الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفجير انتحاري يهز ضاحية بيروت الجنوبية و«حزب الله» يتهم «داعش»

تفجير انتحاري يهز ضاحية بيروت الجنوبية و«حزب الله» يتهم «داعش»
25 يونيو 2014 02:35
خرق مهاجم انتحاري حالة التأهب القصوى المعلنة في لبنان وفجر سيارته الملغومة قرب نقطة تفتيش للجيش عند مدخل ضاحية بيروت الجنوبية منتصف ليل الاثنين، مما أسفر عن مقتل مفتش في الأمن العام، وإصابة 19 شخصا بجروح معظمهم كانوا يشاهدون مباراة في كأس العالم لكرة القدم في أحد المقاهي. واستنكر رئيس الوزراء تمام سلام التفجير، ووصفه بأنه إرهابي وبشع، ودعا اللبنانيين إلى اليقظة والوعي وقطع الطريق على العابثين بالأمن ومحاولات زرع بذور الشقاق بينهم. بينما وجه «حزب الله» أصابع الاتهام إلى ما وصفه بـ«التكفيريين الداعشيين»، وقال «إن الذي يجري في العراق ليس بعيدا عما يجري الآن في لبنان». واعلن الجيش اللبناني في بيان «انه عند الساعة 23.40 من ليل الاثنين أقدم أحد الانتحاريين وهو يقود سيارة نوع مرسيدس 300 لون أبيض على تفجير نفسه بالقرب من حاجز عسكري عند مدخل منطقة الشياح بين مستديرتي الطيونة وشاتيلا، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح مختلفة وفقدان مفتش من المديرية العامة للأمن العام». وقال مصدر أمني في وقت لاحق «إن المفتش الثاني في الأمن العام ويدعى عبد الكريم حدرج قتل في التفجير، لكن الإعلان رسميا عن وفاته ينتظر انجاز فحوص الحمض النووي لأنه لم يعثر على جثة كاملة، بل أشلاء». وتأكدت الأنباء عن مقتل حدرج بعد تصريحات أدلى بها زميله في الأمن العام علي جابر الذي أصيب أيضا بسبب الانفجار، قائلا انه كان برفقته لحظة وقوعه. وقال مصدر أمني «إن حدرج وجابر كانا يمران في المنطقة التي وقع فيها الانفجار، واشتبها بسيارة تتقدم بعكس السير قبل أن تتوقف في منتصف الطريق، ويترجل منها شخص، فأوقفاه وسألاه عن سبب توقفه بهذا الشكل، فأجابهما أن مفتاح السيارة انكسر ولم يعد قادرا على تشغيلها، لكنهما لم يقتنعا، وطلبا منه أوراقه. وأضاف المصدر «أن الاشتباه بالشخص دفع جابر للتوجه نحو حاجز الجيش لإبلاغ عناصره وطلب المساندة، بينما بقي حدرج بجانب الانتحاري ليحول دون هروبه، وبعدما سار جابر مسافة نحو 30 مترا وقع الانفجار. وتابع قائلا «إن حدرج افتدى سكان المنطقة»، معتبرا انه «لو أتيح للانتحاري أن يصل إلى أي تجمع عسكري أو سكاني، لوقعت كارثة»، لافتا إلى أن تقديرات الجيش تشير إلى أن السيارة فخخت بنحو 25 كيلوجراماً من المواد المتفجرة. وقال احد أقارب حدرج «عبد الكريم حمى المنطقة ونجاها من مجزرة كانت ستودي بعشرات القتلى»، مشيرا إلى أن المقهى القريب من مكان الانفجار كان مكتظا بنحو مئتي شخص يتابعون مباراة البرازيل والكاميرون». وقال مسؤول «الأمن العام يعتبر أن حدرج افتدى سكان المنطقة حيث يقيم مع أهله..لو أتيح للانتحاري أن يصل إلى أي تجمع عسكري أو سكاني، لوقعت كارثة». وقال ايلي رفيق الشابين جابر وحدرج «كان عبد الكريم خلوقا، يحب الناس والناس يحبونه». وتقبلت عائلة حدرج المتحدر من بلدة البازورية في جنوب لبنان، التعازي في مقبرة روضة الشهيدين في الشياح، علما بأن وفاته لم تعلن رسميا بعد في انتظار إنجاز فحوص الحمض النووي، بعدما أدى قربه من مكان الانفجار إلى تناثر جثته أشلاء. ورفض والده فضل التحدث إلى وسائل الإعلام، متمتما بصوت خفيض «عبد الكريم بطل..أنا فخور به». وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بصورة لحدرج. وقال قريب له «هو عريس يجب أن نزفه. رغم ذلك..ثمة حرقة في القلب». وأظهرت لقطات لتلفزيون «رويترز» حطاما أسود نتيجة الحريق يحيط بها سيارات متضررة. وتحطمت النوافذ في المباني القريبة من الانفجار. وقالت منى أيوب المسؤولة عن إدارة الطوارئ بمستشفى الساحل «نحن استقبلنا 11 حالة إصاباتهم طفيفة وتمت معالجة الجميع وإرسالهم على بيوتهم، وهناك حالة طارئة واحدة دخلت غرفة العمليات». وكانت القوى الأمنية اللبنانية أعلنت حالة التأهب القصوى منذ أن قتل انتحاري شخصا وأصاب 37 آخرين يوم الجمعة الماضي في منطقة ضهر البيدر شرق لبنان، في هجوم نجا منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وقال مصدر امني قبيل وقوع الانفجار ليل الإثنين «إن قوات الأمن كانت تطارد اثنين من الانتحاريين المحتملين في بيروت». إلى ذلك، استنكر رئيس الوزراء اللبناني التفجير، ووصفه بأنه إرهابي وبشع، ودعا اللبنانيين إلى اليقظة والوعي وقطع الطريق على العابثين بالأمن ومحاولات زرع بذور الشقاق بينهم». وقال «إن هذا العمل الإجرامي الذي