الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحقيق رمضاني.. ظاهرة الحجاب الرمضاني المؤقت تثير النقاش

تحقيق رمضاني.. ظاهرة الحجاب الرمضاني المؤقت تثير النقاش
4 سبتمبر 2010 22:10
يهدف حجاب المرأة في الإسلام إلى سترها عن أنظار الرجال الأجانب أو غير المحارم لها، والحفاظ على عفافها وطهارتها. وقد حدد الإسلام شروطا لهذا الحجاب كأن يكون ساترا وواسعا لا يشف ما تحته، ولا زينة فيه ولا طيب أوعطر يفتن الرجال ويثير غرائزهم، ولا تشبه فيه بالرجال أو بصانعات الموضة واللاهثات وراءها وغيرهن من غير المسلمات. بحلول شهر رمضان الفضيل تتسارع فئة لا بأس بها من الفتيات والسيدات إلى ارتداء الحجاب مراعاة لروحانية هذا الشهر وحرمته ورغبة في التقرب إلى الله تعالى فيه، وبمجرد انقضائه تعود تلك المتحجبات إلى ما كن عليه، يخلعن حجابهن المؤقت، ويلبسن ملابس مكشوفة أو ضيقة احتفالا بالعيد وغيره من الأيام!! السؤال المطروح هل حجابهن في رمضان رياء ونفاق أم أنه عادة تلازم قدسية هذا الشهر وروحانيته فقط؟؟ وهل تلك الظاهرة تسيء للمسلمات المتحجبات الملتزمات؟؟ عن هذه الظاهرة استطلعنا مجموعة من الآراء التي تباينت بين رفضها وتأييدها معللة ذلك بوجهات نظر خاصة. خطوات تدريجية تقول فادية عادل: «يعتبر شهر رمضان الفضيل فرصة لترويض النفس على عمل الطاعات واجتناب المنكرات، والحجاب واحدة من هذه الطاعات التي يمكن ترويض النفس عليها في هذا الشهر الفضيل لعل الله يشرح قلب المتحجبة به وتتمسك به بعد رمضان، وهذا يعني أنني لست ضد ارتدائه في رمضان، وخلعه بعده، فهناك نفوس اعتادت على التبرج والسفور وليس من السهل عليها أن تعتاد عليه دفعة واحدة، ولعلها بذلك تحب الحجاب بالتدريج وتتمسك به ولا تخلعه خطوة بعد خطوة». أما بيسان فتحي فتؤيد بشدة لبس الفتيات الحجاب في رمضان بغض النظر عن خلعه بعده أو بقائه لأنها تؤمن بأن ذلك قد يعلق قلب تلك الفتاة به، أي بالحجاب، ويدفعها إلى الالتزام به خصوصا أن إحدى صديقات بيسان كانت هدايتها للحجاب في رمضان، حيث لبسته في هذا الشهر الفضيل منذ 3 سنوات ولم تخلعه حتى الآن، فقد أحبته، وخجلت من الله أن تخلعه بعد أن سترها وشرح صدرها له. رياء مرفوض من جهتها ترفض هديل رؤوف هذه الظاهرة وتتساءل هل الموضة والمزاج حتى في الدين ؟؟ وتضيف: «أعتقد أن هذا نوع من الرياء والنفاق المرفوض دينيا ومجتمعيا، ويرسم صورة خاطئة عن المرأة المسلمة في عيون غير المسلمين، وأتمنى من الفتيات اللاتي يقدمن على هذا العمل أن يتقين الله ويجاهدن أنفسهن على ارتداء الحجاب في رمضان وغيره، فرب رمضان هو رب كل الشهور والأيام». بدورها تعتقد مريم العامري أن ارتداء الفتيات الحجاب في رمضان ضرورة، حتى ولو كن غير محجبات في غيره من الشهور لأن لهذا الشهر حرمته وروحانيته التي ينبغي مراعاتها كما أنها تمنع بذلك إثارة الغرائز والشهوات لدى الصائمين من الشباب المسلم. أما نادية جميل فتسترشد بقوله تعالى في التعبير عن رأيها: «فلا تخشوهم واخشوني». وفي ذلك إشارة إلى أن هؤلاء الفتيات يخشين كلام الناس في عدم ارتداء الحجاب في شهر الصوم، والعبادات فيلبسنه لئلا تطولهن الانتقادات والنظرات المستنكرة، على حد تعبير نادية، التي تؤكد بأن من تفعل ذلك تسيء لنفسها وليس للإسلام. وتفيد بلقيس الزعبي أن الحجاب يرتقي بالمرأة ولا يحط من قدرها ويمنعها من أن تكون لحما رخيصا يتمتع بالنظر إليه من أراد، وتستذكر قول النبي، عليه الصلاة والسلام، وتتمنى أن تتعظ منه كل مسلمة لا ترتدي الحجاب وهو «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا». أحجبة مناسباتية يشير الدكتور حسن المرزوقي، مساعد عميد كلية القانون وأستاذ أصول الفقه في جامعة الإمارات، إلى تفشي ظاهرة الحجاب الوقتي في عالمنا الإسلامي عند حلول شهر رمضان الفضيل، ومع بداية امتحانات الثانوية العامة والجامعية وبعد انقضائها يعود الحال إلى ما كان عليه بخلع الحجاب وارتداء الملابس الضيقة والتبرج المبالغ فيه. يتابع المرزوقي: «أعتقد أن الفتيات والسيدات يلبسن الحجاب في شهر رمضان الفضيل من منطلق الخجل الاجتماعي، وخوفهن من نظرة المجتمع لهن لطالما أن لهذا الشهر روحانيته وقدسيته وحرمته، ويخلعنه بانقضائه لكن ذلك مرفوض شرعا واجتماعيا تماما كالرجال الذين لا يعرفون المسجد إلا يوم الجمعة، وآخرون لا يصلون إلا في رمضان، وكأن التدين صار مربوطا بهذا الشهر وأن لهذا الشهر رب غير بقية الشهور... في الحقيقة المسلم رباني وليس رمضاني، ورمضان فرصة للتغيير وقاعدة انطلاق نحو طريق العبودية الصحيح الدائم الصلة بالله رب العالمين». صفحة بيضاء يؤكد د. حسن المرزوقي، مساعد عميد كلية القانون وأستاذ أصول الفقه في جامعة الإمارات، أن شهر رمضان هو شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله منطلقاً للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى وتجعله في محل رضاه، لذا على كل مسلم أكرمه الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره في شهر رمضان أن يستمر على ذلك بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلى الحسنة بعدها. وينصح المرزوقي هؤلاء الفتيات أن يستفدن من الأجواء الرمضانية الروحانية الرائعة في بناء الإرادة الإنسانية التي تسمو بالنفس فوق الشهوات والرغبات وتدعها تلازمها بعد رمضان.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©