«ميدان الاتحاد»..حكاية صدفات ترمز للإمارات السبع

إن كان هناك الجمال شعراً، فإن المدينة الباسمة “الشارقة” تعتبر قصيدة بديعة في ديوانه، هذه الإمارة التي تمتاز بمزيج رائع بين الماضي والحاضر، حيث يتقابل الشرق مع الغرب في تناغم ساحر، ويتعانق شموخ الماضي بعبق الحاضر، فيضيف الكثير من نكهة الأصالة إلى الإمارة العصرية التي تستقبل زوارها بعبارة مكسوة بالورد على واجهة الطريق “ابتسم أنت في الشارقة”، ولم لا فهي تتمتع بإمكانات سياحية خلابة. المتجول في الشارقة الأسرة بمتاحفها وأسواقها التي تجمع بين الحداثة والعراقة وبحدائقها وميادينها وصحرائها المترامية الأطراف، يشعر بروعة التخطيط الراقي الذي جعل منها إمارة تشكل نموذجاً حيوياً لمحبي الطبيعة الساحرة، كما أنها تتميز بميادينها التي تتزين بالنصب التذكارية والتي تبلغ أكثر من 15 نصباً تزين الشارقة. كل من يزور الإمارة الباسمة لا بد أن يشعر بجهود بلدية الشارقة التي اهتمت بشكل خاص بهذه الميادين العامة والنصب التذكارية. ميدان الاتحاد القريب من السوق الإسلامي أو كما يسميه البعض “السوق المركزي” واحد من هذه الميادين الكثيرة، يعتبر من أكبر الميادين الموجودة بالشارقة وأبرزها من ناحية الموقع والجمال، حيث يقع على مساحة إجمالية قدرها أكثر من 60 ألف متر مربع في منطقة السور التي يحيطها السوق الإسلامي ومسجد الملك فيصل وجسر الخالدية في المنطقة المطلة على التلة الشهيرة بعبارة “ابتسم أنت في الشارقة” المكتوبة فوق سطحها بالورد. الجدير بذكر تم تصميم الميدان بشكل مميز، حيث جمع بين الرونق الخاص للميادين العامة والحدائق العامة، إذ يتوسط الميدان نصب الاتحاد الذي يحوي سبع صدفات “محار” يتوسط كل واحدة منها لؤلؤة ترمز في مجملها إلى الإمارات السبع، وتجتمع الصدفات السبع في شكل بديع تلتقي فيه لترتفع على شكل عمود تعلوه لؤلؤة ذهبية ترمز إلى الاتحاد. ويحيط بالنصب حوض مائي تحيط به المسطحات الخضراء المترامية على مساحة الحديقة الشاسعة التي يحيط بها سياج نباتي بارتفاع 85 سم، كما تم تزيين الحديقة بأشجار النخيل وأنواع مختلفة من الشجيرات المزهرة، أيضاً تحتوي الحديقة على أماكن جلوس متناثرة في مختلف أرجائها، بالإضافة إلى أعمدة الإنارة ذات الشكل المميز مما يعطي الحديقة بعداً آخر للزائرين خلال الفترة الليلية. وهكذا تبقى الشارقة في كل ميدان من ميادينها تحاول أن تبرز أهم المعالم السياحية التي تستقطب الكثير من السياح الأجانب الذين كثيراً ما يغتنمون فرصة التصوير بجانب الميدان الذي يبهرهم بجماله وتصميه الهندسي الفريد.