رانيا حسن(دبي)
أراد الباحث والكاتب عبدالله ناصر العامري أن يوثق علاقته مع شبه القارة الهندية والجانب الثقافي والمعرفي خاصة بعد أن نسجت خيوطها الأولى لديه منذ الطفولة: «أحاديث الكبار في المجالس والملتقيات، كانت تروي عن تلك الأراضي الشاسعة التي تعج بالقصص والحكايات والأساطير المشوقة، والتي ترسخت من خلال الأفلام التي كانت تعرض في عدد من دور السينما بدبي»، لتستمر هذه العلاقة لمدة تزيد على أربعين سنة، حيث لم يقنع العامري بالقراءة عن الهند، وإنما أقام فيها ودرس في جامعاتها، بالإضافة لإصداره كتاب «على ضفاف نهر الغانج... مقالات هندية».
والدكتور العامري، الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية وماجستير علوم الطيران وماجستير إدارة الكوارث، عمل من قبل سفيراً للدولة في فرنسا، وسفيراً في المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، ومثل الدولة في اليونسكو. في حديثه لـ«الاتحاد» قال العامري: غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل أكثر من أربعين سنة شجرة «املتاش»، كما يطلق على تسميتها في الهند، والتي يحتمي الناس بظلالها، ومن بذورها يستخرج دواء لكثير من العلل، وأضاف:«كأنه كان مقصوداً وضرورياً عند المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، اختيار شجرة الظلال والدواء في الوقت نفسه، ليعطي معنى مهماً يرمز إلى ضرورة عودة العلاقات العربية الهندية لسابق عهدها فالعرب بحاجة للهند، كما هي حاجة الهند للعرب». ويضيف:«نظرة المغفور له الشيخ زايد كانت بعيدة المدى، فقد كان لفطنته المبكرة، وهو العروبي بطبعه وبتوجهاته، رحمه الله، بأن رمانة التوازن في المنطقة قد اختل، وبأن توازنها دولياً غير متساوٍ، والأطماع كثيرة ومتعددة وقد تشكل خطراً في إقليمها العربي والأسيوي، وإن هذه التغييرات الكبيرة التي طرأت على السياسات الدولية والإقليمية وحتى الداخلية في الشرق الأوسط تقتضي رؤية جديدة». يوضح:«إذا ما تعمقنا كثيراً في التاريخ والجغرافيا نلاحظ ذلك الارتباط التاريخي في التواصل الاجتماعي والتجاري، والذي لم تقف الجغرافية عائقاً أمامه لتطوير علاقات البلدان العربية مع شبه القارة الهندية».
عدد اليوم
