أفراح الأبناء وأتراحهم مقياس لصحة الآباء النفسية طول الحياة

مما لا شك فيه أن تربية الأطفال ليست بالأمر الهين وأنها قد تُتعب أعصاب الأبوين أحياناً وتؤثر على صحتهم النفسية. ولا ينتهي هذا القلق بانتهاء مرحلة الطفولة، بل إنه يمتد ليلازم الأبوين حتى عندما يشتد عود أطفالهم ويصبحوا راشدين ويعيشون حياتهم الخاصة. فالصحة النفسية والعاطفية والشعور بالرضا، وفق نتائج بحث حديث، تكون في مستوى أقل لدى الأبوين اللذين لديهم ابناء غير ناجحين وكثيري المشاكل والقلاقل. وقد استجوب الباحثون 633 من الآباء متوسطي العمر يبلغ عدد أبنائهم البالغين 1,251 ابناً، ووجدوا أن وجود مشكلة واحدة لدى الأبوين مثل عدم عثور ابنهم أو ابنتهم على عمل أو قضائه فترة عقوبة بالسجن أو وقوعه في الإدمان أو مرضه أو تعرضه لأزمات مالية أو كبر البنت دون زواج تسيء إلى الحالة النفسية للأبوين وتجعلها في تردٍ مستمر. فكلما كانت مشكلات الأبناء أكثر، كان قلق الأبوين أشد حالتهم النفسية أسوأ. أما الآباء الذين يكون لديهم أبناء كبار متعددون ويكونون جميعهم ناجحين، أو يكون أبناء ناجحين وآخرين يواجهون مشكلات، فإن حالاتهم العاطفية ورضاهم النفسي يكون أحسن وأفضل. وكانت غالبية الآباء الذين استُجوبوا خلال هذه الدراسة (60%) من الفئة التي لديها أبناء ناجحون وآخرون أقل نجاحاً. وقالت كارين فينجرمان المشرفة على هذه الدراسة والأستاذة بجامعة بيرديو أثناء تقديمها عرض حول هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم النفس في سان دييجو بكاليفورنيا «الجديد في هذه الدراسة أنها كشفت أنه قد يكون للأبناء حياتهم الخاصة المستقلة والقائمة بذاتها، غير أنه يظل لأفراحهم وأتراحهم تأثير نفسي كبير على آبائهم». ولعله من البديهي أن معاناة أي شخص، تربطه علاقة مع شخص آخر، من مشكلة ما تؤثر على الحالة النفسية للطرف الآخر. بيد أن الرابط بين الأبوين والابن أو البنت يكون أقوى من باقي الروابط. ولذلك فإن رد فعل الأبوين يكون أقوى وتأثرهم يكون أشد في حالات إخفاق أبنائهم أكثر مما يكون عليه في حالات نجاحهم. ويقول أعضاء فريق هذه الدراسة «إن هذه العلاقة الأبوية مع الأبناء فريدة من نوعها ومختلفة عن باقي صنوف العلاقات البشرية الأخرى إلى درجة أن الآباء يرون في أبنائهم امتداداً لهم أنفسهم». عن «لوس أنجلوس تايمز»