السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البرازيل والمكسيك «غرام وانتقام» على مسرح «القارات»

البرازيل والمكسيك «غرام وانتقام» على مسرح «القارات»
9 يونيو 2013 22:25
زيوريخ (الاتحاد) - يترقب الملايين حول العالم، وخاصة في أميركا الجنوبية والشمالية كلاسيكو الأميركيتين الذي يجمع البرازيل مع المكسيك في كأس العالم للقارات التي تنطلق في بلاد السامبا السبت المقبل، ويفتح عشاق البلدين فصلاً جديداً من فصول المنافسة بينهما بمناسبة كأس القارات، حيث يتواجدان في المجموعة ذاتها، وسيكون ثقل الاحترام والتاريخ والتأثير المتبادل حاضراً بقوة في ليلة 19 يونيو بمدينة فورتاليزا. ويستحضر الجميع قصة نجاحات 1970، وتفوق المكسيكيين على ملهميهم في المناسبات الكبرى وخاصة في نهائي أولمبياد لندن 2012، مما يجدد السؤال حول إمكانية تكرار هذا السيناريو من جديد. هذا وصرح مدرب المنتخب المكسيكي خوسي مانويل دي لا توري في حوار مع موقع “الفيفا” بعد إجراء قرعة المجموعات: “هدفنا أن يستوعب اللاعبون المكسيكيون أنهم قادرون على تحقيق أي هدف، كما كان الشأن خلال الألعاب الأولمبية”. ثم أضاف: “أنا إنسان متزن ولا أحبذ استباق الأمور، بيد أننا نحلم دائما ببلوغ الهدف الأساسي، ولن تشكل هذه المسابقة أي استثناء في هذا المجال”. أبعاد تاريخية وبالعودة إلى البعد التاريخي فقد قال موقع “الفيفا” في تقريره إنه لم تعلن صافرة الحكم رودولف جلوينكنير ليلة 21 يونيو 1970 نهاية مباراة فقط، بل كرست عشق المكسيكيين لكرة القدم البرازيلية وإعجابهم الشديد بها، وأثبتت مؤازرة جماهير بلد الضيافة لسحرة السامبا. كما أعقب تلك الصافرة أكبر عملية اجتياح جماهيري لأرضية الملعب في تاريخ كؤوس العالم، حيث فاز السيليساو على المنتخب الإيطالي 4-1، وأحرز بذلك اللقب العالمي. واستحضر قائد البرازيل في تلك المواجهة، كارلوس ألبيرتو توريس، ذكريات تلك قائلاً: “انتهت المباراة، بيد أننا لم نكن سعداء فحسب، بل كانت دهشتنا كبيرة، حيث اقتحم المكسيكيون أرضية الملعب، وكانوا يريدون المشاركة في الاحتفال، فحملونا على الأكتاف وقبلونا وعانقونا، وكانوا يبحثون عن أشياء تذكارية: القمصان، واقيات الأرجل، أي شيء”. وأضاف: “كان الأمر في الواقع شبيها باحتفالات من يلعب في عقر داره وأمام جماهير وأنصار أوفياء، كما لو أننا أصبحنا أبطالهم، أي أبطال المكسيكيين، وليس البرازيل”. وعلق مدرب الكتيبة البرازيلية في ذلك، الداهية ماريو زاجالو، على هذا الإعجاب بالقول: “صارت الكرة البرازيلية بعد كأس 1970 بمثابة مرآة في أعين المكسيكيين، بمثابة نموذج مثالي، رغم ذلك لم يصبح هذا الإعجاب لاحقا مركب نقص، على العكس من ذلك، حيث يكونون متحمسين للغاية عندما يواجهون منتخب البرازيل بحكم احترامهم الكبير له”. عشاق وخصوم ولا شك أن الحماس مسألة ذاتية يصعب قياسها، لكن نتائج المواجهات بين منتخبي البلدين دليل على صدق كلام المدرب الداهية. حيث التقى المكسيكيون والبرازيليون في العديد من المباريات الحاسمة، وكان النصر