هالة الخياط (أبوظبي)- أكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أنه لم تصل إلى منافذ إمارة أبوظبي سوى شحنة خضراوات وفواكه واحدة من هولندا في الثاني من يونيو الجاري، أي بعد تطبيق قرار وزارة البيئة والمياه القاضي بحظر دخول الخيار الوارد من ألمانيا وإسبانيا والدنمارك وهولندا مؤقتاً، في حين يتم السماح بدخول الخضراوات الأخرى من تلك الدول، شريطة إحضار شهادة صحية تفيد بخلوها من بكتيريا إيكولاي الممرضة.
وأوضح محمد جلال الريايسة مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع أن الشحنة كانت محجوزة في مطار أبوظبي الدولي لحين انتهاء إجراءات إتلافها، وتبلغ كميتها 814 كيلو جراماً فقط، وتم إتلافها بناء على رغبة صاحب العلاقة نتيجة عدم وجود شهادة خلو من الإيكولاي، إضافة إلى احتوائها على منتجات خيار.
وقال الريايسة لـ”الاتحاد” إن الجهاز يخير الموردين إما بإرجاع الشحنة إلى بلد المصدر وإما إتلافها، واختار المورد في هذه الحالة إتلاف الشحنة نتيجة ارتفاع تكلفة إعادة المنتج.
وأكد أنه وقف على المشكلة الصحية الحاصلة في العالم بسبب بكتيريا (إي كولاي) منذ بداية وقوع المشكلة، وتابعت الإدارات المعنية في الجهاز كافة التفاصيل من خلال شبكة الإنفوسان العالمية المختصة بالتحذيرات ذات العلاقة بالسلامة الغذائية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال الخطط المتبعة في مثل هذه الحالات.
وفي إطار استمرار الإجراءات الاحترازية الصارمة، يستمر الجهاز في عمليات التفتيش والتدقيق في منافذ البيع والأسواق، للتأكد من عدم وجود أي منتجات غذائية مخالفة.
كما تم التعميم على كادر التفتيش في المنافذ الحدودية، وبناء على قرار وزارة البيئة والمياه، بحظر دخول الخيار الوارد من ألمانيا وإسبانيا والدنمارك وهولندا مؤقتاً، في حين يسمح بدخول الخضراوات الأخرى من تلك الدول، شريطة إحضار شهادة صحية تفيد بخلوها من بكتيريا إيكولاي الممرضة.
وطمأن الريايسة جمهور المستهلكين في الإمارة بأن الجهاز يقوم بدوره الكامل والحازم في الحفاظ على سلامة وأمن المواد الغذائية المتوافرة في أسواق الإمارة تحقيقاً لشعار الجهاز “أمناؤكم على غذائكم”.
وأكد أن الجهاز يتابع باستمرار تداعيات القضايا الغذائية الحاصلة في مختلف دول العالم عن طريق شبكات الإنذار الدولية التي يتمتع الجهاز بعضويتها، وهو ما يمكن الجهاز من اتخاذ الإجراءات السريعة في حال اكتشاف أي مشكلة غذائية تصيب أي نوع من الغذاء في العالم.
ويعتقد أن سلالة الإيشيريشيا كولاي التي تم الكشف عنها حالياً والتي أصابت إلى الآن ما يزيد على 1823 شخصاً في 11 دولة أوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، أن مصدرها كان عن طريق تلوث بعض أنواع الخضراوات الطازجة مثل الخيار والطماطم والخس، ومصدر هذا التلوث لم يحدد بشكل قطعي لغاية الآن، ولكن بعض التقارير قد أشارت إلى احتمال تلوث التربة التي زرعت فيها هذه المحاصيل بسماد فضلات أبقار مصابة، وعليه فإن تحديد مصدر هذه السلالة لم يرتقِ إلى درجة اليقين لحد الآن، ولكن يبدو أن الخضراوات كانت هي الناقل الرئيسي لعامل الإصابة.
كما تعد السلالة الجديدة من بكتيريا الإيشيريشيا كولاي هي حصيلة اتحاد نوعين من بكتيريا الإيكولاي، نجم عنه تداخل في الحامض النووي أدى إلى وجود جينات عدة في السلالة الجديدة قادرة على مقاومة المضادات الحيوية مما يجعل مهمة علاج المصابين بها والقضاء عليها أمراً صعباً، وتتميز هذه السلالة بشراستها وإنتاجها العالي للسموم، وقد أطلق عليها السلالة خارقة السمية ( Super- toxic strain).
وتتسبب هذه السلالة بإحداث ما يسمى بمتلازمة النزف الدموي البولي، والذي ينتج عنه فشل كلوي، وتنتمي هذه السلالة إلى مجموعة من الإيكولاي النزفية المعوية، ولكنها أشد عدوانية من سابقتها.
يشار إلى أن هذه السلالة الجديدة قد أصابت إلى الآن 1823 مواطناً ألمانياً ومن دول أوروبية أخرى كانوا قد زاروا ألمانيا خلال ظهور وباء هذه البكتيريا، وسجلت إصابتهم في بلدانهم بعد أن عودتهم، لأن فترة حضانة هذه البكتيريا تتراوح بين 3 و8 أيام، ولم يتم تسجيل أية حالة لمتلازمة النزف الدموي البولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسواق إمارة أبوظبي خالية تماماً من الخضراوات الملوثة بهذه البكتيريا، وقد اتخذ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية جميع الإجراءات الوقائية للسيطرة على دخول المنتجات الطازجة من هذه البلدان.
عدد اليوم
