الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

4600 لاجئ سوري في مخيمات تركيا وروايات عن «مجازر»

4600 لاجئ سوري في مخيمات تركيا وروايات عن «مجازر»
11 يونيو 2011 23:42
دمشق، أنقرة (وكالات) - تدفق المزيد من اللاجئين السوريين أمس إلى المخيمات على الحدود التركية هرباً من أعمال القمع، حيث أكدت السلطات ارتفاع عددهم إلى 4600، وسط توقع المزيد لاسيما مع تمركز الجيش السوري بآلياته العسكرية عند مداخل مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب استعداداً لحملة مداهمات ضخمة، وتأكيد ناشطين أن المدينة باتت شبه خالية من السكان. وأفادت مصادر تركية رسمية بأن حوالى 300 نازح سوري وصلوا أمس إلى الحدود، ما يرفع إلى 4600 عدد اللاجئين حتى الآن. وأشارت إلى أن النازحين الذين يرتفع عددهم ساعة بعد ساعة يتم ايواؤهم في مخيمين ببلدة يايلاداجي بمحافظة هاتاي، بينما يتم نقل الجرحى الى المستشفيات لتلقي العلاج. وبدأ الهلال الأحمر التركي إقامة مخيمين آخرين في بلدتي التينوزوي وبوينيوجون لإيواء 4 إلى 5 آلاف لاجئ آخرين وفق ما أكد مسعفون محليون. كما أقامت السلطات مستشفى ميداناً في يايلاداغي للإسعافات الأولية، وقالت “إن مختبرا نقالا ومعدات طبية، منها اجهزة تصوير بالاشعة سترسل الى المنطقة”. وتمت تغطية سياجات المخيمات لمنع الصحفيين من التقاط صور داخلها. ومنع الصحفيون من الدخول في اطار رغبة الحكومة التركية في مراقبة المعلومات التي تنشر بشأن الأزمة. وقال المسؤول الكبير في الخارجية التركية، هاليت جيفيك، “إن بلاده اتخذت كل التدابير اللازمة لاستقبال اللاجئين السوريين”، لكنه رفض كشف تقديرات السلطات حول عدد اللاجئين الجدد المتوقع وصولهم في الأيام المقبلة. إلى ذلك، نسبت وكالة “فرانس برس” إلى ناشط حقوقي قوله “إن الجيش السوري تمركز عند مشارف مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، حيث التوتر كبير وسط توقع اقتحام المدينة في أي لحظة، وأضاف “ان معظم السكان رحلوا باتجاه الحدود التركية القريبة، والمدينة التي يبلغ تعدادها نحو 50 ألف نسمة، شبه خالية تقريباً، وهناك 4 إلى 5 آلاف شخص يريدون الهرب ايضا الى تركيا”. وقال أحد سكان القرى لـ”فرانس برس” “إن القوات المتقدمة باتجاه المنطقة قصفت القرى المحيطة، واشعلت النار في حقول القمح في قرية الزيارة جنوب شرقي جسر الشغور”. وقال لاجئ عبر الحدود الى تركيا “إن جسر الشغور خالية فعليا.. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف”. وقال آخر يبلغ من العمر 40 عاماً، وهو مصاب برصاصة في فخذه، “إن بعض قوات الأمن انشقت، ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم.. إنهم يطلقون النار على بعضهم”. وقال عامل إغاثة سوري في أحد مستشفيات مدينة إنطاكيا التركية عرف عن نفسه باسم نبيل لـ”رويترز” “إنه سمع ضجيج المروحيات ورأى جمجمة تنشطر الى شطرين قبل ان يسقط مصابا برصاصة في ظهره في جسر الشغور”. وأضاف “نعم شاهدت الجرحى بالمئات، وعشرات القتلى، بل ربما مائة قتيل.. شاهدت جثة شجت جمجمتها نصفين، لابد أن ذلك كان نتيجة رصاصة متفجرة إذ كانت الجمجمة مفتوحة كالكتاب”. وأفاد ناشط يساعد في تنسيق حركة اللاجئين “إن آلافاً آخرين يتجمعون قرب الجانب السوري من الحدود التركية”، وقال الرجل الذي عرف نفسه باسم أبوفادي “منطقة الحدود تحولت عملياً إلى منطقة عازلة.. الأسر أوت تحت الاشجار، وهناك ما بين 7 و10 آلاف شخص هنا الآن”. وقال سوري عرف عن نفسه باسم