الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حافلة كأس العالم من فانكوفر إلى ريو دي جانيرو في 60 يوماً

حافلة كأس العالم من فانكوفر إلى ريو دي جانيرو في 60 يوماً
25 يونيو 2014 15:16
هي أشبه ما تكون إلى الحافلات الدعائية التي تستخدمها بعض الشركات، وتنتشر في الشوارع البرازيلية للترويج إلى سلعة ما، ولكن لفت انتباهنا أنها قديمة كما لاحظنا الكتابات التي تغطي كل شبر في هيكلها الخارجي كما راعنا تجمهر الناس حولها، والاسم الذي تحمله إنها حافلة كأس العالم. اقتربنا منها لنتعرف أكثر على حقيقتها، واستقبلتنا فتاة في أواخر العشرينيات اسمها مورا، وهي أحد أفراد حافلة كأس العالم التي انطلقت من فانكوفر في كندا في رحلة استغرقت 60 يوماً عبرت خلالها 12 بلداً قبل أن يستقر بها الحال في شاطئ الكوباكابانا في ريو دي جانيرو. وقام الزميل راشد الزعابي بالتوقيع على الحافلة باسم «الاتحاد». تقول مورا إن الفكرة جاءت من خلال مجموعة من الأصدقاء الذين قرروا خوض المغامرة، والمجيء إلى البرازيل، لحضور مباريات كأس العالم عن طريق البر، ومن ثم بدأت الخطوات الفعلية لترجمة الفكرة إلى أرض الواقع، حيث قاموا بتجميع مبلغ من المال لتمويل نفقات الرحلة، وتم شراء هذه الحافلة القديمة بمبلغ 5 آلاف دولار. وأضافت مورا أن الرحلة بدأت بقرابة 15 شخصاً، ولكن بعضهم فضل الانسحاب في منتصفها، والنزول في مناطق مختلفة، حيث عبرت الحافلة 12 دولة، هي كندا والولايات المتحدة وجواتيمالا والسلفادور وهندوراس ونيكاراجوا وكوستاريكا وبنما وكولومبيا والإكوادور وبيرو، ومن ثم البرازيل، وقالت إن الكثير من المناطق التي مروا من خلالها سمح لهم سكانها بالمبيت في بيوتهم، كما أنهم نزلوا في بعض المناطق في بيوت الشباب، كما كانوا يستعملون الحافلة للمبيت في بعض الأحيان. وعن المصاعب التي صادفتهم أثناء الرحلة، قال سيمون قائد المجموعة إن هناك الكثير من القصص لتروى حول هذه المصاعب، حيث إن السرعة لم تكن تزيد على 80 كيلو متراً في الساعة، وذلك في الشوارع المعبدة جيداً، ولكن هذا لم يكن متاحاً طوال مشوار الرحلة الطويلة، فكانت السرعة أبطأ من ذلك بكثير، كما تعطلت الحافلة في الطريق، واضطروا للانتظار لأيام قبل إصلاحها كما تعطلت المكابح، إضافة إلى أنهم تأخروا أياماً أخرى بسبب مرورهم بمنطقة مظاهرات في جواتيمالا، كما كانت عملية شحن الحافلة بالسفينة بحراً من جواتيمالا إلى كولومبيا أمراً صعباً، وكذلك كانت الانزلاقات الجبلية في بيرو من المصاعب التي عانوا منها خلال الطريق. وعن الأعطال التي أصابت الحافلة قال سيمون إنه في بداية المشوار كان من ضمن المجموعة فتاة خبيرة في الأمور الميكانيكية، ولكنها اختارت الانسحاب وعدم إكمال المغامرة، وفيما بعد كان الاعتماد على السائقين في طرق القارة الأميركية الجنوبية حيث كانوا لا يمتنعون عن تقديم العون للمجموعة، وكانوا يصلحون أي عطل يطرأ على الحافلة. وقامت المجموعة بحضور بعض المباريات في كأس العالم، وفي مدن مختلفة، حيث يشعر سيمون بخيبة الأمل لخروج فريقه المفضل إنجلترا، أما مورا فهي سعيدة للغاية بالأداء الذي يقدمه فريقها المفضل منتخب أميركا، وشارك في الرحلة منذ بدايتها 15 شخصاً من 14 جنسية مختلفة، وكان البعض منهم يقوم بالقيادة، بينما اكتفى البعض الآخر بدور الملاحة البرية. وقال سيمون إنه قبل بداية الرحلة كان الجميع يحذره من المخاطر التي تصادفهم في الطريق، ولكنهم اختاروا المغامرة وعلى الرغم من الصعوبات التي صادفت المجموعة، إلا أنه كان سعيداً بحجم الود في الاستقبال الذي كانوا يحظون به في مختلف المناطق التي مروا من خلالها، حيث كان الناس ودودين ويعرضون المساعدة بقدر الإمكان. وعن الهدف القادم وهل لديهم النية في تكرار التجربة مثل الذهاب عن طريق البر لحضور كأس العالم 2018 في روسيا، قالت مورا إن الوقت لا يزال مبكراً للتفكير في مونديال روسيا، ولكن التجربة كانت جميلة، وأنها هي إضافة إلى المجموعة التي وصلت إلى البرازيل متشوقين، لتكرار الرحلة سواء إلى مونديال روسيا أو أي أحداث أخرى. وقامت المجموعة بإنشاء صفحة خاصة على «الفيس بوك»، لتوثيق أحداث الرحلة والحكايات والغرائب التي عاشوها خلال هذه المدة، كما أنهم يقومون بإشراك أصدقائهم بالصور ومقاطع الفيديو التي تروي لهم تفاصيل الرحلة الطويلة والممتعة في نفس الوقت. وعن الكتابات المنتشرة على السطح الخارجي للحافلة، قالت مورا إنها تواقيع من الأشخاص الذين قاموا بمساعدة المجموعة في هذه الرحلة الطويلة، وستبقى هذه التوقيعات والأسماء على الحافلة كما هي، حتى توثق المغامرة بكل رموزها وتفاصيلها. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©