عمر غويلة :
كانت مداخلة عبد الحفيظ الهرقام مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية في ندوة الإعلاميين الرياضيين العرب بمدينة الحمامات التونسية من أبرز ما شد انتباه المشاركين اعتباراً لأهمية الموضوع الذي يتعلق بأخلاقيات المهنة في مجال الإعلام الرياضي· تناول الهرقام الموضوع من جانب العارف بالأوضاع والخفايا إذ اتسمت مداخلته بالصراحة والموضوعية والشفافية· فقد أكد ضرورة احترام أخلاقيات المهنة حتى ينجح الإعلامي في أداء مهمته على الوجه الأكمل مبيناً أن أخلاقيات المهنة هي مرجع لتحديد أصول ممارسة العمل الصحفي وقواعده ·
وتطرق الهرقام إلى المكانة المهمة التي تحتلها الرياضة في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها من صحافة مكتوبة وإذاعة وتلفزيون وشبكات الإنترنت مستعرضاً تطور العلاقة بين الرياضة والإعلام مشيراً في هذا السياق إلى أن الرياضة كانت في بداية القرن الماضي تلهث وراء وسائل الإعلام في سبيل دعم انتشارها وأصبحت اليوم مجالاً رحباً لكسب المال وعالماً لا يخلو من بعض الظواهر السلبية على غرار التعصب والعنف وتناول المنشطات·
وأوضح أن بعض وسائل الإعلام ولا سيما التجارية منها لم تصمد أمام إغراءات الكسب السريع من خلال توظيف المادة الرياضية في استقطاب اهتمام الجماهير سالكة في بعض الأحيان نهج الإثارة والتهويل مؤكدا أن تكريس القيم السامية للرياضة ونشر مبادئهــــا النبيلة مسؤولية تشترك فيها جميع الإطراف من هياكل رياضية ووسائل الإعلام ·
وشدد الهرقام على ضرورة توفير أرضية ملائمة لضمان الممارسة السليمة في مجال الإعلام الرياضي العربي من خلال وضع آليات تضمن التزام الإعلاميين العرب بأخلاقيات المهنة خاصة من خلال جمعيات واتحادات الصحافيين وإدراج مادة الإعلام الرياضي كاختصاص في معاهد الصحافة وعلوم الإخبار والاتصال وتكثيف الدورات التدريبية للإعلاميين الرياضيين·وأفاد أن أخلاقيات المهنة أو مدونة آداب المهنة هي نص أو ميثاق شرف ليس له قوة القانون،وتعد مرجعاً لتحديد أصول ممارسة المهنة وقواعدها ووسيلة لصون مصالحها وحمايتها من كل أشكال الإساءة والانحراف· وبعد أن حذر من اعتماد ممارسات وسلوكيات لا تمت للعمل الإعلامي السليم بصلة، أكد ضرورة أن يميز الإعلامي بين حقه المشروع في أن يكون محباً لنادٍ معين ومستلزمات واجبه المهني الذي يفرض عليه انتهاج الموضوعية والمصداقية وعدم السقوط في الإثارة والتهويل في نقل الأحداث الرياضية باستعمال مفردات ومصطلحات قد تساهم في تحويل المنافسات الرياضية إلى مواجهات عنيفة،مشيرا إلى أن دقة
وأهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلامي الرياضي تستوجب منه التقيد والالتزام بجملة من المبادئ الأخلاقية تهدف إلى تعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين الشباب العربي ونشر قيم السلم والتسامح بين البشر·مداخلة الهرقام التي تبعها حوار شيق ساهم فيه العديد من الزملاء بتقديم جملة من الاقتراحات كانت محل إشادة من الجميع الذين أكدوا ضرورة تحلي الإعلامي بجملة من المواصفات التي من شأنها أن تدعم مكانته ·
عدد اليوم