أبو طلال (45 عاما)، بعد أن أقام مع أقاربه عند تلة تشرف على الحدود التركية، “الجميع غادر ولم يبق أحد في جسر الشغور.. قدمنا جميعنا إلى هنا ونحن ننتظر، إذا ساءت الأمور أكثر فسنعبر إلى تركيا”. وقال نازح آخر، وهو يشير بيده الى جانب من الأسلاك الشائكة يسهل اجتيازه، والمحاذية للطريق الذي يستخدمه عناصر الدرك التركي لدورياتهم، “قال لنا الاتراك اعبروا من هذا المكان في حال خطر داهم”. وقال رجل اربعيني رفض الكشف عن اسمه نازح من بلدة سرمانية “إن القوات السورية مدعومة بـ30 دبابة و60 مدرعة من الفرقة الرابعة، واطلقت الرصاص والقذائف”، وأضاف “ان الجثث كانت لا تزال في الشوارع”. وروى رجل خمسيني كانت معه امرأة دامعة العينين كيف تم تدمير قريته كمب العلمان، وقال “في قريتي كان هناك 40 منزلا، لقد دمروها بالكامل.. حتى اشجار الزيتون احرقوها”. وقال رجل مسن ملتحٍ “منذ يومين او ثلاثة كانوا يستعدون، وهذا الصباح هجموا من كل الجهات، واضرموا النار في كل شيء في المنازل والحقول والسيارات”. وقالت سيدة تضع غطاء رأس “لقد جئنا لاننا خفنا على حياتنا، وخفنا على شرفنا.. إنهم يغتصبون النساء هناك”. ووسط الجلبة اصر رجل يعتمر قبعة على التأكيد “كنت دائما مع حزب البعث لكن بعد الذي رايته لم يعد ذلك ممكنا”. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن شاهد عيان فر عبر الحدود إلى تركيا “ان القوات السورية استخدمت الدبابات في مهاجمة قرية على بعد 4 كيلومترات من جسر الشغور”. وأضاف “انه في حوالي الساعة السادسة صباحا الجمعة شاهد 40 دبابة تدخل القرية”، وتابع قائلا “إن اشخاصا قتلوا وان الجنود اشعلوا النار في حقول القمح ثم قطعوا اشجار الزيتون، وانه بعد الهجوم غادر قريته، وأخذ اسرته وفر الى تركيا”. ونقلت “فرانس برس” روايات أيضاً قالت إنها لـ”4 فارين من الجيش السوري” لجأوا الى الحدود التركية بعد رفضهم تنفيذ الأوامر. وقال أحدهم يدعى طه علوش محاولاً التخفي، وهو يعرض بطاقته العسكرية، ويكشف عن هويته، “إن القوات السورية قامت بفظائع في مدينة الرستن بمحافظة حمص دفعته الى الفرار”. وأضاف “قالوا لنا إن مسلحين موجودون هناك.. لكن عندما نقلونا تبين لنا أنهم مدنيون بسطاء، وأمرونا بأن نطلق النار عليهم”. وتابع قائلا “عندما كنا ندخل المنازل، كنا نطلق النار على جميع الموجودين فيها.. الصغار والكبار.. حصلت عمليات اغتصاب لنساء امام ازواجهن واطفالهن، وسقط نحو 700 قتيل”. وروى آخر عرف عن نفسه باسم محمد مروان، وهو مجند أيضاً في وحدة متمركزة في إدلب قائلاً “على مرأى مني، اخرج جندي محترف سكينا وغرسه في رأس مدني من دون أي سبب”. وأضاف “لقد طفح الكيل عندما اجتازت وحدتي قرية سراقب المجاورة عندما فتح الشبيحة الذين كانوا يرافقون الجنود النار على الناس فرميت بندقيتي وهربت”، موضحاً أن هذه المجزرة التي أسفرت عن 20 إلى 25 قتيلا وقعت في السابع من يونيو. وشهد آخر يدعى احمد خلف اعمال عنف في حمص، وقال “بعدما رأيت الطريقة التي يقتلون بها الناس، ادركت ان هذا النظام مستعد لقتل الجميع”. وأضاف أنه فكر مع رفقاء بالتمرد لكنه تراجع عن هذه الفكرة بسبب خطرها على حياتهم. وتابع قائلاً “يضعون قناصة على بعض النقاط المرتفعة.. عناصر شرطة بثياب مدنية أو عناصر من حزب الله، وعندما لا يطلق الجنود النار على المحتجين.. يقتلونهم”. وقال وليد خلف “قبلنا أراد ستة اشخاص ان يفروا فقتلهم قادتنا”، وأضاف أنه اختار الفرار مع ذلك بدلا من الدخول الى حمص. وقال “كنت اعرف انه