الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأس العالم تهزم السينما بـ «الضربة القاضية» في الموسم الصيفي

كأس العالم تهزم السينما بـ «الضربة القاضية» في الموسم الصيفي
25 يونيو 2014 15:17
محمود الحضري (دبي) استقطبت مباريات «مونديال 2014» لكرة القدم رواد وعشاق السينما، والتي شهدت بدورها تراجعاً في معظم الحفلات، خصوصاً تلك التي تتزامن مع بث المباريات منذ اليوم لانطلاقته قبل نحو أسبوعين، وانحسرت نسبة الحضور في دور عرض الأفلام السينمائية، وباتت تقتصر على صغار السن والأطفال، فيما انشغل الكبار بمتابعة مباريات الفرق المتنافسة في المونديال عبر شاشات التليفزيون. وأفاد متخصصون ومسؤولون في دور سينما، بأن وقت معظم مباريات كأس العالم، تزامن مع الحفلات الرئيسية للسينما، خصوصاً المسائية منها، والتي تبدأ من السادسة والسابعة والتاسعة والعاشرة والنصف، وهو الأمر الذي حال دون متابعة جيدة وإقتصادية للأفلام، الأمر الذي دفع بدور السينما، وفي إجراء استباقي إلى عدم عرض أفلام رئيسية وشهيرة، أو أفلام الممثلين المشاهير وكبار النجوم. وأوضح محمد البلوشي المتخصص في إدارة السينما وتصنيفات عروض الأفلام، أن التجارب السابقة أثبتت أن الأحداث والفعاليات الرياضية تأتي بين أولوية فئات المجتمع، بما في ذلك مواطني الدولة والجنسيات العربية والأجنبية المقيمة، ومن هنا يكون الإقبال عادة محدوداً للغاية، والأمر يصبح أكبر وأكثر اتساعاً مع مباريات كاس العالم، لأنها الحدث الأهم والأبرز في دنيا كرة القدم، ولأنه لا يحدث إلا مرة واحدة كل 4 سنوات. رؤية مبكرة وبين البلوشي أن الإقبال على السينما في هذه الفترة، والتي تشهد كأس العالم بالبرازيل، محدود جداً، ويختلف من دار عرض إلى أخرى، إلا أن الأمر المشترك في كل دور العرض هو حالة الهدوء، والمتوقع أن تصبح أكثر هدوءاً مع بدء شهر رمضان، والذي سيتقاطع النصف الأول منه مع استمرار مباريات كأس العالم، خصوصاً تصفيات الأدوار النهائية، التي ستكون أكثر أهمية بالطبع عن مباريات الدور الأول. وأفاد البلوشي بأن دور السينما أدركت هذا الوضع مبكراً، وتوقعته وفقاً لتجارب سابقة ليس في كأس العالم فقط، بل في بطولات استضافتها الإمارات، أو أقيمت خارج البلاد، مثل بطولات لعبة «الكريكت» الشهيرة، والني يعشقها الهنود والباكستانيون، موضحاً أنه تم منذ البداية عرض أفلام ليست جديدة، أو لنجوم «شباك» من مشاهير السينما العربية والأجنبية، وكذلك الهندية. إقبال ضعيف من جانبه ذكر توماس سيز منسق دار عرض «فونو سينماز» أن الإقبال على عروض الأفلام ضعيف جدا في هذا الفترة، خصوصاً الحفلات التي تتزامن مع بث مباريات كأس العالم في البرازيل، موضحاً أن الحضور يقتصر على الأطفال، والذين يمثلون أكثر من 80% من الحضور، إما بمفردهم، أو الذين يتركهم ذويهم لحين الانتهاء من التسوق في المراكز التجارية، أو الحضور بصبحة الأمهات أو الجدات والأجداد. وبين أن نسبة الإشغال في المقاعد يقل أكثر خلال أيام الأسبوع، والتي كانت تصاحبها الامتحانات في بعض المدارس العامة والخاصة، علاوة على مباريات المونديال، وفي نهاية الأسبوع يرتفع الإشغال نسبياً، ولكنه يظل أقل عادة من الأيام العادية على مدى العام، لافتاً إلى أنه وفي ضوء الإدارة الاقتصادية لدور العرض السينمائي، يتم اتباع تقليل الخسائر بعرض أفلام قديمة نسبياً أو أقل شهرة. وأفاد «توماس سيز» بأن أغلبية رواد السينما من الجنسية الهندية، والذين يمثلون حالياً 80%، وغالباً هم من غير المهتمين بمباريات كرة القدم، وتنصب اهتماماتهم على بطولات «الكريكت»، حيث يتراجع حضورهم بشكل ملحوظ خلال هذه المباريات التي يفضلونها عن غيرها من الألعاب الرياضية، لافتاً إلى أن 20% من الحضور من جنسيات أخرى، فيما لوحظ شبه غياب للجنسيات العربية التي لديها