سياو: حسمت أمري وسأبقى في الإمارات إلى الأبد

فيصل النقبي (الفجيرة) يجذب البرازيلي جوسيل فيريرا دا سيلفا الشهير بسياو الأنظار له، أينما حل وارتحل، مع أندية دوري الخليج العربي المختلفة، بصفته «عميد» اللاعبين الأجانب بالدولة، حيث يكمل 8 مواسم ارتدى من خلالها شعارات كل من الشباب والأهلي واتحاد كلباء، ليرفع شعار التحدي مع «النواخذة» في موسمه الثامن، من أجل إبحار خامس في أمواج الخليج العربي بنهاية الدوري. ويتطلع سياو (35 عاماً)، مهاجم دبا الفجيرة الحالي، إلى البقاء في الإمارات لأطول فترة ممكنة لحبه للبلد، وكذلك الراحة النفسية التي يجدها في ربوعه، قائلاً بكل ثقة: سألعب في الإمارات لخمسة مواسم مقبلة، ولن أخرج منها لشعوري بعلاقة خاصة ومتميزة مع كرتها وأنديتها، وتحديداً نادي الشباب الذي قدمني للساحة الكروية الإماراتية وساهم في أن أبقى وفياً للدوري، فقد حصلت على عروض بنهاية الموسم الماضي من العديد من الدول ومنها البرازيل، ولكن آثرت البقاء هنا لارتباطي بالمكان، وحتى أسرتي ترتاح بالحياة هنا، ولذلك فقد حسمت أمري وسأبقى في الإمارات إلى الأبد. وأضاف: حتى بعد اعتزالي لكرة القدم بعد خمس سنوات؛ لأني أتطلع لإكمال سن الأربعين قبل أن أرحل عن عالم المستديرة، فسأبقى في الإمارات كمدرب أو محلل أو أي شيء آخر يتعلق بكرة القدم إلا إذا كنتم لا تريدونني أن أستمر هنا. ورغم بلوغه سن 35 عاماً، فإنه يرى أنه قادر على إضافة الكثير لأي فريق ينضم إليه، مؤكداً بأن العقلية الاحترافية والاعتناء باللياقة البدنية هما سلاح أي لاعب. ويكمل: أستطيع أن أقدم أفضل ما لدي وأنا بهذه السن، وكثيرون بالسابق قالوا إن سياو قد انتهى عندما كنت بالأهلي لكن عدت أكثر قوة، وكذلك في الموسم الماضي، فقد تحدث بعض النقاد عن أنني لن أنجح في المهمة مع اتحاد كلباء بسبب السن، لكن في نهاية الموسم، ورغم الهبوط الحزين فقد سجلت 12 هدفاً للفريق ولو تضافرت كل الجهود في الفريق لبقي في دوري المحترفين، وكذلك يحدث الأمر نفسه مع دبا الفجيرة، فهناك أصوات همست بأن سياو سيكون عبئاً على الفريق، ولكني أعتقد بأن الأصوات هذه قد صمتت بعد الهدفين في مرمى الوصل، وأستطيع أن أقول بثقة فليس الأهم أن تبلغ من العمر 35 أو أكثر، إنما العبرة بالعطاء داخل الملعب، وأشعر أني ألعب بشكل الثلاثين وروح العشرين من العمر، وهذا سر من أسرار بقائي متوهجاً كل هذه الفترة. وأكد سياو أن انتقاله لاتحاد كلباء الموسم الماضي ودبا هذا الموسم بعد أن كان يلعب في الشباب والأهلي بأنه أمر عادي لأي لاعب؛ لأنه يبحث عن العروض الجدية التي تصله، وأن هذه الأندية هي من أندية دوري المحترفين في النهاية وهي تفكر بمصلحتها بالطبع، ولن تجلب لاعباً بعينه دون أن يشكل إضافة حقيقية للفريق، وقال: قمت بدوري ببذل قصارى جهدي مع اتحاد كلباء، لكن النقطة الحزينة أن الفريق قد هبط لدوري الأولى، ولست أنا السبب في ذلك، فأنا لاعب أنفذ المطلوب مني داخل أرضية الملعب. وتطرق سياو إلى نقطة أثارتها بعض الجماهير في نادي اتحاد كلباء من اتهامه باختلاق الخلافات مع بعض أجانب الفريق، وهو ما أسهم في مشكلة الهبوط في الموسم الماضي، وقال دفاعاً عن نفسه: يقولون ذلك، وهذا ما وصلني بأني كنت على خلاف مع الإيفواري باكاري كونيه، ولكم أولاً أن تسألوه، وعن نفسي، فأنا أتواصل بشكل دائم مع اللاعب حتى وهو