الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نائب وزير الطاقة الأميركي : واشنطن ملتزمة بشراكتها وتعاونها المثمر مع الإمارات في مختلف المجالات

نائب وزير الطاقة الأميركي : واشنطن ملتزمة بشراكتها وتعاونها المثمر مع الإمارات في مختلف المجالات
25 يونيو 2014 09:15
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) أشاد دانيل بونمان نائب وزير الطاقة الأميركي بالقرار الاستراتيجي، الذي اتخذته دولة الإمارات في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية لتلبية احتياجاتها المتزايدة على الكهرباء. وقال المسؤول الأميركي، في محاضرة استضافها مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقصر البطين مساء أمس تحت عنوان «الطاقة والأمن في عالم متغير»، إنه اطلع على ورقة عمل نوقشت في البيت الأبيض، جاء فيها أن الإمارات أوضحت للعالم من تلقاء نفسها أنه يمكن أن تكون هناك دولة في منطقة الشرق الأوسط تستخدم الطاقة النووية الآمنة، وفي الوقت ذاته تلتزم بمنع انتشار السلاح النووي. شهد المحاضرة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة. وأشاد نائب وزير الطاقة الأميركي بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لوضع الخطط الطموحة والمبتكرة في مجال الطاقة النظيفة. كما أشاد المسؤول الأميركي برؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال حضوره مع قادة 47 دولة للاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأميركي أوباما للتباحث حول تعزيز سبل السلم والأمن الدوليين، ومواجهة تهديدات تطوير السلاح النووي، مضيفاً أن سموه مفكر يمتلك أفكاراً قيمة ورؤية ثاقبة. واستهل نائب وزير الطاقة الأميركي محاضرته قائلاً إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» نجح في تحويل صحراء بلاده إلى أرض خضراء، وإنه علم من معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة أن الراحل كانت لديه رؤية في مسائل الطاقة الهيدروكربونية، وكثيراً ما كان يشدد على مسائل التنمية المستدامة للمصادر الطبيعية التي تزخر بها الإمارات. وأضاف أن كلاً من الإمارات والولايات تتمتعان بموارد كبيرة من النفط والغاز، تشكل مصادر جيدة لخلق المزيد من فرص العمل للشباب وللأجيال المقبلة، فضلاً عن حرص البلدين على استخدام الطاقة النظيفة؛ بهدف الحفاظ قدر الإمكان على الموارد الطبيعية من النضوب، كما أن البلدين ركزا منذ زمن على حماية المناخ من المخاطر التي تهدده. وجدد بونمان التزام بلاده باستمرار شراكتها مع دول المنطقة، وفي مقدمتها الإمارات، نافياً صحة الأقاويل حول أن الولايات المتحدة تدير ظهرها للمنطقة، في ضوء التحولات التي تشهدها اقتصاديات الطاقة، التي دفعت واشنطن إلى خفض استهلاكها من استيراد النفط والغاز. وقال المسؤول الأميركي، إن بلاده ماضية في التزامها بالتعاون مع دولة الإمارات في المجالات كافة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة بأشكاله كافة خصوصاً قطاع الطاقة البديلة، مشيراً إلى تعاون مثمر بين الجانبين من خلال مشاريع مدينة مصدر. واعتبر قطاع الطاقة النووية، الذي توليه دولة الإمارات اهتماماً كبيراً، مثالاً آخر على التعاون بين البلدين، مشيراً إلى اطلاعه المبكر على الخطط الإماراتية الطموحة في هذا المجال. وقال: «زرت أبوظبي منذ 10 أعوام ماضية، ولمست المخاوف التي تنتاب المسؤولين من الزيادة المتنامية في الطلب على الطاقة، وتحلية مياه البحر، وطرح وقتها خيار إقامة منشآت تعمل بالفحم والنفط، لكن ظهرت مخاوف الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن عدم توافر الفحم في المنطقة، وارتفاع تكلفته عند الاستيراد، الأمر الذي جعل خيار اللجوء إلى الطاقة النووية السلمية لتوليد الطاقة خياراً استراتيجياً». وأوضح أنه قام بزيارة موقع براكة في المنطقة الغربية، حيث تقام المحطة النووية لتوليد الكهرباء، مضيفاً: «هناك آلاف العمال من مختلف الجنسيات يقومون بأعمال بناء هي الأكثر تعقيداً في العالم، ولا يقتصر الأمر على عمليات البناء، بل الأهم