الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نزلاء المنشآت الإصلاحية يطلبون فصولاً ومدرسين

نزلاء المنشآت الإصلاحية يطلبون فصولاً ومدرسين
25 يونيو 2014 08:37
يلقى اقتراح توفير فصول ومدرسين لنزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية الراغبين في إكمال دراساتهم استحساناً من مسؤولين أمنيين وأكاديميين وأولياء أمور، يرون أن إتاحة الفرصة لهذه الفئة تخرجها من ظلمات الجريمة إلى نور المشاركة الإيجابية في بناء المجتمع. وينقل مسؤولون أكاديميون عن بعض النزلاء معاناتهم من عدم وجود مدرسين يساعدونهم في فهم المواد، مشيرين إلى أن اعتمادهم على أنفسهم في الدراسة يقلل من استيعابهم وفرص نجاحهم. وأكدت إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية في الشارقة أن مخطط المبنى الجديد للإصلاحية سيضم فصولاً دراسية وقاعات خاصة للنزلاء، ووعدت المنطقة التعليمية بإرسال معلمين إلى الإصلاحية عند توفير فصول دراسية للنزلاء. تحقيق: لمياء الهرمودي دعا مديرو مدارس ومعلمون وأولياء الأمور إلى إتاحة الفرصة أمام طلبة المنشآت العقابية للحصول على فرص التعليم الأكاديمي، للأخذ بأيديهم إلى بر الأمان من خلال توفير مدرسين وفصول في المنشآت العقابية. ويعتمد طلاب المنشآت العقابية والإصلاحية بالشارقة حالياً على قدراتهم الذاتية في التحصيل الدراسي، حيث يسمح لهم بالحصول على الكتب والمقررات الدراسية، إضافة إلى تأدية الامتحانات داخل لجان يتم تشييدها بشكل مؤقت خلال فترة الامتحانات، لكنهم يفتقدون الفصول الدراسية والمعلمين لمساعدتهم على فهم المواد واستيعاب الدروس. وقال تربويون ومختصون: إن وجود المعلمين ضروري لمساعدتهم على فهم المناهج الدراسية وتطوير قدراتهم التعليمية. وقال عبد الله محمد مدير مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الثانوي بإمارة الشارقة إن في المدرسة 13 لجنة امتحانية، إضافة إلى لجنة أخرى في مقر المنشآت العقابية بإمارة الشارقة تضم 8 من طلبة الثاني عشر في القسم الأدبي. وأوضح أنه يتم إرسال مدرسين إلى المنشأة ليقوموا بامتحان الطلبة وملاحظتهم خلال الامتحانات النهائية لكل فصل من دون إعداد الطلبة وتأهيلهم لخوض الامتحانات خلال فترة العام الدراسي. وقال: «هؤلاء لا يزالون، رغم أخطائهم، أبناءنا وإخواننا، وواجب علينا أن نمنحهم فرصة لتصحيح الخطأ ومجالاً للتعلم من خلال توفير جو تعليمي وفصول دراسية ومدرسين داخل المنشأة». وأكد أن هناك عدداً لا بأس به من المعلمين ممن يرغبون في مد يد العون والتطوع للذهاب إلى تلك المنشآت وتعليم هذه الفئة لتستطيع نيل الشهادات العلمية. واقترح فتح باب التطوع أمام المعلمين المتقاعدين للأخذ بأيدي هذه الفئة وتدريسهم، ولو ثلاث مرات أسبوعياً، من خلال فصول مجهزة داخل المنشأة، وتحضيرهم للامتحانات النهائية، حيث إنهم يفتقدون وجود فصول دراسية أو معلمين يعينونهم على المنهج الدراسي الذي يحتاج إلى شرح وتفصيل. وأكد المدرس حاتم سمير من منطقة الشارقة التعليمية دعمه للفكرة ونظراً لاحتياج طلبة المنشآت لفرصة التعليم والحصول على شهادة علمية تنفع الطالب بعد انتهاء المدة العقابية في الإصلاحية. وأكد عدد من أولياء الأمور تشجيعهم هذه الفكرة حيث إن تلك الفئة بحاجة ماسة لمرشدين يدلونهم إلى الطريق الصحيح، ليسلكوا دروب العلم والنور. وقال طلال محمد، ولي أمر: «طلبة المنشآت العقابية يحتاجون إلى فرصة للسير في طرق العلم وهم في المنشأة ذاتها من خلال توفير فصول دراسية ومدرسين ولو بشكل شبه يومي لتشجيعهم على التعلم وبناء مستقبل واعد لهم، حيث إن قضاء سنوات بلا دعم ولا دراسة قد يؤدي إلى ضياع العمر بلا فائدة، فضلاً عن أن خريج المنشأة سيصبح من الصعب عليه الاندماج مرة أخرى مع المجتمع. وقالت هبة محمد موجهة الخدمة الاجتماعية في وزارة التربية والتعليم: «كل إنسان قد يرتكب أخطاء يخرق فيها القانون، ولا بد من معاقبته ومحاسبته، ولكن قد يكون مر بظروف خاصة أوقعته في فخ الجريمة أياً كان نوعها». وأشارت إلى أن الدولة لم تتوان عن مساعدة النزلاء على تطوير أنفسهم والحصول على شهادات علمية ومهنية، حيث يعتبر سعي النزيل إلى ذلك مؤشراً إيجابياً على حماية نفسه وحماية من يعولهم. وقالت: «إن تواجد النزيل في هذا المكان وهو «المنشأة الإصلاحية» أسيراً بين الأسوار ومنحه فرصة التعلم الأكاديمي ونيل الشهادات العلمية سيسهم في معالجته ومعالجة تلك الفئة بشكل عام، مما يساعد في حماية المجتمع من الآثار السلبية». وأكدت أن حكومة