يلعب مع عجمان، ولا صحة لمثل هذه الاتهامات وأستغرب كثيراً من هذه الاتهامات المغرضة، وللعلم فإن رئيس مجلس إدارة النادي بنفسه قال لي بأن الفريق عندما يصعد لدوري المحترفين من جديد فستتم الاستعانة بي مجدداً، وهذا القول يرد على جميع من تحدث بهذا الخصوص. وأضاف: أكن كل الاحترام لكل الزملاء وعلى مر المواسم الثمانية في دوري الإمارات لم أكن في بؤرة خلاف مع أي لاعب وأحترم الدوري ومنظومة الكرة بالإمارات، وهذا شيء لا يقبل النقاش، ومثل هذه الاتهامات الغرض منها تشويه السمعة فقط، والقصد منها واضح ولا تستحق أن توضع بدائرة الاهتمام، وكنت أتمنى ممن كان يطلق مثل هذه الأقاويل أن يواجهني شخصياً بها عندما كنت ألعب بالفريق. وشرح سياو سبب اختياره ارتداء شعار النواخذة، حيث قال بأن المدرب البرازيلي باولو كاميلي قد طلبه من إدارة النادي بشكل رسمي لإيمانه بقدراته، وقال: أنا اخترت أن أخوض تجربة جديدة طموحة مع فريق جديد لديه هدف وتوجه واضح. وحول طموحاته وأهدافه مع النواخذة قال: لدينا هدف واضح وتوجه معروف نعمل عليه جميعاً بالنادي وهو البقاء لموسم جديد في دوري المحترفين، ونحن أهدافنا واقعية ونؤمن بقدرتنا على تحقيق هذا الهدف الطموح، ولدينا فريق جيد يلعب بطريقة جيدة مع جهاز فني جيد لديه خبرة بدوري الإمارات، وفي نهاية الموسم سيبقى سياو في دوري المحترفين مع فريقه دبا الفجيرة، وهذا ما أؤمن به تماماً. 170 مباراة و83 هدفاً الفجيرة (الاتحاد) خاض البرازيلي سياو في 8 مواسم في دوري الإمارات لغاية الآن، وفقاً لإحصاءات اتحاد الكرة الإماراتي، 170 مباراة، منها 3 بهذا الموسم مع دبا الفجيرة، وسجل 83 هدفاً بجميع المسابقات لغاية الآن، منها هدفان لفريقه الجديد، و12 هدفاً لاتحاد كلباء، و42 هدفاً مع الشباب، و27 هدفاً مع الأهلي، ولم يحصل طوال مسيرته سوى على حالة طرد وحيدة في موسم 2011-2012. عشق «الجوارح» الفجيرة (الاتحاد) أبدى سياو أمله في أن يحقق قرار دمج نادي الشباب مع الأهلي ودبي مصلحة كبرى للرياضة الإماراتية وللأندية الثلاثة، مشيراً إلى أن القرار عند أصحاب القرار من المؤكد أن له دوافع منطقية. وقال سياو إنه يكن الكثير من المشاعر الجميلة لنادي الشباب والفترة التي قضاها في ربوعه، وأضاف: الشباب قدمني في الإمارات أفضل تقديم ولدي تاريخ معه ولم أتصور أنني لن أشاهد هذا الصرح من جديد، لكن هناك أمر واقع حالياً وأنا أحب النادي الأهلي أيضاً، ولأن الشباب أصبح جزءاً لا يتجزأ من النادي الأهلي فإنني أعلن بأنني لن أحتفل بأي هدف في حال تسجيلي في مرماه، احتراماً لمكانة الناديين في قلبي. مسؤولية كبيرة الفجيرة (الاتحاد) عبر البرازيلي سياو عن سعادته وبنفس الوقت شعوره بالمسؤولية الكبيرة بصفته عميداً للاعبين الأجانب في الإمارات، حيث لا بد أن يظهر ذلك الأمر بأفضل طريقة ممكنة لكل الشارع الرياضي. وأضاف: «قدمت للإمارات لأول مرة لإثبات نفسي وقدمت أفضل المواسم لي ولا يزال لديَّ الكثير لأقدمه ومسألة عمادة الأجانب تتطلب مني أن أظهر أفضل ما لدي كلاعب أعمل بكل قوة من أجل إبراز الوجه الحقيقي لكرة وأندية الإمارات، وفي النهاية نحن كلاعبين لا نختلف كثيراً عن المواطنين، فلدينا وبحكم العشرة الطويلة حب فطري لهذه الدولة ونشعر بالانتماء لها، وعلى الجانب الشخصي أعيش حياة مستقرة بالإمارات، وهذا يبرهن على حبي للحياة هنا.