من ذلك أن الإمارات وضعت إطاراً تشريعياً وتنظيمياً طبقاً للمعايير العالمية، ويضمن أعلى معايير الأمن والسلامة في المنشآت النووية». دور عالمي للإمارات وقال إن الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء سمح للإمارات بأداء دور بالغ الأهمية على الصعيد العالمي، كما يعكس رؤية القيادة الإماراتية التي قررت استخدام الطاقة النووية وتطويرها بطريقة آمنة. وأكد أن الإمارات والولايات المتحدة وضعتا شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة تستهدف بناء مستقبل خالٍ من انبعاثات الكربون، وأن من المناسب إجراء حوار استراتيجي بين الجانبين لتطوير سياسة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجهود التي تبذلها الإطراف والجهات العاملة في القطاع ومنها مصدر، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، فضلاً عن حوار يبحث العلاقة بين الطاقة والمياه، واستخدام التقنيات والحلول الجديدة في هذا المجال. وأضاف «نحن ملتزمون بتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين بما يضمن استقرار أسواق الطاقة العالمية، وتقديم المزيد من الرفاهية لشعبينا». تحولات وتناول نائب وزير الطاقة الأميركي التحولات التي شهدها قطاع الطاقة في بلاده خلال السنوات الأخيرة، وقادت مؤخراً إلى ما يسمى بثورة الغاز الصخري. وقال بونان، إن الولايات المتحدة مرت بتحولات كبيرة في قطاع الطاقة منذ زمن طويل، حيث اتسمت في البداية بالاعتماد المتزايد على استيراد النفط والمنتجات البترولية، ومنذ إدارة الرئيس نيكسون تزايد الاهتمام بضرورة تحسين إنتاج الطاقة من خلال تقليل الاستيراد. وأضاف أنه حتى سنوات خمس ماضية كانت 60% من الاحتياجات النفطية في الولايات المتحدة يتم استيرادها من الخارج، وكانت الولايات المتحدة واحدة من أكبر المستوردين للمنتجات النفطية، وأصبحت الآن دولة مصدرة. وأوضح أن التحول في السياسة الأميركية في مجال الطاقة كان كبيراً، حيث عقدت جلسات عدة في عام 2007 على مدار ثلاثة أيام لمناقشة السياسة العالمية للطاقة، وبرزت إشارات لفهم التحول نحو الغاز الصخري، حيث كان لدى الولايات المتحدة كميات كبيرة منه. وأضاف أن 40% من الإنتاج السنوي للولايات المتحدة حالياً يأتي من الغاز السنوي، بما يعادل 22 إلى 24 تريليون قدم مكعبة، مما يعزز إنتاج الطاقة، موضحاً أنه ترأس فريق بحث لمجلس الطاقة القومي خرج باستنتاجات تؤكد أن الغاز الصخري أحدث تغيراً كبيراً في الاقتصاد الأميركي، ويشكل ثورة جديدة في قطاع الطاقة الأميركي، والسبب يعود إلى أن الولايات المتحدة ظلت خلال السنوات الخمس الماضية تعتمد كلية على الغاز الطبيعي بنسب تتراوح بين 40 -60%، ومع الغاز الصخري، بدأ استيراد المنتجات النفطية يتراجع بشكل كبير، ووصلنا إلى مرحلة إنتاج 8,4 مليون برميل يومياً يتوقع أن ترتفع إلى 9,6 مليون برميل بحلول عام 2018/2019. شوط كبير وأشار نائب وزير الطاقة الأميركي، إلى الإجراءات التي اتخذتها بلاده للحد من الانبعاثات الكربونية، مضيفاً أن الولايات المتحدة قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، سعياً نحو تحقيق هدف الرئيس أوباما بخفض نسبة هذه الانبعاثات إلى 17% بحلول عام 2020، وذلك من العام 2005 الذي أطلقت خلاله المبادرة، حيث أحرزت بالفعل نتائج جيدة. وقال إن هناك فرصاً للتعاون مع دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى انتشار المباني الخضراء في الإمارات، والمبادرات التي تطرحها مدينة مصدر في هذا المجال. بونمان لـ«الاتحاد»: الإمارات تلعب دوراً محورياً في توازن سوق النفط أكد دانيل بونمان نائب وزير الطاقة الأميركي أن دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في حفظ التوازن لأسواق النفط العالمية، أمام أي توترات قد تواجه الأسواق. وقال رداً على سؤال لـ” الاتحاد” إن الإمارات لديها إنتاج يومي من النفط كاف، وتلعب من خلال وجودها في السوق العالمية دوراً يحقق التوازن المنشود. وأضاف أن الأوضاع في العراق لم تعط أي إشارات سلبية حتى الآن عن توقف إمدادات النفط في السوق