الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد ترفض طلباً أميركياً بتعويضات عن الاجتياح

11 يونيو 2011 23:43
بغداد (رويترز)- أبلغت الحكومة العراقية السفارة الأميركية أن وفد الكونجرس الأميركي الذي يزور العراق ليس محل ترحيب طالبة منه مغادرة البلد، وسط جدل داخل الأوساط السياسية العراقية فجره طلب وفد الكونجرس من بغداد دفع تعويض لواشنطن عن سنوات الحرب، منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وطالب نواب عراقيون ومسؤولون حكومة بلادهم ومجلس النواب العراقي بمطالبة أميركا بتعويض العراقيين، عن كافة الخسائر المادية والبشرية والكوارث التي تسببت بها للعراق منذ عام 1991 حتى يومنا هذا. وصرح مسؤولون عراقيون بأن دانا روهرباتشر العضو الجمهوري بالكونجرس أبلغ الصحفيين خلال زيارة أمس الأول، بأنه يتعين على بغداد سداد مليارات الدولارات التي أنفقتها واشنطن على الحرب في العراق. ولم يتسن الوصول لمسؤولي السفارة الاميركية في بغداد للتعليق. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن تصريحات روهرباتشر المذكورة تتسم بعدم المسؤولية. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص ليسوا محل ترحيب في العراق وأنهم يثيرون قضية مثيرة للجدل تؤثر على العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة. وأردف قائلا “إنهم يطلبون تعويضا عن الحرب والعراق غير ملتزم بدفع أي شيء لأي من الأشخاص الذين شاركوا في اجتياح العراق”، وقال إن روهرباتشر لم يبد هذا الرأي عندما التقى مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأضاف الدباغ أنه اتصل بالسفارة الأميركية في العراق عندما علم بتصريحات عضو الكونجرس في المؤتمر الصحفي، ولكن السفارة أبلغته بأن تصريح روهرباتشر يمثل رأيه الشخصي وليس الموقف الرسمي للولايات المتحدة، وقال إن اجتماعا برئاسة الرئيس العراقي جلال طالباني سيعقد هذا الأسبوع لبحث استمرار الوجود العسكري الأميركي في البلد بعد عام 2011 من بين قضايا أخرى. وكان ستة من أعضاء الكونجرس الأميركي عقدوا مؤتمرا صحفيا في مقر السفارة الأميركية ببغداد، طالبوا فيه الحكومة العراقية بدفع تعويضات خسائر الجيش الأميركي في العراق، وأشاروا إلى أن الحكومة الأميركية لا تستطيع تكبد مبالغ طائلة في ظل الوضع الاقتصادي الحرج. وانتقدت الكتلة العراقية البيضاء المنشقة عن القائمة العراقية مطالبة الدبلوماسية الأميركية بتعويضات عن خسائر القوات الأميركية في العراق، مؤكدة أنها ستجمع تواقيع أعضاء مجلس النواب لمطالبة الولايات المتحدة الأميركية بدفع تعويضات عن كافة الخسائر المادية والبشرية التي تسببت بها للعراق منذ عام 1991 حتى يومنا هذا. وقالت المتحدثة باسم العراقية البيضاء عالية نصيف إن “إدارات البيت الأبيض المتعاقبة تسببت بالعديد من الكوارث للعراق، منذ عهد جورج بوش الأب الذي عاقب الشعب العراقي عام 1991 على أمر لا ذنب له فيه بدلا من معاقبة النظام السابق، بدءا من الحرب التي نسفت البنى التحتية للعراق ومرورا بالحصار الاقتصادي الذي جعل هذا البلد النفطي يعيش مجاعة حقيقية”. وأضافت نصيف أن “إدارة بوش الابن قامت باجتياح العراق وتدمير ما تبقى من البنى التحتية فيه دون أن يطلب الشعب العراقي منها ذلك”، مشيرة إلى أن “أميركا قامت أيضا بنقل حربها على الإرهاب إلى الأراضي العراقية، مما تسبب بقتل الآلاف من العراقيين الأبرياء سواء برصاص الأميركيين أو بمفخخات التنظيمات الإرهابية”. وتابعت نصيف “بعد كل هذه المآسي المروعة لعقود يطالب عدد من أعضاء الكونجرس بلا خجل بتعويضات عن اجتياح قوات بلادهم للعراق، دون مراعاة مشاعر العراقيين الذين ذاقوا الويلات من سياسات الولايات المتحدة”. من جانبه، قال السياسي المستقل ورئيس مرصد الحريات والحقوق الدستورية في العراق حسين الفلوجي إن تصريح عضو الكونجرس، يكشف مدى ضعف الحكومة العراقية التي أصبحت عاجزة عن المطالبة بحق أبناء شعبها على ما تسبب به الاجتياح الأميركي، مما يجعلها في مواجهة شعبها. وأشار إلى أن “الولايات المتحدة وحلفاءها هم من اجتاحوا العراق، واحتلوا أرضه ودمروا مدنه، ونهبوا ثرواته وآثاره وحضارته دون أي مسوغ قانوني، وهذا ما أجبرهم على قبول الأمر الواقع باعتبارهم قوة احتلال وفق قرار مجلس الأمن 1483”، مضيفا أن هذا يحملهم مسؤولية الأضرار التي نتجت عن قرار الرئيس الأميركي السابق. وطالب “الحكومة العراقية ومجلس النواب بتبني المطالبة الشعبية بالتعويضات رسميا، أمام المحاكم والهيئات الدولية لمطالبة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بتعويض المدنيين العراقيين عن الخسائر التي لحقتهم نتيجة العمليات العسكرية منذ 2003، إضافة إلى إعادة البنى التحتية للدولة العراقية سواء من حيث التكاليف أو البناء وبأسرع وقت”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©