السيد سلامة (أبوظبي) - يترجم المواطن خالد جمال الزعابي الطالب بالصف الثاني عشر، القسم الأدبي نموذجاً للقدرة على قهر الإعاقة، ومجابهة تحدياتها، فعلى الرغم من كونه «كفيفاً»، إلا أن إعاقته البصرية لم تحل أبداً دون مواصلته لمسيرته العلمية، وتصدره قوائم الشرف للطلاب الأوائل على مستوى مجلس أبوظبي للتعليم طوال مراحله الدراسية السابقة. ويؤكد الزعابي لـ «الاتحاد» أنه لم يشعر في يوم من الأيام بأنه أقل من الأسوياء في أي من النعم التي أفاء الله بها على عباده، قائلاً: إذا كان الله سبحانه وتعالى أنعم عليَّ بفقدان البصر، فقد حباني بصيرة شفافة، وذكاءً وإبداعاً في مختلف مجالات الحياة، وفي مقدمتها الدراسة التي أجد نفسي مشدوداً فيها إلى العلم بكل مجالاته التقنية والتطبيقية والإنسانية.
ولفت الزعابي خلال أدائه امتحان مادة التاريخ أمس، أن أساتذته في مدرسة ثانوية أبوظبي يتوقعون له أن يتصدر قوائم المتفوقين على مستوى الدولة في الصف الثاني عشر، حيث بلغ معدله الدراسي للفصل الماضي 96.7%، ويتوقع أن يحصل خلال الفصل الحالي على معدل 99%، مشيراً إلى أن تفوقه يأتي بفضل من الله سبحانه وتعالى واهتمام من أسرته ومدرسته، حيث يعكف فريق من الأساتذة المتخصصين في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة على تذليل كثير من العقبات التي تواجهه.
وأوضح أن هذا الفريق يضم محمد الحوسني بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ومحمد عباس الأخصائي الاجتماعي بثانوية أبوظبي، وأشرف الدقاق أخصائي دمج طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس، وأشرف مكرم أخصائي في تدريب وتعليم طلبة ذوي حالات الإعاقة البصرية، ويوسف المسكري أخصائي الحاسوب وتقنية المعلومات لذوي الاحتياجات، وهؤلاء جميعاً يعملون وفق منظومة تشرف عليها المدرسة ومجلس أبوظبي للتعليم للارتقاء بمستويات طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد الزعابي أنه يخطط لاستكمال دراسته الجامعية في إدارة الأعمال في إحدى الجامعات المرموقة بكندا، مشيراً إلى أنه يبذل جهداً كبيراً في اكتساب مهارات متطورة في التعامل مع الحاسب الآلي، وتوظيف تطبيقات علمية وبرامج متخصصة لمن هم يعانون مثله من كف البصر، وتشمل هذه التطبيقات الرياضيات، والخرائط، وغيرها من المحاور العلمية التي يجد الكفيف صعوبة في التعامل معها.
من جانبه، أكد نبيل شعلان مساعد مدير مدرسة ثانوية أبوظبي أن إدارة المدرسة وجميع المعلمين ينتظرون تصدر الطالب النجيب خالد جمال الزعابي قوائم الأوائل على مستوى الدولة.
عدد اليوم