دولتنا الرشيدة لا تدخر جهداً في بذل كل غال ونفيس من أجل صلاح المواطن وتوفير الحياة الكريمة له ولأسرته، كما أن صلاح الفرد الواحد لا يكتمل إلا بتضافر عدة جهود، والدراسة الأكاديمية هي بداية طريق التغيير نحو الأفضل. وأكد أحمد جمال الدين، أخصائي اجتماعي، أن توفير التعليم وجعله محوراً أساسياً من بقاء الحدث في الإصلاحية أمر مهم ورئيسي، حيث إن توفير الدورات المهنية أمر جيد، ولكن التعليم عنصر أهم لأن هذه الفئة جزء من المجتمع، والتعليم طريقهم إلى إيجاد النور وتصويب سلبياتهم وأخطائهم. وأكد أن وجود رغبة لدى طالب المنشأة بالتعلم وتولدها داخله أكبر دليل على نيته تعديل سلوكه ورجوعه إلى طريق الصواب. «المنشآت العقابية».. ترحب رحبت إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية بإمارة الشارقة بفكرة توفير وتخصيص فصول دراسية لنزلاء المنشآت الراغبين في إكمال دراستهم الأكاديمية، خصوصاً أنها فرصة لتقويم السلوك من خلال التعليم. وأشار العقيد عارف الشريف مدير إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية في الإمارة إلى أن المنشأة تبذل جهوداً في توفير الأماكن المناسبة للطلبة في المنشآت من خلال توفير قاعات لأداء الامتحانات بمختلف المراحل التعليمية، فضلاً عن فتح أبواب مكتبة المنشأة لهم للمذاكرة الذاتية التي يقومون بها خلال فترة الامتحانات. وأضاف: أن المنشأة تسعى إلى تشجيع نزلاء الإصلاحية إلى التعلم والانضباط والمضي في إكمال دراساتهم من خلال معاهدات واتفاقيات مع عدد من الكليات المتعاونة الإصلاحية ومع الإدارة العامة لشرطة الشارقة للنزلاء الراغبين في إكمال دراساتهم العليا. وقال: «نحن ندعم كل من يسهم في تعليم نزلاء الإصلاحية، فهم في النهاية أبناؤنا وجزء لا يتجزأ من المجتمع، وعلينا إعطاؤهم الفرصة للتعلم، خصوصاً إذا جاءت من الجهات المسؤولة كوزارة التربية والتعليم والمنطقة التعليمية من خلال إرسال معلمين لتعليم وتدريس الطلبة داخل الإصلاحية». وأشار مدير إدارة المنشآت العقابية والإصلاحية في الشارقة إلى أنه ضمن الخطط المستقبلية للإمارة، وفي تخطيط المبنى الجديد للإصلاحية، سيتم تخصيص فصول دراسية وقاعات خاصة للنزلاء، ليتمكنوا من الدراسة فيها ومراجعة المواد الدراسية. إلى ذلك، أكد العقيد سلطان الخيال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة لشرطة الشارقة أنهم يتيحون المجال أمام كل من يريد من نزلاء المنشآت لإكمال دراستهم الأكاديمية، من خلال توفير المكان المناسب وعقد اتفاقيات مع عدد من الكليات والجامعات لدعم هذه الفكرة، مؤكداً أن وجود الدافع داخل نزيل الإصلاحية للتعليم أكبر دليل على رغبته في الرجوع إلى الصواب وبناء مستقبل واعد يسهم في تحقيق الاندماج الصحيح في المجتمع وامتلاك وظيفة ومهنة توفر له سبل العيش المناسبة دون الرجوع إلى أخطاء الماضي. «الشارقة للتعليم»: مستعدون لتوفير معلمين خلال الفترة المسائية أثنى سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم بمقترح توفير معلمين لنزلاء المنشآت العقابية الراغبين بالاستزادة بالعلم، وقائلاً: «إن نزلاء المنشآت العقابية ما يزالون أبناءنا وبناتنا ولابد من الأخذ بأيديهم إلى طريق الصواب، فهم وإن لم يدركوا حجم الخطأ الذي اقترفوه في تلك اللحظة، فلا بد من احتضانهم بحب وحنان توفير التعليم الأكاديمي الذي سيكفل لهم الوعي بما حولهم، والتفريق بين الصواب والخطأ». وأضاف «أن مد يد العون لهم سيعزز فيهم روح الولاء والانتماء لهذا الوطن الذي لا يزال يحتضنهم ويقدم لهم، حيث إن الشهادة الأكاديمية أمر مطلب ومهم خاصة بعد خروجهم من المنشأة، وتشعرهم بأنهم أفراداً فاعلين، وتسهل عملية اندماجهم وتوفير فرص عمل مناسبة لهم»، مشيراً إلى أن وجود نية التعليم لدى هؤلاء الطلبة يؤكد على رغبتهم في التغيير للأفضل، ومن واجبنا نحن مد يد العون لهم. وأشار إلى أن فكرة تسهيل عملية الدراسة والتعليم على نزلاء السجون قابلة للبحث والدراسة من المجلس، خصوصاً إذا تم تجهيز فصول دراسية وقاعات لنزلاء الإصلاحية، مضيفاً أن المجلس مستعد لتوفير معلمين لتلك الفئة، حتى يتم تدشين تلك الفصول في الفترة المسائية، مشيراً إلى أن برنامج نزلاء الإصلاحية يجب أن يكون برنامجاً إصلاحياً أكاديمياً يشجع على الدراسة، من خلال تقديم الحوافز وتخفيف فترة العقوبة، ومميزات أخرى يمكن إعطاؤها لمن يحققون درجات عالية ومراتب رفيعة في مجال التعليم الأكاديمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©