السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف فشلت استطلاعات الرأي في توقع فوز ترامب؟

كيف فشلت استطلاعات الرأي في توقع فوز ترامب؟
9 نوفمبر 2016 21:10
كشف فوز دونالد ترامب المفاجئ على الديموقراطية هيلاري كلينتون، التي بدت الأوفر حظاً لتولي الرئاسة الأميركية، عن خاسر كبير آخر اليوم الأربعاء، هو استطلاعات الرأي. فمن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم في الولايات المتحدة، بما فيها شبكات التلفزيون النافذة والصحف ووكالات الأنباء التي أجرت أكثر من 80 تحقيقاً منذ منتصف سبتمبر، وحدها صحيفة لوس أنجليس تايمز بالاشتراك مع معهد «يو أس سي تراكينغ» منحت التقدم لترامب باستمرار. وصباح يوم الاستحقاق في 8 نوفمبر، أعطى متوسط استطلاعات موقع «ريل كلير بوليتيكس» المرجعي في الولايات المتحدة، تقدما بـ3,3 نقطة لكلينتون على المستوى الوطني. لكن بعد ساعات، أصابت النتائج هيئات الاستطلاع بالذهول. ولم يملك خبير التوقعات الانتخابية الذي يحظى باحترام نيت سيلفر إلا كلمة واحدة لوصف أداء استطلاعات الرأي واعتبره «فظيعاً». فقد توقع موقع سيلفر «فايف ثيرتي ايت دوت كوم» فوز كلينتون في ولايات متأرجحة رئيسة هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وويسكونسن. لكن ترامب غنم بها كلها وبالانتخابات. كما منح قسم الاستطلاعات في صحيفة نيويورك تايمز «ذي ابشوت» الذي يحظى باحترام المرشحة الديموقراطية فرصة فوز بلغت 85% قبل أن ينقلب بشكل مذهل في المساء. وفي مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو ومدير كلية مركز السياسات فيها وصاحب موقع «ساباتوز كريستال بال» (كرة ساباتو البلورية) الذي توقع كغيره فوز كلينتون، قال «كرة البلور هذه فيها شرخ كبير». - لماذا أخطأت الاستطلاعات إلى هذا الحد؟ أجاب ساباتو «من الجلي أن أمراً ما حدث هنا»، مشيراً إلى إساءة التفسير الجوهرية وسط مئات استطلاعات الرأي الرئاسية التي جرت هذا العام. وأوضح أن الكثير من هيئات الاستطلاعات تقيم عينات المشاركين بحسب الكتلة الناخبة وتركيبتها في استحقاقات انتخابية سابقة. هذا ما أدى إلى فشلها في رأيه لأن الاستطلاعات قللت من تقدير عدد أنصار ترامب الهادئين الذين يتجنبون الاستطلاعات. وتابع أن «مشاركة البيض في الريف الأميركي فاقت أقصى التوقعات» فيما تراجعت مشاركة السود والشباب. لكن رغم توقع المستطلعين، تراجع تصويت السود والشباب مقارنة بالعام 2012 مع ترشح الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية «عجزت مراصد الناخبين المحتملين لديهم على الأرجح عن التقاط إشارات المشاركة الكبرى الوشيكة في مناطق البيض الريفية». كما أساءت استطلاعات حملة كلينتون نفسها تقدير أصوات العمال البيض، بحسب ما قال محلل انتخابي رافضاً كشف اسمه. وقال المحلل «أخطؤوا بالكامل، وأنفقوا ثروة». - هل أسيء تقدير الغضب تجاه كلينتون؟ كلا، بحسب ساباتو، «فالاستطلاعات كشفته إلى حد كبير». لكن مراقبين آخرين أقروا على مضض، اليوم الأربعاء، بأنهم ربما لم يعوا مدى الاستياء إزاء السيدة الأولى السابقة والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة التي يعتبرها كثيرون من ضمن النخبة السياسية التقليدية في واشنطن. وأقر خبير الاستراتيجية الديموقراطي بول بيغالا، في تصريح لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية «لم تكن لدي فكرة عن مدى عمق الانقسامات». - أي عواقب على استطلاعات الرأي في المستقبل؟ أكد ساباتو أنه «مرتبك» نظراً إلى أن «مئات من الاستطلاعات بدت على خطأ». وأضاف «ستتشكل لجنة رفيعة أو عدد منها لبلورة صيغة تؤدي عملها». لكنه رفض التخلي عن الاستطلاعات، مؤكداً أن «التحليل الذي يستند إلى الفكاهة ليس علمياً»، مضيفاً «يجب عدم الاستناد إلى الفطرة وحدها، بل إلى البيانات». كما لفت إلى تراجع ثابت في استعداد المشاركين للإجابة على الأسئلة عبر الهاتف، مؤكداً أن «أغلبية استطلاعات الرأي ستجري على الإنترنت» في المستقبل. وتابع، مستبقاً المشككين في مناعة هذه الصيغة أمام التلاعب، أن هذه الاستطلاعات «جديرة بالثقة شرط إجرائها بإتقان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©