الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشهر الحرم أفضل الأوقات للتجارة مع الله

الأشهر الحرم أفضل الأوقات للتجارة مع الله
4 سبتمبر 2010 21:50
من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن أعظم هذه المواسم وأجلها الأشهر الحرم وقد فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ 4 أشهر على باقي أشهر السنة وحرم القتال فيها، ولذلك سميت الأشهر الحرم، وهي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان”. وحول فضل الأشهر الحرم يقول الدكتور حلمي عبد الرؤوف - الأستاذ بجامعة الأزهر: سميت هذه الأشهر حرماً لتحريم القتال فيها قال تعالى: “إن عدة الشهور عند اللَّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللَّه يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين” التوبة 36، ولابد للإنسان أن يعظم الأشهر الحرم بالطاعات والعبادات وأن يبتعد عن المعاصي لأن الذنب يعظم فيها أكثر من غيرها من الشهور. فشهر رجب سمي الأصم لأنه لا يسمع فيه صوت السلاح وسميت الأشهر الحرم أيضاً لتحريم انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها، وشهر ذو القعدة هو شهر حرام فضله الله تعالى وعظم فيه الأجر وسن لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الصيام في الأشهر الحرم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا الرجل الذي جئتك عام الأول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لم عذبت نفسك صم شهر الصبر ويوماً من كل شهر قال الرجل زدني فإن بي قوة قال صم يومين قال: زدني قال صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك”، وأشار بأصابعه الثلاثة فضمها يقصد شهر رجب وقد كان للأشهر الحرم الأربعة مدلولها الديني الكبير عند العرب والمسلمين، حيث كانت تحرم فيها الحروب والغزوات. وعن فضل شهر ذي القعدة قال الدكتور حلمي: صيام شهر ذي القعدة ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال ورغب في الإكثار من الطاعات والعبادات فيه، مثل إخراج الصدقات والإكثار من الصيام وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من جهنم سبعين خريفاً”، وذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة، وذلك في قوله تعالى: “الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”. فالآية نزلت في منع قريش للمسلمين عام الحديبية عن البيت الحرام في شهر ذي القعدة الحرام فاعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء في السنة التالية في شهر ذي القعدة. وحول فضل شهر ذي الحجة يقول: إن السبب في تفضيل هذا الشهر أن به 10 أيام هي عشر ذي الحجة من أفضل أيام السنة لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيرها من أيام السنة كما قال تعالى: “والفجر وليال عشر” وقال تعالى في سورة الحج: “ويذكروا اسم الله في أيام معلومات”. ولذلك يستحب في هذه الأيام المباركة الصلاة والإكثار من النوافل لأنها من أفضل القربات إلى الله، والصيام لدخوله في الأعمال الصالحة وخاصة صيام يوم عرفة، فقد روي عن بعض أزواج النبي قالت: “كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر”. وأضاف أن من أفضل العبادات في هذا الشهر الحج الذي يمحو الذنوب وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”. أما عن فضل شهر المحرم فيقول الدكتور حلمي: هو أول شهر من الأشهر الهجرية وأحد الأربعة الحرم وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أحكام وفضل هذا الشهر الواردة في كتاب الله تعالى وفي السنة المطهرة، ومن أهم هذه الأحكام أن شهر المحرم من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه العزيز وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور، فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق استباحته وقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم، وقال أبو ذر رضي الله عنه: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم”. وعن فضل شهر رجب يقول الدكتور حلمي، هو من الأشهر الحرم المعظمة والمفضلة عند الله سبحانه وتعالى، حيث تستحب فيه كثير من الأعمال والفضائل الداعية إلى مرضاة الله عز وجل، ويعرف بشهر رجب الأصم لأنه أفرد عن بقية الأشهر الحرم وقد سمي كذلك بالشهر الأصب لأن الرحمة والمغفرة تنصب على العباد فيه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً والقتال مع الكفار فيه حرام، إلا أن رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الأكبر وابتعد عنه غضب الله وأغلق عنه باباً من أبواب النار”. وأضاف: من العبادات المفضلة في هذه الشهور المحرمة وخاصة في شهر رجب أداء العمرة والصيام، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النار مسيرة مئة سنة ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنة”، ويفضل فيه الاستغفار والتهليل والتحميد.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©