الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في عينيكَ خدشٌ غريب

في عينيكَ خدشٌ غريب
10 يونيو 2015 21:30
في عينيكَ خدشٌ غريب أدعوهُ أنا لوناً غربيّاً تختار الأحمرَ والأصفر وشرقيّاً الأحمرَ والأبيض إذا انقلبتْ الشّعوبُ كلُّها إلى اللّون الأحمر فما سيبقى من قوس قُزَح؟ كمْ هو الرمش شيّقٌ وشبيهٌ بالشمس! يا لحنينِ دبَوسِ اليشَب! إنّني أعلّمكَ السّفرَ اليتيم من الهجرة المعلّقة إلى الانجراف البلّوريّ تُمزّق الرغبةُ الطائرةُ المسافةَ فانتمِ إلى الاختلاف الذي لا رجوع منه كذلك هو الغناءُ الفخمُ لكلِّ سكْرة *** الحدودُ بين بلدٍ وآخرَ غير مرئية هكذا أقطِّع لغتكَ ولا أضيع اِنتم إلى الرنين الوحشيّ لكلمةِ «بربريّ» (*) لو عرفتَ اختلافَ الاختلاف لحملكَ عالياً فرحُكَ الدوّار لو تعلّمتَ أبجديّةَ الآخر لغمرتكَ بالزّبَدِ لغةُ أعراقكَ لا شيءَ يضاهي كلمةَ «بربريّ» المقذوفةَ مثلَ سيفٍ على الرمل ناهضاً تَعلَّمْ رشاقةَ لغتي *** كيف يكون كاتبٌ ممكناً الكاتب الجيّد يُغري أوّلاً ويقدّم السمَّ بعد ذلك وفي أثناء الكتابة يسمُّ نفسه كيف يكون قارئ ٌممكناً القارئ الجيّد يتجرّع السمّ ولكنّه من النشوة لا يموت بل يهيّئ سمّاً أنقى ويبلّ به فكرَ قرّاءٍ آخرين كيف يكون كتابٌ ممكناً؟ الكتاب الجيّد يتبع التّرحالَ الأعظم يخطّ توقيعاً يتيماً وينفصل عن لذّته الجوّانيّة كاتبٌ جيّدٌ قارئٌ جيّدٌ كتابٌ جيٌد هذا هو أيضاً فضيلةٌ طبقية خُطَّ بالأظافر شهوتَك الشفّافة *** تتأرجح الصّورة الصّافية بين مرآتين ما يتبقّى يغطس في اللّذة المبعَدة وإلّا فكيف نفاجئُ نوتةَ القياثِر؟ لا حدثَ سيغطّي تيهي كان بالأمس معطىً لي أن أركبَ الرّيح اليوم معطىً لي أن أقْلبَ التّاريخ طائراً صَعّدِ انزلاقَ سهمَك. (*) مفرد «برابرة» (المترجم). (**) مختارات من كتاب «المناضل الطبقيّ على الطريقة التاويّة» ترجمة: كاظم جهاد، دار توبقال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©