أعلن الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسى أنه «يتنازل عن نصف راتبه ونصف ممتلكاته لمصر». وأضاف السيسي خلال الاحتفال، بخريجي 6 دفعات جديدة من الضباط المقاتلين والمتخصصين بالكلية الحربية،: «لن أحصل إلا على نصف راتبي، وأتنازل عن نصف ثروتي للدولة»، مؤكداً أن أحداً لن يحصل على أكثر من الحد الأقصى للأجور. وتابع أنه في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد ، لا يمكن اعتماد العجز في مشروع الموازنة هذا العام الذي يصل إلى أكثر من تريليوني جنيه.
وقال السيسي: «كان هناك أمس نقاش مع السيد رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير التخطيط ونخبة من الوزراء حول موازنة عام 2014-2015 .. أنا قلت لا أستطيع الموافقة عليها.. وجدت عجز الموازنة يزيد.. قلت نراجع الموازنة لأنني لا أستطيع تحمل الموافقة عليها بهذا العجز.. (الذي) يعني وصول الدين العام للبلاد إلى أكثر من تريليوني جنيه». وقال السيسي: «إحنا عندنا إجراءات محتاجين ناخدها ونيجي على نفسنا شوية».
ولم يكشف عن هذه الإجراءات. لكنه أكد ضرورة وجود «تضحيات حقيقية» من المصريين داخل البلاد وخارجها. وقال «هل نقدر أن نجد مساهمة من المصريين في الداخل والخارج؟ اللي قادر من دون ضغط ومن دون حرج. أنا باحصل على مرتب الحد الأقصى، وهو مبلغ 42 ألفاً.. لن آخذ نصفه. وسأتنازل عن نصف ممتلكاتي من أجل مصر». وشدد السيسي على خطورة تفاقم الدين العام قائلاً: «أنا عايز أخلي بالي من ولادي الجايين ونسيب (نترك) لهم حاجة كويسة.. كده مش هنسيب لهم حاجة.. لو فضل الدين يتزايد بالشكل ده مش هنسيب حاجة كويسة».
وأشار إلى أن العجز في الموازنة هذا العام يصل إلى تريليوني جنيه، وأن العشرة أشهر الماضية كانت مصر تعتمد على أشقائها العرب، وتساءل السيسي «لحد إمتى هنفضل كده؟».
وأضاف :«بصراحة مش هقدر ألبي مطلباً فئوياً واحداً»، وأوضح أن «مصر تحتاج إلى إجراءات عاجلة من أجل إصلاح المنظومة الاقتصادية». وقال مصدر مسؤول في وزارة المالية في اتصال هاتفي مع (رويترز) أمس، مشترطاً عدم نشر اسمه: «نعم نقوم بتعديلات في الموازنة لتخفيض العجز إلى 10.5 بالمئة، من خلال خفض دعم الطاقة، وزيادة الإيرادات الضريبية». ورفض الخوض في أي تفاصيل حول الإيرادات الضريبية المتوقعة أو خطط خفض دعم الطاقة.
ووفي مجال آخر، أشار السيسي إلى أنه أبلغ مجلس الوزراء بعدم التدخل في شؤون القضاء، ومؤسسات الدولة، لن يقترب منها أحد، ولا يجوز التعليق على الأحكام، حتى ولو لم يتفهم الآخرون تلك الأحكام.
وجاء ذلك تعقيباً على ردود الفعل التي صدرت حيال الأحكام التي صدرت أمس الأول بحبس عدد من الصحفيين. وقال السيسي: «لن أتدخل في أحكام القضاء»، مشيراً إلى أنه يومياً يقوم بإجراء اتصالات في الساعة السابعة صباحاً مع الوزراء، وقال: «صباح يوم النطق بالحكم تحدثت مع وزير العدل، وأكدت له أننا لن نتدخل بأي شكل من الأشكال في أحكام القضاء».
وتابع: «لن نتدخل بالأحكام لأن القضاء المصري مستقل وشامخ، ولن يستطيع أحد أن يقترب من مؤسسات الدولة ولا يعلق عليها.. لازم (لابد أن) نحترم أحكام القضاء ولا نعلق عليها حتى لو الآخرون لم يتفهموا هذه الأحكام»، في إشارة إلى ردود الفعل الغربية. وقال: «إن الجيش المصري والشرطة هما صماما أمن البلد»، مشيراً إلى أن بلاده تواجه تحديات أمنية داخلية وخارجية. وشدد على أن المنطقة العربية بأكملها «أمانة»، وأضاف: «المؤسسة العسكرية تمثل الضمير الحر للوطنية المصرية»، مؤكداً أن مصر أمانة في رقاب الجميع.
ووجه الرئيس السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، التحية والتقدير لأسر طلاب الكلية الحربية الذين اعتبرهم «هدية لمصر»، مضيفاً: «أنا متشكر للأهالي ومصر كمان بتشكرهم». وقال الرئيس: «إنه يجب وضع الأجيال القادمة في اعتبارنا»، مضيفاً: «سنقوم بمراجعة الموازنة، ونحتاج إلى إصلاحات عاجلة، ولابد من تضحيات حقيقية من كل مصري ومصرية». وأضاف أن المطالب الفئوية لن تتحملها البلد، قائلاً: «ظروفنا صعبة، وبتأسف للحديث عنها»، كما وجه التحية لأرواح الشهداء من الجيش والشرطة والشعب المصري.
وقال السيسي: «إن الجيش والشرطة عماد مصر، والمنطقة أمانة في رقبتنا كلنا»، مضيفاً: «إن الجيش هو الضمير الحر للوطنية المصرية».
من جانب اخر أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، استقلال القضاء المصري الكامل، مشيراً إلى ضرورة عدم إغفال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كحقوق أساسية للإنسان.
وأعرب السيسى، خلال لقائه أمس وفداً من مجلس النواب الإيطالي، والذي تطرق إلى عدد من الأحكام الصادرة مؤخراً عن المحاكم المصرية، عن تطلعه إلى دعم أوروبي ملموس لحقوق الإنسان المصري الاقتصادية والاجتماعية.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، فاير يتسيو شيكيتو: «إن بلاده تعتزم أثناء رئاستها للاتحاد الأوروبي العمل على تقديم دعم واسع لمصر، لاسيما فيما يتعلق بقطاعي الإسكان والصحة». وكان الوفد البرلماني الأوروبي قد وصل إلى القاهرة مساء أمس الأول قادماً من روما، في زيارة إلى مصر تستغرق أربعة أيام.
وصرحت مصادر دبلوماسية، كانت في استقبال الوفد، بأن الوفد الإيطالي سيلتقي خلال زيارته عدداً من كبار المسؤولين والشخصيات، لبحث التطورات الأخيرة بالمنطقة، خاصة الأزمتين السورية والليبية وعملية السلام، إضافة إلى الأوضاع في ليبيا، مع بحث دعم علاقات التعاون بين مصر وإيطاليا، على ضوء الإنجاز الذي تم بالانتخابات الرئاسية بمصر، والاستعدادات الحالية لتنفيذ المرحلة الثالثة من خريطة المستقبل، بإجراء الانتخابات البرلمانية. (القاهرة - وكالات)
عدد اليوم
