اعتقال قيادي في «القاعدة» جنوب اليمن

اعتقلت الأجهزة الأمنية اليمنية اثنين من عناصر تنظيم “القاعدة” المحظور، في مدينة لودر محافظة أبين جنوبي البلاد. وذكرت وزارة الدفاع، عبر موقعها الإخباري، أمس الجمعة، أن أحد المعتقلين قيادي ويدعى صلاح علي عبدالله الدماني، مشيرة إلى اعتقالهما تم في “إطار الحملة المستمرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في تعقب فلول العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة”. وكانت مدينة لودر شهدت أواخر أغسطس الماضي معارك “عنيفة” بين القوات اليمنية ومسلحي تنظيم “القاعدة” خلفت 31 قتيلاً، بينهم 18 من المسلحين الجهاديين و11 جندياً. وأوضحت وزارة الدفاع أن عملية الاعتقال تمت الخميس الماضي أثناء محاولة الدماني المرور عبر نقطة أمنية بمفرق “أمشعة” في لودر “بعد أن كان قد ألقى قنابل على مبنى الأمن في مدينة لودر”، لافتة إلى أن الدماني “يعد من أخطر العناصر في صفوف تنظيم القاعدة والمطلوب للأجهزة الأمنية”. وذكرت أن المعتقل الآخر مشتبه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة، وذلك بعد أن عثرت السلطات الأمنية في منزله “على متارس كان يستخدمها الإرهابيون في مقاومة رجال الأمن بعد الكمين الغادر الذي تعرض لجنود الأمن”، أواخر الشهر الماضي، والذي خلف 11 قتيلاً من الجنود. في غضون ذلك، اعتبرت الحكومة اليمنية تنظيم القاعدة المحظور والمسلحين الانفصاليين في الجنوب “وجهين لعملة إرهابية واحدة”. ونقل الموقع الإخباري لوزارة الداخلية اليمنية عن مصدر أمني مسؤول قوله إن “التحقيقات في الجرائم الإرهابية التي وقعت مؤخراً واستهدفت رجال أمن وعسكريين بمحافظة أبين كشفت عن وجود تنسيق بين الطرفين (القاعدة والحراك الجنوبي الانفصالي) لاستهداف الأمن والاستقرار” بالمحافظة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء. ومنذ مطلع العام الجاري 2010، بات الجنود اليمنيون والمراكز العسكرية والأمنية “أهدافاً استراتيجية” لضربات “القاعدة” والمسلحين الانفصاليين، التي تسببت بمقتل أكثر من 101 جندي وضابط، حسب إحصائية خاصة بـ”الاتحاد”. وقال المصدر الأمني إن “التنسيق والتعاون” بين عناصر “القاعدة” وأنصار “الحراك الجنوبي” كانا “أكثر وضوحاً في الأحداث التي شهدتها مديرية لودر أواخر الشهر الماضي”، مشيراً إلى أن مسلحين انفصاليين قدموا من عدة مناطق بمحافظة أبين ومنطقة يافع بمحافظة لحج المجاورة “لمؤازرة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي منيت بهزيمة ساحقه بمديرية لودر”. وأكد المصدر أنه تم اعتقال “العديد منهم في حملة تمشيط وتطهير المديرية من عناصر تنظيم القاعدة”، معتبراً أن “أجندة” القوى الانفصالية وتنظيم القاعدة “تلتقي في السعي المحموم لكليهما للإضرار باليمن ومصالحها العليا”، حسب قوله. من جهتها، نفت قوى “الحراك الجنوبي” علاقتها بتنظيم القاعدة، مؤكدة إدانتها لـ”العنف والإرهاب بكل أشكالهما”. وقال الناطق الرسمي باسم قوى الحراك الجنوبي عبده المعطري لـ”الاتحاد”: “نرفض ربط تنظيم القاعدة بالحراك السلمي لنا”، معتبراً أن أجندة وآليات الطرفين مختلفة تماماً. وقال: “متى خرجت (القاعدة) في مسيرة ورفعت لافتات وصوراً”، مؤكداً أن قوى الحراك انتهجت “النضال السلمي حتى وإن كان بطيئاً، إلا أن نتائجه مجدية في النهاية”. وأشار المعطري إلى علاقة “السلطة” بالمسلحين الإسلاميين منذ الحرب الأفغانية في ثمانينات القرن الماضي، واتهمها بمحاولة إلصاق تهمة “القاعدة” بالحراك السلمي “كما فعلت في السابق عندما اتهمونا بأننا ماركسيون شيوعيون”، في إشارة إلى الأجواء التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية في اليمن في صيف 1994. وعلى صعيد متصل بالأعمال التخريبية التي يشهدها جنوب اليمن منذ عام 2007، أقدم مسلحون مجهولون على سرقة 15 مليون ريال من مكتب بريد منطقة العشش بمديرية تبن محافظة لحج الجنوبية. “الدولار الأميركي يعادل 214 ريالاً يمنياً”. وذكر مصدر أمني يمني أن الأجهزة الأمنية “تتعقب” المسلحين لـ”القبض عليهم وتقديمهم للعدالة”. من جانب آخر، ذكر مركز الإعلام الأمني الحكومي أن خلافاً مسلحاً نشب بين العناصر الحوثية بمحافظة الجوف شرقي البلاد. وأوضح أن مجموعتين مسلحتين تنتميان لجماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن منذ 2004 “تبادلتا إطلاق النار”، وذلك في مديرية خراب المواشي بالجوف، لافتاً إلى عدم توافر معلومات عن سقوط قتلى وجرحى جراء الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين. وعلى صعيد متصل بالتمرد الحوثي المسلح، احتجزت الأجهزة الأمنية بمديرية حوث محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء “كمية من المواد الدعائية لفتنة التمرد الحوثية”. وقالت المصادر الأمنية الرسمية إن المواد الدعائية “عبارة عن ملصقات مصورة وميداليات موضوعة داخل كراتين”، موضحة أن الأجهزة الأمنية ضبطت تلك المواد داخل سيارة كانت متوجهة إلى محافظة صعدة، المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين.