القاهرة-سوزي الجنيدي:
دشن الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع نظيره المصري حسني مبارك امس الجامعة الفرنسية في منطقة الشروق القريبة من القاهرة باطلاق دعوة الى الحوار بين الثقافات باعتباره واجبا ملحا لمواجهة العولمة والتهديدات الارهابية· وقال شيراك إن الجامعة والتي تضم ثلاث كليات للغات التطبيقية وادارة الاعمال والنظام المعلوماتية والهندسة تشكل مثالا ورمزا في آن لحوار الثقافات الذي تشجعه فرنسا بقوة، واضاف ان العولمة حركة تخفي قدرات هائلة لاحراز تقدم لكنها تحمل ايضا تهديدات جديدة، وتابع قائلا 'إن سوء الفهم قد يخدم في حال لم نكن حذرين مصلحة المتعصبين وقد يؤجج الجهل الأحقاد أو رفض الاخر'·
ودان شيراك مجددا ما يعرف بتصادم الحضارات بين الغرب والعالم الاسلامي، مشيرا الى ان التقدم الاقتصادي والاجتماعي أفضل طريقة للترويج للحرية والديموقراطية وهو عامل تهدئة للتوترات الدولية، واكد ضرورة محاربة الارهاب بشتى الوسائل خصوصا عبر التنمية الاقتصادية وحوار الثقافات، وقال إنه يمكن للجامعة الفرنسية في هذا الاطار ان تكون شهادة حية لقوة الحوار في مواجهة التوتر العقيم والمدمر الناجم عن الفكر المحدود والظلامية· وقال مبارك من جابنه إن افتتاح هذا الصرح التعليمي على أرض مصر يحمل دلالات ذات مغزى تعكس العلاقات الوثيقة والمتميزة بين مصر وفرنسا، وأشار إلى أن إنشاء هذه الجامعة يعكس التواصل الحضاري بين البلدين ويتجاوز ذلك إلى السياق العام للتواصل بين حضارات العالم وثقافاته والحوار المطلوب·
واحيا شيراك ذكرى ضحايا تحطم 'البوينج '737 التابعة لشركة 'فلاش اير لاينز' المصرية الخاصة في البحر الاحمر في 2004 ومنهم 134 فرنسيا مؤكدا ان بلاده تبذل كل ما في وسعها لالقاء الضوء على ملابسات هذه المسألة ومساعدة العائلات على تجاوز محنتهم الرهيبة· ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت·
وكان الرئيسان مبارك وشيراك شددا في مؤتمر صحفي مساء امس الاول على ان الدبلوماسية هي الخيار الافضل لحل ازمة الملف النووي الايراني لان الخيار العسكري ستكون له تداعيات خطيرة على الشرق الاوسط والعالم أجمع، واكدا ان الامور لم تصل بعد الى الطريق المسدود وان مساعي المجتمع الدولي تتواصل لاحتواء الازمة· فيما قال شيراك ان الانتخابات الفلسطينية كانت حرة وتحت اشراف دولي وانه يؤيد استمرار المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني لكن بشروط يتم الاتفاق عليها مع الرئيس محمود عباس· كما اكد ان فرنسا ليس لها موقف ضد سوريا ولكنها تأمل توقفها عن التدخل في لبنان وان تتم تسوية المشاكل بين البلدين وان تكون بينهما حدود يحترمها الطرفان· فيما اكد مبارك ان الحل في العراق يكمن في ان يحكم العراقيون انفسهم لان الشعب لا يقبل ان يحكمه اجنبي·
عدد اليوم
