الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مائدة الإفطار اللبنانية.. صحية وشهية

مائدة الإفطار اللبنانية.. صحية وشهية
4 سبتمبر 2010 21:59
إذا كان سحر البحر الأبيض المتوسط والجبال الخضراء قد اشتركا فصنعا معاً لوحة جميلة اسمها لبنان، فما من شك أن الوجوه المحبة المرحبة والطعام الطيب قد اشتركا معاً أيضاً فصنعا كرم ضيافة المائدة اللبنانية التي لا بد وأن تتسم في رمضان بمذاق خاص، فبحلول شهر رمضان يشعر المرء وكأن حياة من نوع آخر قد دبت في أوصال المدن والقرى اللبنانية، ففجأة تكتسي الشوارع والأحياء حللاً من الزينة الجميلة التي تعود لصميم التراث العربي والإسلامي القديم، فتتلألأ الأشجار على امتداد الطرق والبيوت بفوانيس رمضان المضيئة، وتتلون الحارات والساحات بمصابيح تملأ الأجواء بالبهجة. الطقوس اللبنانية حل شهر رمضان هذا العام على لبنان عابقاً بالخير والاستقرار والهدوء، ما أفسح المجال للكثير من العرب لقضاء الشهر الفضيل في ربوعه لا سيما في العاصمة بيروت، وأكثر ما يميز رمضان اللبناني هو تهافت الناس الملحوظ على الأسواق في ساعات النهار وبخاصة أسواق الخضار والأغذية والحلويات، بينما يحل الهدوء عند الغروب حيث يجتمع الأقارب بضيافة بعضهم بعضاً عندما يضرب المدفع طلقة الإفطار وترتفع المآذن بالتكبير، وللمائدة الرمضانية اللبنانية نكهة خاصة حيث يتصدرها التمر الذي يتناوله الصائم عقب انطلاق مدفع الإفطار اقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ولما له من فائدة طبية، فالتمر سيد المائدة وبه يبدأ الإفطار ويجب أن يكون في المقدمة، ثم يأتي دور طبق الشوربة الساخنة ذات الأولوية في الموائد الرمضانية حيث تنفع بضع رشفات منها في ترطيب الحلق الجاف وتهيئة المعدة لاستقبال الوجبة الدسمة. وتأتي الشوربة بأصناف مختلفة يفضل منها شوربة العدس المجروش والخضار. وهناك الطبق المميز في لبنان وهو الفتوش الذي يدخل في تركيبه جميع أنواع الخضار ويؤكل قبل بداية الوجبة الأساسية على الإفطار، وهناك الفتة والحمص بالطحينة اللذان يحرص الصائم على وجودهما على المائدة إضافة إلى العديد من المأكولات التي لا ينفصل وجودها عن رمضان منها الكبة النية والباذنجان بالطحينة، إلى جانب (المغربية) التي تصنع من السميد وتفرك باليد على البخار ويضاف إليها الحمص والبصل المسلوق وهي تشكيلة ضرورية مع المخلل، إلى جانب العديد من المقبلات والأطباق التي يختص بها المطبخ اللبناني مثل طبق البطاطا المقلية والتبولة وورق العنب والكبة والدجاج والمحشي الفطائر المختلفة والكثير مما لذ وطاب من أنواع الطعام وما تيسر من الأطباق اللبنانية الأخرى. المشروبات والخيام بالنسبة للمشروبات الرمضانية في لبنان، فتتلون بكؤوس الجلاب والعرق سوس والتمر هندي وشراب قمر الدين إلى جانب الشراب الرئيسي وهو اللبن، وبعد الإفطار لا بد من أن يفسح المجال لأنواع الحلويات العربية فتختتم المائدة الرمضانية اللبنانية بحلويات مثل الكلاج والحدف وزنود الست والقطايف والمفروكة، والعوامات والأرز بحليب وغيرها من أنواع السكاكر والحلويات، ويأتي فنجان القهوة أو الشاي بعد صلاة العشاء في رمضان ضرورة للصائم مع تقديم الفواكه على أنواعها طوال السهرة الرمضانية حتى السحور، ويتزاور اللبنانيون خلال السهرة وصلاً للأرحام وعملًا بالشريعة الإسلامية ويتبادلون التهاني بهذا الشهر الفضيل. وبعد أن يسد اللبنانيون جوع صيامهم بألوان الطعام اللذيذة، يتجهون إلى ما يملأ أرواحهم العطشى إلى الإيمان فيقصدون المساجد لإقامة الصلوات والاستماع إلى المحاضرات الدينية. وفي جانب آخر، يشهد لبنان أيضاً ظاهرة الخيم الرمضانية التي تجري فيها سهرات عامرة بالمأكولات والأرجيلة وقد ذهب الكثيرون إلى أبعد من ذلك حيث أضافوا عليها الغناء والطرب، أما عند السحور فقد اندثرت عادة المسحراتي مع تقدم الحياة العصرية ولم يعد هناك من يتفرغ للتجول في الأزقة حاملاً طبله داعياً الناس للاستيقاظ للسحور والصلاة إلا في الأحياء العتيقة من المدن الرئيسية، فقد حّلت محلها أصوات المآذن التي تدعو الناس إلى وقت السحور، فتجتمع العائلات من جديد إلى المائدة التي تحوي أطايب المأكولات الخفيفة من ألبان وأجبان ومعجنات ومناقيش، وأبرز ما يتميز به المجتمع اللبناني في هذا الصدد هو اجتماع الأصدقاء والأقارب على المائدة معظم الوقت، مما يضفي شيئاً من الحميمية والتواصل بين الأهل والجيران والأصدقاء والأحبة. الفتوش سيد مائدة الإفطار على الرغم من تعدد أنواع السلطات الخضراء المقدمة على المائدة اللبنانية والعربية، يبقى لطبق سلطة الفتوش وهجه الخاص وحضوره المميز على، فهو زينة الموائد الرمضانية، كما يعتبر الفتوش من أشهر المقبلات الشرقية التي تفتح الشهية على الأكل بطعمه اللذيذ ونكهته الخاصة، كما يساعد الفتوش في عملية الهضم وله فوائد غذائية عديدة، خاصة وأنه يضم باقة غنية ومنوّعة من الخضراوات الشهية والطازجة التي تزهر وتثمر في كل المواسم، وهو الأمر الذي يجعل منه أيضا طبقاً يومياً يحبه الكبار والصغار، ويكاد لا يغيب عن مائدة كل منزل ومطعم. تشكيلة الحلو الرمضاني تشكيلة الحلويات على المائدة الرمضانية اللبنانية متنوعة وغنية بالأصناف العديدة التي تحضّر خصيصاً لشهر رمضان، والأصناف التي تحضّر في رمضان ويقبل عليها اللبنانيون أكثر من سواها، هي الكلاج بالقشطة وورد الشام والكربوج بالفستق الحلبي والجوز والبصمة والجوزية بالإضافة إلى الحلويات الاعتيادية المتوافرة طوال العام مثل حلاوة الجبن والمفروكة وزنود الست، حيث تلقى هذه الأصناف رواجاً أيضاً خلال الشهر الكريم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©