اذا ما دخلناها فإننا سنقتل عددا كبيرا من الاشخاص.. سلكت مع فارين آخرين جميعا طرقا مختلفة”. وأضاف “جميع الجنود الذين أعرفهم هم متوترون.. إما أنهم يريدون الفرار وإما انهم يريدون تغيير مهنتهم، وفي نهاية المطاف سيذهب كل جندي لحماية عائلته”. أما رسمياً، فنسبت وكالة الأنباء السورية “سانا” الى مصدر عسكري قوله “إن وحدات من الجيش اعتقلت أمس مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في جسر الشغور وصادرت أسلحة ومتفجرات واجهزة تفجير”. وأوضحت “أن جماعة من الصحفيين والمصورين تعرضت لإطلاق نار ايضا امس من مجموعة من “الارهابيين” على مدخل جسر الشغور ولكن أحدا لم يصب. واضافت الوكالة “ان تنظيمات إرهابية قامت وبأعداد كبيرة مساء امس الاول بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الأمنية في معرة النعمان ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى، وأنه لدى قيام مروحيات الإسعاف بمهمة إجلاء القتلى والجرحى تعرضت لنيران غزيرة من التنظيمات المسلحة مما ادى إلى إصابة عدد من الأطقم بجروح”. لكن شهود عيان في معرة النعمان أكدوا مجدداً أمس “أن مروحيات عسكرية أطلقت نيران رشاشاتها على حشود تجمعت في المدينة امس الاول للمشاركة بتظاهرات “جمعة العشائر” التي أعلنت جمعيات حقوقية أنها اسفرت عن سقوط 36 قتيلا في انحاء سوريا”. ونسب شبكة “سي ان ان” الإخبارية الى ناشط يدعى فادي مصطفى صوفي قوله “إن 4 متظاهرين قتلوا في الهجوم على معرة النعمان”. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان استخدام المروحيات العسكرية في اطلاق النيران على المتظاهرين. ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد عيان قوله “حلقت 5 مروحيات على الأقل فوق معرة النعمان واطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات آلاف المحتجين”، وأضاف الشاهد الذي عرف نفسه باسم نواف “اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم لكن إطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية”. وقال ناشط آخر لـ”رويترز” “إنه اثناء الاحتجاج في معرة النعمان رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا، وبعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا”. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن “إن عددا من السكان ابلغوه أن قوات الأمن فرت من أحد مبانيها عندما شاهدت عددا كبيرا من المتظاهرين متجهاً نحوها”، وأضاف “ان المحتجين احتلوا المبنى قبل أن تطلق طائرات الهليكوبتر صاروخين عليه”. تظاهرتان في الجزائر وتونس احتجاجاً على القمع في سوريا الجزائر، تونس (وكالات) - تجمع عشرات المتظاهرين معظمهم سوريون أمام السفارة السورية في الجزائر امس تنديدا بقمع التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. وحمل المتظاهرون أعلاماً سورية وجزائرية واطلقوا شعارات منددة بالنظام السوري، كما حمل فتيان نعشا من كرتون علقت عليه صور ضحايا القمع وفي مقدمتهم الفتى حمزة الخطيب الذي قال ناشطون حقوقيون انه تعرض للتعذيب والقتل بيد الاجهزة الامنية. وفي العاصمة التونسية، تجمع ايضا عشرات المتظاهرين امس امام مبنى السفارة السورية احتجاجا على قمع التظاهرات من جانب النظام، وهتف المتظاهرون «لا سلفية، لا إرهاب، ثورتنا ثورة احرار» و«الشعب اختار، ارحل يا بشار». وحمل متظاهر سوري لافتة تحمل صور اطفال قتلوا خلال التظاهرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©