشات العرض الموجودة بمناطق تجمعات المشجعين.
وتسيد مشجعو بولندا الأجواء في وارسو، حيث بيعت 30 ألف تذكرة لمشجعي بولندا مقابل أربعة آلاف تذكرة فقط لمشجعي اليونان، وفي فروتسواف حضر عشرة آلاف مشجع روسي مقابل 6800 مشجع تشيكي في مدرجات الاستاد البلدي التي تسع 40 ألف مشجع.
وتتلاشى آمال أوكرانيا في أن تسهم استضافتها لكأس أوروبا مع بولندا في تسريع عملية اندماجها مع الأنظمة الديمقراطية الأوروبية بسبب تنامي مقاطعة أوروبية للمباريات نتيجة استمرار حبس زعيمة المعارضة رئيس الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، وانضمت بريطانيا إلى المعارضة غير المعلنة أمس الأول، عندما قالت إن وزراء حكومتها لن يحضروا الجولة الأولى من المباريات التي ستقام في أوكرانيا بسبب أمور تتعلق بحقوق الإنسان. وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها لن تحضر أي من المباريات الثلاث لمنتخب بلادها في الدور الأول البطولة، حسبما أفاد شتيفن شايبرت المتحدث عن ميركل أمس. ورغم حرص ميركل على حضور مباريات المنتخب الألماني في الماضي، اكتفت المستشارة الألمانية بزيارة الفريق الأربعاء الماضي في معسكره الحالي بمدينة جدانسك البولندية، وذلك لتأكيد مساندتها للفريق. كما أكد مكتب رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ومكتب الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس أنهما لن يحضرا مباراة بين البلدين في البطولة.
عدد اليوم