عشق كبير لكرة القدم. أمر معتاد إلى ذلك يوضح «يونا تينتا» مسؤول في «سينما فوكس» أن اهتمامات الجمهور هذه الأيام بمباريات كأس العالم، وربما الأحداث السياسية، والتي سحبت المشاهدين من العروض السينمائية، مبيناً أن نسب الإشغال للمقاعد في الحفلات لا تتجاوز في أحسن الأحوال 35%، وهذا ليس بغريب علينا، فتلك طبيعة الوقت الحالي. أشار إلى أن الحركة ستعود مجدداً في حفلات العيد، حيث نتوقع أن يستمر الوضع على ما هو عليه إلى نهاية رمضان، والذي عادة ما يشهد هدوءاً بين مشاهدي الأفلام، بل إن بعض دور العرض تتوقف عن تقديم أفلام، ويصبح الأمر صعباً مع استمرار مباريات المونديال. وقال يونا تينتا: «سنتعبر الأسابيع المقبلة، فترى الاستعداد لعروض عيد الفطر، والذي يمثل واحداً من المواسم الرئيسية لدور العرض السينمائي، والمنافسة في اختيار الأفلام الأكثر شعبية، حيث تقتصر العروض حالياً على الأفلام الأقل شهرة». ومن جهته يشير زكريا شهدي منسق الأعمال في «سيني ستارز» إلى أن تخفيض الأسعار لدخول العروض السينمائية لن ينافس رغبات المشاهدين حول الفضائيات لمتابعة مباريات كأس العالم، ولن يغير من توجهات الجمهور، وبالتالي فإن الإدارة الاقتصادية لدور العرض هي أفضل الوسائل حتى تنتهي أسابيع المونديال في منتصف يوليو المقبل، والاستعداد لموسم عيد الفطر. راشد المهيري: تسويق الكرة منحها الأولوية في اهتمــــامات الناس يوضح راشد المهيري، الباحث والخبير في الشؤون الاجتماعية أن التسويق الجيد لمفهوم رياضة كرة القدم نجح في أن يمنحها حيز الاهتمام الرئيسي من مختلف فئات المجتمع والأجناس والجنسيات، لتستحوذ على تفكيرهم، وربما اهتماماتهم الخاصة وشؤونهم العامة، وليس الذهاب إلى السينما فقط. وأشار إلى أن الملاحظة العامة خلال فترة المونديال والأحداث الرياضية الرئيسية والعالمية تعيد كثيراً من الأنشطة الترفيهية والعامة جدولة أعمالها بما لا يتقاطع مع هذه الأحداث، خصوصاً في حدث رياضي عالمي مثل المونديال، والذي ينتظره العالم كل أربع سنوات، ولا يتكرر. وبين المهيري أن التنافسية في كرة القدم بشكل خاص بين الفرق المشاركة عامل مهم جداً في استقطاب الجمهور وأفراد المجتمع، لينصب جل اهتمامهم في تشجيع فريقهم المُفضل، وتأجيل كل شيء لمتابعة المباريات، وهذا ملموس بوضوح خلال المونديال. ويشير إلى أن التوقيت في مباريات المونديال عامل رئيسي آخر في المنافسة مع العروض في دور العرض السينمائي، بمعنى أن متابعة فيلم معين في السينما يمكن متابعته في توقيتات بديلة، إلا أن متابعة المباريات هي بنت اللحظة، وتتم مرة واحدة، موضحاً أن متابعة أي مباراة في وقتها مرهون بشغف اللحظة ذاتها. ويبين راشد المهيري أن الاستمتاع بلحظة المباراة في وقتها لا يمكن تعويضه، بالمتعة بمتابعة المباريات المُعادة غير قائم، لأن النتيجة معروفة سلفا، والمعلومات متاحة، ولكن الفرق كبير في متابعة الحدث وقت حدوثه لحظة استمتاع لا يمكن تعويضها، وبالتالي يحصر الجميع على حضورها، حتى لو كان البديل الترفيهي أهم فيلم في العالم ولأكهم وأشهر الممثلين. ومن جهته يشير رجل الأعمال عبد الله بالعبيدة إلى أن «كرة القدم» خصوصاً في كأس العالم لحظة تاريخية لن تتكرر، حتى لو تمت إعادة المباراة بعد انتهائها مباشرة، لأنها أصبحت ماضياً بعد الثانية الأولى من انتهائها، ومن هنا فالاهتمام بمتابعة مونديال كأس العالم يأتي على راس اهتمام الجمهور عن أي شيء أخر. وقال: «الذهاب إلى السينما أمر متاح في أي وقت ولكن متابعة مباراة «الجزائر وأوروجواي» لن يتكرر مرة أخرى، ويصبح بالنسبة لعشاق كرة القدم أهم بكثير من أي حدث ترفيهي أو فني، مشيراً إلى أن الكثيرين يؤجلون أمورهم الخاصة لتوقيتات بعيدة كلياً عن زمن مباريات المونديال. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©