العالمية، لكن يتعين أن نكون حذرين من تفاقم الأوضاع وانعكاساتها على أسواق النفط. وفي سؤال حول دور مبادرات مدينة مصدر في مجال الطاقة المتجددة، قال بونمان إن مصدر تلعب دوراً مؤثراً في قطاع الطاقة المتجددة، ولديها استثمارات كبيرة في مجال التقنيات النظيفة، فضلاً عن التدريب والتأهيل لخلق كوادر وطنية في هذا المجال. (أبوظبي-الاتحاد) أسئلة وإجابات أجاب المسؤول الأميركي على عدد من أسئلة الحضور، تلاها الدكتور ثاني الزيودي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى « آيرينا»، منها سؤال عن آثار ثورة الغاز الصخري على الأسواق. وأجاب بقوله: إن بلاده تدرك التحولات التي تمر بها الأسواق، وأنها لجأت إلى الغاز الصخري، بعدما سجلت أسعار النفط والغاز ارتفاعات كبيرة، مما رفع من تكلفة الاستيراد. وأضاف أن الاعتماد على الطاقة التقليدية تراجع بنسبة 39%، كما أن الخطة الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية تتسارع في مجال الطاقة النظيفة ليصل الاعتماد على الطاقة النووية إلى 16% بحلول العام 2025، ونفس النسبة 16% للطاقة المتجددة. وحول العلاقة بين الكهرباء والمياه، قال بونمان إن ذلك يشكل هماً كبيراً لبلاده، وطلب خلال الأسبوع الماضي إجراء دراسة مهمة في هذا المجال، خصوصاً وأن مشكلة الجفاف باتت مشكلة عالمية لها في ظل ندرة المياه، وهناك الكثير من محطات الطاقة جرى إغلاقها لافتقادها إلى مياه التبريد، الأمر الذي يتعين معه إدخال عملية تحول جديدة نحو التقنيات الجديدة التي تتيح الاستخدام الأمثل للمياه وتراعي التغير في المناخ. وفي سؤال يتعلق بمبادرة الرئيس الأميركي نحو توافر الكهرباء للدول الأفريقية قال بونمان إن أوباما طرح في العام 2013 من جنوب إفريقيا مبادرة توفير الطاقة لنحو 6 دول في جنوب الصحراء الأفريقية، حيث يعيش نحو 100 مليون شخص بدون كهرباء، مشيراً إلى توفير نحو 7 مليارات دولار لدعم المبادرة. وحول الانعكاسات التي يمكن أن تشهدها الأسواق من أنبوب النفط المتوقع تنفيذه بين الولايات المتحدة وكندا، قال نائب وزير الطاقة الأميركي إنه لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن حتى الآن، حيث يرتبط تنفيذ الأنبوب بحزمة من التشريعات. وفيما يتعلق بالتغيرات في سوق الطاقة النووية بعد الكارثة النووية في اليابان، قال بونمان إن الحادث ترك آثاراً عميقاً استدعت من الرئيس الأميركي توجيه هيئة الرقابة النووية في الولايات المتحدة بالنظر في المفاعلات النووية، وقامت الهيئة بدورها بعملية مراجعة دقيقة ورفعت توصياتها في هذا الشأن. واكد اهتمام بلاده بإقامة المفاعلات النووية الصغيرة التي لا تتطلب استثمارات ضخمة، مضيفاً أن لدى وزارة الطاقة برنامجاً في هذا المجال يقضي بتحمل جزء من التكاليف لتمويل إنشاء مثل هذه النوعية من المفاعلات التي يجري اختيارها على أساس الجودة. الزيودي: الإمارات داعم رئيسي في سوق الطاقة أكد الدكتور ثاني الزيودي مندوب الدولة الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقه المتجددة «آيرينا»، مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ بوزارة الخارجية أن لدى دولة الإمارات فرصا لتعزيز العلاقات في مجال الطاقة مع الولايات المتحدة كمستثمر وليس كمورد للنفط فقط. وأضاف خلال كلمته الختامية لمحاضرة نائب وزير الطاقة الأميركي، أن الإمارات ستظل داعماً رئيسياً في سوق الطاقة، ويتمثل ذلك في علاقاتها واستفادتها من الشركات العالمية العاملة في القطاع. وقال إن منطقة الشرق الأوسط ستظل مهمة في سوق الطاقة العالمي، كما أن سوق الطاقة في الولايات المتحدة شهد جهوداً كبيرة في مجال استكشافات الغاز الصخري، وسيكون عاملاً استراتيجياً في ضمان أمن واستقرار الإمدادات النفطية للمستهلكين. وأوضح أن سوق الطاقة الأميركي لعب ولا يزال دوراً رئيسياً في التأثير على مستويات الأسعار، فضلاً عن أن استغلال الغاز الصخري والاحتياطيات الأميركية من النفط سوف يؤدي إلى تقليل استيراد كميات كبيرة، وان تتحول الولايات المتحدة إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©