استهدف مدنيين أبرياء في منطقة سكنية آمنة، هو محاولة مكشوفة لزعزعة استقرار لبنان وضرب وحدته الوطنية، بل والعبث بأسس الكيان، عبر استيراد الفتنة المذهبية التي تدور رحاها للأسف في جوارنا الإقليمي». وأضاف «أن لبنان ليس صندوق بريد لأحد، ولن يكون ساحة للعبث الطائفي أو المذهبي، وهذه المخططات ستبوء حتما بالفشل بفضل حكمة اللبنانيين وقواهم الفاعلة المطالبة اليوم بأن ترتقي إلى مستوى المرحلة الراهنة وما تطرحه من تحديات متعددة الأشكال، عبر تحصين البلاد بخطوات سياسية أولاها تفعيل عمل المؤسسات الدستورية لتمكينها من القيام بعملها، وعدم التلكؤ تحت أي ذريعة كانت في انتخاب رئيس للجمهورية». ودعا سلام اللبنانيين إلى عدم الاستسلام للمخاوف، وقال «إذا كانت أجهزتنا الأمنية، بل وأقوى الأجهزة في العالم، غير قادرة على إقفال كل المسارب التي يمكن أن يتسلل عبرها الإرهاب الأسود، فإنها قادرة بالتأكيد على إحباط خطط هذا الإرهاب وإفشال استهدافاته، وضمان مستوى عال من الحصانة الوطنية بما يطمئن اللبنانيين إلى حاضرهم وسلامة عيشهم». وطلب خلال سلسلة اتصالات لمتابعة الوضع الأمني شملت نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقادة الأجهزة الأمنية، التشدد في الإجراءات والخطط الأمنية التي ينفذونها وعدم التهاون في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين وجلبهم إلى العدالة. وشدد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أمس على أهمية استكمال الخطة الأمنية في كل المناطق اللبنانية بشكل جدي وثابت ومستمر لإفشال أي مخطط يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وقال اثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري إن استعدادات الأجهزة الأمنية وجديتها هي التي أفشلت العمليتين الانتحاريتين الأخيرتين في ضهر البيدر شرقا والطيونة في بيروت، وأضاف أن وعي الناس ومتابعة الأجهزة وتضييق الحركة على الإرهابيين حمى كثيرا من اللبنانيين الذين كان يمكن أن يصيبهم الأذى من الانفجارين. وقال نائب «حزب الله» في البرلمان اللبناني علي عمار «الذي يجري في العراق ليس بعيدا عما يجري الآن في لبنان، لكن لبنان لا يسمح بتمدد الداعشيين (في إشارة إلى مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) في الداخل»، وأضاف «أن التكفيريين بعدما هزموا في سوريا، يحاولون فتح جبهات جديدة، لكن الظروف في لبنان لا تسمح لهم أن يتصرفوا هنا كما يتصرفون في العراق». وقال النائب علي مقداد عضو «حزب الله» الذي زار الجرحى في المستشفى «نعم هذا جزء من هذا المشروع..المشروع الداعشي في المنطقة..لبنان اليوم هو جزء من هذه المنطقة التي يضرب فيها الإرهاب..وهذا الشرق الأوسط الذي يريدونه شرقا مشتعلا ينفذه بعض الإرهابيين اليوم بقتلهم أنفسهم لكي يقتلوا وطنا بكامله». (بيروت - وكالات) «الجامعة» تدين التفجير دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، بشدة التفجير الإجرامي الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية الليلة قبل الماضية، وأكد في بيان وقوف الجامعة الكامل مع لبنان دولة وشعباً في هذه المرحلة المهمة التي يمر بها، داعياً الأطراف اللبنانية كافة إلى الاصطفاف سوياً لمحاربة الإرهاب بصوره وأشكاله كافة. وقال «إن هذه الجريمة الإرهابية محاولة أخرى لاستهداف السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار والأمن في لبنان، لا سيما في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة». مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تنفيذ التعهدات الدولية لدعم الجيش اللبناني، وتعزيز قدراته على مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجه أمن لبنان واستقراره. (القاهرة - وكالات) قاضٍ لبناني يطلب الإعدام لمتهمين من «جبهة النصرة» طلب قاضي التحقيق العسكري اللبناني عماد الزين أمس في قرار اتهامي عقوبة الإعدام لكل من السوري محمود كعيكي والفلسطيني الهارب من العدالة أحمد طه بتهمة الانتماء إلى «جبهة النصرة» التي تقاتل قوات النظام في سوريا والإعداد للقيام بأعمال إرهابية وتفجير سيارات بأحزمة ناسفة. وقال مصدر رسمي إن الزين إنه عثر في منزل كعيكي في عرسال على حزام ناسف وسيارة بيك آب - شيفروليه من دون لوحة جاهزة للتفجير، وأشار إلى أن القاضي الزين أصدر مذكرة إلقاء قبض في حق المتهمين، كما سطر مذكرة بلاغ بحث وتحر في حق 4 آخرين مشتركين في الجرم، وأحال الملف أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة. (بيروت - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©