الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استمرار الغموض بشأن محاولة اغتيال صالح

9 يونيو 2012
صنعاء (وكالات)- ما زال الغموض يكتنف حادث تفجير مسجد القصر الرئاسي بالعاصمة اليمنية صنعاء في يونيو العام الماضي، والذي أدى لإصابة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بجروح وحروق خطيرة، كادت تودي بحياته، إلا أنها أخرجته من السلطة سياسيا.وبعد مرور عام كامل على حادث القصر الذي كان يتحصن به صالح، خلال الثورة الشبابية الشعبية التي طالبت برحيله وإسقاط نظامه، لا تزال التساؤلات تدور عن الجهة التي تقف وراء الحادث، الذي اعتبره صالح محاولة إرهابية لاغتياله.ورغم الاتهامات التي توجه إلى خصوم صالح السياسيين، ومن بينهم، قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر -الذي انشق بقواته وأعلن انضمامه وتأييده لثورة الشباب السلمية- فإن محللين يشيرون بأصابع الاتهام إلى دائرة مقربة من أبنائه وأبناء شقيقه الذين يتحكمون بقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبجهاز الأمن القومي “الاستخبارات”. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الله الفقيه لـ”الجزيرة نت” إن “المتهم بالتخطيط والتنفيذ للحادثة، هي الدائرة المحيطة بصالح، التي تضم نجله الأكبر أحمد علي عبد الله صالح -قائد الحرس الجمهوري- وأبناء شقيق صالح، وهم طارق -قائد الحرس الخاص- ويحيى -قائد الأمن المركزي- وعمار، وكيل جهاز الأمن القومي”.عبد الله الفقيه: نظرية تصفية الحساب بين الأب وأبنائه هي الأقرب للتفسير .واعتبر الفقيه أن “كل ما ظهر من أدلة حتى اليوم يؤكد أن نظرية تصفية الحسابات بين الأب الرئيس وأبنائه هي الأقرب لتفسير ما حدث، بينما هناك أطراف أخرى تواطأت في التغطية على تنفيذ العملية”. ووقع حادث التفجير يوم الجمعة 3 يونيو 2011 داخل مسجد دار الرئاسة الذي اتخذه صالح مقرا لسكنه، وهو عبارة عن قلعة مدججة بقوات ضاربة من الحرس الجمهوري التي يقودها نجله العميد أحمد.وكان لافتا أن تفجير القصر الرئاسي حدث في ذروة تصاعد المعارك العنيفة في صنعاء بين قوات صالح، وأنصار الشيخ صادق الأحمر -زعيم قبيلة حاشد- الذي أيّد الثورة الشبابية الشعبية السلمية أيضا.وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد لـ”الجزيرة نت” إن إخفاء الجهة المتورطة في حادث استهداف صالح، يأتي لأسباب متعددة، أهمها استمرار استغلال الحادث من قبل صالح ونظامه ضد الخصوم السياسيين، إلى جانب الظهور بمظهر الضحية.وأضاف أن “الاحتمال الأقرب للصحة هو ما ذكرته مصادر صحفية أن وكالة المخابرات الأميركية تعتقد أن أشخاصا ينتمون لجماعة قتالية كانت مقربة من أحد أبناء الرئيس صالح استغلت العلاقة وخططت للعملية، لكنها نفذتها بشكل خاطئ.من جانب آخر أوضح محمد أن “الحادث أضّر بالثورة الشعبية على نظامه، وكانت ستؤدي إلى خلط الأوراق أكثر، لأن قوة الثورة ضد نظام صالح هي السلمية، وحادث الاستهداف كاد أن يدخل العنف كبديل للخيار السلمي في طريق إسقاط النظام، وهو ما جعل مكونات حزبية في الثورة ترى في خيار المبادرة الخليجية خيارا أفضل لتحقيق ولو جزء من أهداف الثورة بدلا من دوامة عنف ليس لها نهاية”. بدوره يعتقد الفقيه أن استهداف صالح، قد ساعده بشكل كبير، فمن جهة عملت القوى الإقليمية والدولية على تجميد حركة الثورة ومنع قواها من تحقيق أهدافها، ومن جهة ثانية أعطت الحادثة أنصاره فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم، وأكسبت الحادثة صالح تعاطفا شعبيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©