الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجوة بين الآباء والأبناء

20 ابريل 2006

كثيراً ما نتعرض في حياتنا لمواقف نكون في حاجة ماسة الى شخص قريب منا يفهمنا ويرشدنا ويأخذنا من الظلمة لينقلنا إلى النور، وكم يتمنى الابن ان يكون هذا الشخص والده أو والدته، ولكن يا لحسرة بعض الأبناء الذين تكون علاقتهم بوالديهم علاقة سطحية جداً فقد يظن الأب ان توفير المال لأسرته هي الوظيفة الوحيدة له كأب، بينما تظن الأم ان مهمتها الأولى والأخيرة هي اعداد الطعام وغسل الملابس وغيرها من الأعمال المنزلية دون الالتفات 'من كلا الطرفين' الى ما يجول في خواطر أبنائهم من هموم وأحزان أو قد تكون مواقف سعيدة حدثت للابن يود ان يشاطر والديه فرحته ولكن ما من آذان صاغية تخفف عن الابن همه أو تشاركه فرحته فالوالدان منهمكان في أعمالهما وبالتالي تكون هناك فجوة بين الأبناء والآباء·
قد يخفق الابن أحياناً في دراسته أو يرتكب خطأ ما، وعندها تقوم القيامة في البيت ويباشر الاب في توبيخ ابنه أو قد يتطور الوضع أحيانا الى الضرب وتقوم الأم بدورها بتوجيه الاتهامات والكلمات القاسية التي يتلقاها الابن كسهام مسمومة في صدره أو ان يقوم الوالدان بمعايرته بابن الجيران الناجح المثالي المتفوق، فيزداد الأمر سوءاً أكثر فأكثر· والنتيجة تعقد الابن نفسيا من الدراسة فيكرهها ويفقد ثقته بنفسه أو قد يعاند ويصر في ارتكاب الخطأ· وبدلاً من ذلك كله فإن الابن في هذه الحالة يحتاج الى من يرشده الى الطريق الصواب بكلمة طيبة حسنة، ونقاش اسري يتوصلون من خلاله الى حل للمشكلة، فيساعد هذا النقاش الابن على ادراك ان ما قام به خطأ وعليه ان يتجنب ارتكابه مرة أخرى، وفي هذه الحالة يتقبل الابن النصيحة بصدر رحب ويحاول قدر المستطاع الا يقع في نفس الخطأ حياء واحتراما وحباً لوالديه اللذين تفهما خطأه في المرة الأولى· مشكلة الفجوة بين الأبناء والآباء مشكلة اجتماعية تعاني منها كثير من الأسر في مجتمعاتنا فهي حقيقة وليست من نسج الخيال ويمكن حلها من خلال استلام كل من الأم والأب وظيفته الأساسية في الأسرة، وهي ان يكون للأب الدور الريادي في البيت فيرشد أبناءه الى الطريق الصواب الذي يوصلهم الى النجاح في حياتهم وعقد اجتماعات عائلية تعزز وصال التفاهم بين أفراد الأسرة، فيشارك كل فرد عائلته أفراحه وهمومه وعقباته التي يواجهها في حياته فيخففون عنه ويحملون عنه الثقل ويشاركونه فرحته وينصحونه اذا احتاج الى نصيحة تفيده في حياته· أما بالنسبة للأم فيجب ان تكون النبع الذي يفيض حباً وحناناً لكل فرد من أفراد عائلتها والملجأ الذي يعود اليه الأبناء اذا ضاقت عليهم الدنيا فتنير لهم حياتهم وتشجعهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم في الحياة وتعزز ثقتهم بأنفسهم وبذلك تصبح العلاقة بين الأبناء والآباء علاقة حب وتفاهم وتآزر·
نورة النيادي
جامعة الإمارات
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©