عواصم-وكالات الأنباء:فشلت الولايات المتحدة في كسب التأييد لحملتها من أجل فرض عقوبات دولية على إيران بسبب برنامجها النووي في اجتماع للقوى الكبرى عقد مساء الثلاثاء في موسكو، وحال انقسام القوى الكبرى حول الملف النووي الايراني دون اتفاق سريع على فرض عقوبات محتملة،لكنهم اتفقوا على اعتبار ان 'ايران قد تخطت الحدود التي وضعتها المجموعة الدولية'·في وقت ناقش المديرون السياسيون لدول مجموعة الثماني القضية أمس في العاصمة الروسية·
وأخفق ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في التوصل الى تفاهم،وسعت موسكو الى التخفيف من وطأة الفشل والضغوط،فيما أكدت روسيا ثباتها على موقفها برفض أي عمل عسكري ضد ايران ·
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس 'لم يتخذ أي قرار' لكنه أشار إلى ان ذلك 'لم يكن هدف' اللقاء، في ظل طلب المشاركين مجددا من ايران وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم·
وأكد في ختام لقاء مع نظيره النيوزيلاندي ونستون بيترز 'ليس هناك اي وثيقة نهائية ولم نخرج بنتيجة حاسمة وأن البلدان الستة باتت في انتظار تقرير يقدمه محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
وأضاف الوزير الروسي 'كل المشاركين في لقاء الامس اتفقوا على انه تجب مطالبة ايران بإجراءات بناءة طارئة ردا على قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية'·وتابع ان 'هذا القرار ينص على ضرورة حصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على رد حول الانشطة النووية السابقة لايران وكذلك دعوة لطهران لوقف الاعمال المرتبطة بالتخصيب'· وأعلن رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالوئيفسكي أمس ان روسيا 'لن تشارك بقواتها مع اي جانب' في حال حصول تدخل عسكري في ايران·
وقال بالوئيفسكي للصحافيين 'ان روسيا لن تشارك، على الاقل طالما بقيت رئيسا للاركان، بقواتها المسلحة الى جانب أي طرف'، مضيفا 'تماما كما حدث في افغانستان'، في اشارة الى العملية التي نفذتها قوات التحالف بقيادة اميركية ضد حركة طالبان في خريف2001 ،وتابع 'أرى من وجهة نظري ان أي حل عسكري للمشكلة الايرانية سيكون خطأ سياسيا وعسكريا·
ومنذ مساء الثلاثاء صعد الأميركيون من لهجتهم، ُّأعلن المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية نيكولا بيرنز في موسكو أمس ان الولايات المتحدة دعت روسيا وكل الدول الاخرى الى وقف كل تعاون نووي مع ايران، بما فيه ما يتعلق بمفاعل بوشهر الذي يبنيه الروس في ايران·
وقال 'نعتقد انه من المهم ان توقف كل الدول تعاونها مع ايران في المجال النووي، حتى في ما يتعلق بالمشاريع النووية المدنية مثل مفاعل بوشهر'·وأكد ان واشنطن تعلم ان ايران 'تحاول سرا الحصول على قنبلة نووية'·
واتهم ايران 'بتمويل العديد من المجموعات الارهابية الرئيسية في الشرق الاوسط'، وقال ان 'ايران بطرق عدة هي الممول المركزي للارهاب في الشرق الاوسط'· وأضاف لشبكة تلفزيون سي·بي·إس نيوز' أمس أن تلك الدول متفقة على ضرورة أن 'تسمع إيران رسالة قوية من المجتمع الدولي'· وقال بيرنز ان 'سياستنا هي الاستمرار في الضغط على الايرانيين لنرى ما اذا كنا قادرين على اعادتهم الى الوراء'·
من جهته،صرح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس بأن الوقت قد حان 'لتوجيه رسالة واضحة وموحدة' لايران وان 'لم يكن الغزو العسكري مطروحا'·وقال في جلسة مساءلة امام مجلس العموم ان الرئيس الاميركي جورج بوش معه مع ذلك 'كل الحق' في عدم استبعاد اي خيار·وأوضح انه 'في الوقت الذي يتحدث الرئيس الايراني عن ازالة اسرائيل من الخارطة ويتطوع شبان للقيام باعتداءات انتحارية ضد أهداف اميركية وبريطانية واسرائيلية بموافقة ضمنية من النظام الايراني ان لم يكن بتحريض منه فإنني لا أعتقد انه وقت توجيه رسائل ضعف'·
