دبي ـــ بسام عبد السميع:
الجنود المجهولون·· رجالاً ونساء بذلوا العطاء والجهد حباً في الوطن وعشقاً في حبات رماله·· سهروا الليالي وواصلوا العمل ليتصل ليلهم بنهارهم·· شعارهم رفعة البلاد هي الأمل المنشود·· لم يسعوا إلى جائزة أو لقاء مسؤول أو التقرب من السلطة·
ولأن أحلامهم الصغيرة تكفيهم وتفانيهم في العمل يغدق عليهم راحة البــــــال، ذاع صيتهم خصوصاً ان هناك عيوناً ساهرة تراقب الكبير والصغير وتجزل العطاء لمن يستحقونه، كما تضرب بيد من حديد على أيدي المتجاوزين·
وجاء موسم الحصاد ليجنوا حبات عرقهم وسهرهم الليالي نصراً وتكريماً على أيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ضمن جوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز·
ورغم تلك اللفتة الرائعة وهذا التكريم الذي اصبح وساماً على صدور المكرمين·· إلا أن لبعضهم أمنيات ومتاعب تؤرق منامهم نضعها أمام متخذي القرار آملين في تحقيقها حتى تكتمل فرحتهم ويهنئون بالتكريم·
تقول خديجة عبدالوهاب القيلي اخصائية اجتماعية بقسم الكلى بمستشفى دبي، انها تعمل منذ 12 عاماً وحصلت على عدد من الدورات التدريبية بشأن التعامل مع المرضى صغاراً وكباراً من مرضى الفشل الكلوي،وأساليب التغذية لديهم·
وأوضحت انها تمنح المرضى اهتماماً ورعاية لما بعد أوقات الدوام الرسمي وان من يحب عمله سيحقق فيه السعادة والاحساس بفاعليته في المجتمع·
وعن تكريمها، أشارت إلى انها لم تعرف إلا قبل التكريم بساعات قليلة في نفس يوم التكريم وانه لم تكن هناك إشارات أو دلالات لذلك إلا اتصال سبق التكريم بأيام عن البيانات الخاصة بها كاملة دون أي ايضاح حتى يوم التكريم اخبروها بالذهاب إلى مكان التكريم دون الإعلان عن السبب·
وتقول جميلة سالم فرج احدى المكرمات من الجنود المجهولين بانها تعمل منذ 12 عاماً بمؤسسة الجمارك والموانئ وتساعد المراجعين والموظفين ويتركز عملها في تخليص إجراءات الاستيراد والتصدير ورغم ذلك لم تحصل على الترقية وتتساءل عن أسباب عدم ترقيتها رغم كفاءتها وأقدميتها وهل ستظل دون ترقية رغم تكريمها ضمن الجنود المجهولين·
ويشير محمد صالح محمد مراقب مواقف السيارات إلى أن الزحام وقلة المواقف من أبرز المشاكل التي تواجه هيئة الطرق والمواصلات·
ويوضح أن عمله يتحدد في تقديم الملاحظات والاقتراحات وتحرير المخالفات عبر تقرير شهري للدراسة والنظر، موضحا أن كل مراقب يتم تقييمه من جهة إدارته كل 3 شهور·
سيف يحتاج العلاج
أما سيف سلطان والبالغ من العمر 70 عاماً ويعمل حرفي بقرية التراث والغوص بدائرة السياحة، فيعاني من آلام بالركبتين وكان يعمل ساعات طويلة واليوم لا يعمل أكثر من منتصف النهار، وهو يحتاج العلاج ليستطيع مواصلة عمله وحياته·
صورة من التميز
يسكن بالشارقة ويعمل بدبي، جزء من ممارساتنا الحياتية لكن الاستثناء ان يكون لديه إعاقة بصرية كاملة ويعمل ببدالة القيادة العامة للشرطة·
إنه سعيد محمد خليفة السويدي احد الجنود المجهولين الذين تم تكريمهم الاسبوع الماضي، ويبلغ من العمر 32 عاماً وزوجته مدرسة علوم بالتعليم الأساسي، ولم يكن تكريمه حدثاً طارئاً وانما سبقته إشارات ودلالات احدثها بالجهد والتحمل والصبر، لقد ولد سعيد كامل الابصار، وفي العام الخامس بدأ ضعف الابصار ينتابه حتى العام السادس عشر صارت الإعاقة البصرية كاملة·
لم يستسلم السويدي للداء الذي أصابه ولكنه تمرد عليه ومارس حياته أفضل من كثيرين مبصرين وحصل على ذهبية رفع الاثقال في بطولة المعاقين لدول مجلس التعاون الخليجي عام 97 والفضية مع منتخب الشرطة عام ·98ويهوى الشعر والسياسة ومباريات كرة القدم· السويدي يشارك الأسبوع الجاري مع منتخب المكفوفين لكـــرة الهــــدف في بطولـــة مجــــلس التعاون المقامة حالياً بالبحرين· ويطالب السويدي بجهاز آلي ناطق يوضع بأجهزة الصرافة الآلي ليسهل للمكفوفين التعامل مع الصراف الآلي·ويتساءل عن حقوق المكفوفين في التوظيف بالدوائر الحكومية مؤكدا انها من الضروريات الهامة لحياتهم·
وعن عمله ببدالة الشرطة أوضح انه ذهب لمقابلة الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي منذ 9 سنوات وطلب فرصة عمل وكانت الاستجابة سريعة وتم تعيينه· السويدي يأمل ان يحترف العمل على أجهزة الكمبيوتر وقد التحق بكلية الإعلام بجامعة الشارقة لتتحقق فرصة المواقع القيادية مستقبلاً ولا ينسى ان يؤكد ان زوجته كانت وراء كل تفوق يحققه·
معايير الترشيح للجائزة
توجد عدة معايير يرشح على ضوءها الموظف لجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، وتندرج جميعاً تحت القدرة على التعامل والعطاء والاستمرار وبذل الجهد· وتبدأ من أداء الموظف وإنجازاته وما يمتلكه من مبادرة وقدرة على تقديم أفكار أو مقترحات أو أساليب عمل متميزة ومبدعة تساهم في تطوير الأداء، كما تتضمن هذه المعايير مدى التزامه مع المتعاملين من خارج الدائرة الحكومية وداخلها ومستوى المشاركة وتحمل المسؤولية، أما المشرفون المرشحون لجميع فئات التفوق الوظيفي فإن المهارات والقدرات الاشرافية وخاصة التخطيط والتنظيم والتعويض والتحفيز، تلعب دوراً أساسياً في الترشيح، أما الموظفون الجدد فتعد القدرة والرغبة في تعلم المهارات والجهد في الإطلاع على المعارف معياراً للاختيار·
عدد اليوم