في بعضها حليف المكسيك التي يعتقد الجميع انها الطرف الأضعف حينما تكون في مواجهة السامبا، إذ شارك السيليساو بقيادة زاجالو في الكأس الذهبية 1996، وقرر المسؤولون البرازيليون حينها الاعتماد على الفريق الأولمبي، وشهدت موقعة النهائي بمدينة لوس أنجلوس، والتي دارت رحاها تحت أمطار غزيرة، فوز المكسيك بقيادة لويس جارسيا وكواهتيموك بلانكو 2-0، وتكرر السيناريو ذاته في المسابقة نفسها سنة 2003، حيث أضاع روبينيو وكاكا وأصدقاؤهما اللقب، وانهزموا بملعب أزتيكا بالهدف الذهبي. ولا يتوقف هذا الأمر على مسابقة الكأس الذهبية، حيث شهد ملعب أزتيكا بمناسبة كأس القارات 1999 تفوق التريكولور على كتيبة ديدا وأليكس ورونالدينيو ورفاقهم رغم قوتها وانتصاراتها الكبيرة على بقية الخصوم. كما تجدر الإشارة هنا إلى موقعة نهائي كأس العالم تحت 17 سنة بيرو 2005، وهو اللقب الذي زاد من آمال المكسيكيين في بلوغ مستقبل كروي أفضل، وأكد جودة سياسة تدريب الفئات الصغرى في هذا البلد. حيث انتزعت مجموعة كارلوس فيلا وجيوفاني دوس سانتوس اللقب بعد الانتصار 3-0. وشهدت دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 آخر فصول هذا الصراع المشوق والمثير بين البلدين، وتجرع البرازيليون مرارة خيبة أمل جديدة بعد موقعة النهائي بملعب ويمبلي، إذ منوا أنصار السيليساو النفس بانتزاع هذا اللقب الوحيد الغائب عن سجلهم، وكانت آمالهم معقودة على أسماء من العيار الثقيل مثل نيمار وأوسكار وهولك، لكن المكسيكيين كذبوا كل التكهنات، وأحرزوا النصر 2-1 رغم غياب جيوفاني دوس سانتوس بسبب الإصابة. وصرح المدرب المكسيكي لويس فرناندو تينا بعد ذلك التتويج: “يكون أداء فريقنا أفضل ضد المنتخبات الكبرى”. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على البرازيل، إذ يلجأون عادة إلى اللعب المفتوح، مما يزيد من حماسنا ويساعدنا”، بينما أثنى المدير الفني البرازيلي مانو مينيزيس على زميله بالقول: “واجهونا دون خوف لسبب بسيط، وهو أنهم يمتلكون القدرة على ذلك، لديهم جيل موهوب، لقد تطور هذا البلد كثيرا في العقود الأخيرة، وأضحى قوة كروية على الصعيد العالمي”. هجرة مؤثرة الكثيرون تساءلوا عن أصل اسم جيوفاني دوس سانتوس وعن سر وجود عبارة “دوس” البرتغالية الأصل فيه. والجواب هو أن نجم فريق مايوركا منحدر من أسرة برازيلية هاجرت إلى المكسيك، فهو وأخوه جوناثان دوس سانتوس أبناء فرانسيسكو دوس سانتوس، الشهير بـ”زيزينيو”، والذي كان أحد نجوم فريق أميركا سنوات الثمانينيات. هذا ولم تكن تدفقات البرازيليين نحو المكسيك كبيرة، بيد أنها تركت بصمات واضحة فيه. حيث ينطبق هذا الأمر على زاجي أو زاجينيو، ونقصد هنا لويس روبيرتو ألفيش، ابن جوزي ألفيش لاعب كوريثيانز ونجم كتيبة أميركا ما بين 1961 و1967. كما اختار موريسي راماليو المكسيك عندما غادر ساو باولو سنة 1979، والتحق بفريق كان مغمورا حينها هو بويبلا، ومن هنالك انطلقت مسيرته الناجحة كمدرب سنة 1993.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©