وأضاف ان رسالة المجتمع الدولي يجب على العكس ان تدفع طهران الى 'التوقف (عن مخالفة الشرعية الدولية بشأن المسألة النووية) والتوقف عن تمويل الانشطة الارهابية في العالم أجمع والعودة الى التزاماتها الدولية'·
وأدلى وزير خارجيته جاك سترو من الرياض أمس بتعليق أكثر تفاؤلا، معتبرا ان طهران لا تستطيع احداث انقسام في المجتمع الدولي·وقال 'في كل مرحلة راهن الايرانيون على إمكان احداث انقسام في المجتمع الدولي، وفي كل مرحلة وبفضل جهود كبيرة، انتهى الامر بوحدة اكبر للمجتمع الدولي'·
وقال انه لا يعتقد ان الولايات المتحدة قد تتدخل عسكريا ضد ايران من أجل وضع حد لبرنامجها النووي، ولو انها 'لم تستبعد أيا من الخيارات'·مضيفا ان الولايات المتحدة 'لم تستبعد ايا من الخيارات عن الطاولة، ولكن عمليا، فان الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس يتابعان الجهود الدبلوماسية بالاندفاع نفسه مثل الاوروبيين وروسيا والصين'·
ورد على سؤال عما سيكون موقف بلاده في حال شنت واشنطن ضربة عسكرية على ايران قائلا 'لن أناقش فرضيات لا أعتقد أصلا انها ستحصل'·ورجح أن يعاد الموضوع الى مجلس الأمن ·
وحذرنظيره وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس من اي انقسام داخل المجتمع الدولي، مشددا على دور الصين وروسيا·وقال الوزير الفرنسي 'اما ان يتوحد المجتمع الدولي وتصبح الصين وروسيا معنا، وفي هذه الحالة سيرد الايرانيون: 'لا نستطيع ان نكون معزولين'، وإما ان لا يتوحد الامر الذي سيعني بشكل كبير للايرانيين الاستمرار في سياستهم·
وفي موسكو كما في عواصم اخرى، برزت مساع لتهدئة الاجواء من خلال التشديد على ضرورة انتظار رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اتخاذ اي موقف·وفي هذا السياق قال لافروف 'نحن مقتنعون بانه ينبغي انتظار تقرير المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي في نهاية الشهر لتبني موقف مشترك'·
وأضاف لافروف 'نعتبر ان من الضروري مناقشة (القضية) اولا داخل مجلس حكام الوكالة الذرية ، وبعدها فقط بحثها في مجلس الامن'·وتابع 'كل المشاركين في لقاء الامس اتفقوا على انه يجب مطالبة ايران بإجراءات بناءة طارئة ردا على قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية'· وقال مسؤول امريكي
وذكر مسؤول أمريكي أن بيرنز أبلغ مسؤولين كبارا من روسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا انه يجب فرض عقوبات على ايران خاصة بعد ان أعلنت طهران الاسبوع الماضي انها تهدف الى انتاج اليورانيوم لاغراض الصناعة·وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كيسي في واشنطن بعد ان أحاطه مسؤولون امريكيون علما بالاجتماع ان روسيا والصين تعارضان فرض عقوبات وان الاطراف لم تتوصل الى اجماع في موسكو·
وعقد المدراء السياسيون من دول مجموعة الثماني اجتماعا في موسكو صباح أمس للاعداد لقمة سان بطرسبورغ في يوليو المقبل،تطرق مجددا الى المفاوضات الصعبة حول ايران·
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندري كريفتسوف ان 'الاجتماع شهد محادثات مخصصة مبدئيا لقمة مجموعة الثماني' ولم يشر الى ان المجتمعين تناولوا موضوع ايران'· مؤكدا ان 'مسألة ايران بحثت ايضا·
عدد اليوم
