واشنطن (أ ف ب) - تمكنت إحدى بعثات وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” من اكتشاف كمية كبيرة من العوالق النباتية، وهي طحالب حيوية للسلسلة الغذائية في المحيطات، تحت جليد المنطقة القطبية الشمالية (أركتيك)، ما شكل مفاجأة بالنسبة للباحثين.
واستندت هذه الأبحاث إلى معطيات جمعت من خلال الأقمار الاصطناعية وعينات ميدانية بغية تحليل هذا المصدر الغذائي الذي يعتبر ضروريا بالنسبة إلى كائنات بحرية كثيرة.
وكشفت دراسة نشرتها مجلة “ساينس” أمس الأول أن “ناسا” أرسلت فريقا من الباحثين لاستخراج عينات من الجليد الذي يغطي بحر تشوكشي على الحدود الشمالية الغربية في آلاسكا. فاكتشف الباحثون كميات من العوالق النباتية “كبيرة جدا وأكبر بأربع مرات تقريبا من تلك الموجودة في المياه المفتوحة”. ويبدو أن هذه النباتات قد “أزهرت بكثافة تحت الجليد” على امتداد 100 كيلومتر. وأفادت بعثة “ناسا” الأولى من نوعها والتي حملت اسم “آيسسكيب” بأن العوالق النباتية هي أكثر ندرة وعمقا في المياه المفتوحة.
وتدفع هذه الأبحاث إلى الظن في أن المحيط المتجمد الشمالي أكثر إنتاجية من المتوقع، حتى لو كان من الضروري إجراء تحليلات أخرى لمعرفة كيفية تأثير هذه العوالق النباتية تحت الثلوج على النظم البيئية المحلية.
ويذكر في هذا السياق أن العوالق النباتية هي كائنات مجهرية تشكل قاعدة السلسلة الغذائية في المحيطات وهي أساسية لدورات التكاثر عند الأسماك والطيور المائية والدببة القطبية وضرورية أيضا لعملية التمثيل الضوئي. لكن كمية هذه الطحالب انخفضت بنسبة 40% منذ عام 1950، بسبب الآثار المتزايدة للتغير المناخي خصوصا، حسبما ذكرت دراسة نشرتها مجلة “نيتشر” في عام 2010.
عدد اليوم
