الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النايبت والرهان الأخير

21 ابريل 2006

كان يحلم باللعب في بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا لتكون أفضل ختام لمشواره الدولي مع منتخب بلاده، وكان هو وزملاؤه أسود الأطلس في المنتخب المغربي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك، لولا أن منتخب تونس حرمه من نيل هذا الشرف، وتأهل على حسابه الى المونديال القادم في ألمانيا· وسر هذا الحلم الكبير انه تجاوز السادسة والثلاثين من عمره وكان يعتبرها الفرصة الأخيرة للعب في كأس العالم حيث لا يضمن البقاء في الملاعب حتى موعد كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد أربع سنوات·
ولأن هذا الحلم ضاع وتلاشى فإنه لم يعد أمام النجم المغربي المخضرم نور الدين النايبت كابتن منتخب أسود الأطلس سوى ناديه الانجليزي توتنهام ومحاولة تحقيق إنجاز كبير معه وليس هناك بالطبع ما هو أفضل من اللعب في دوري الأبطال الأوروبي حيث ينافس توتنهام حاليا على المركز الرابع في الدوري وهو ما يعني إمكانية ان يلعب الموسم المقبل في هذه البطولة·
ولكن النايبت لم يشارك في مباريات مع فريقه منذ شهر أكتوبر الماضي عندما فاز توتنهام على تشارلتون 3/2 في الدوري الانجليزي ولا يلوح في الأفق ما يفيد امكانية مشاركته فيما تبقى من مباريات قليلة جداً قبل نهاية الدوري· ورغم ذلك كان النايبت حريصا على ان يصرح بأنه باق مع توتنهام لمساعدته في استكمال حلمه باللعب في دوري الأبطال الأوروبي حتى وإن كان في طريقه الى الرحيل من هذا النادي في الصيف المقبل حيث ينتهي عقده ولا سيما انه ليست هناك مؤشرات تفيد أو توحي بأن توتنهام سيجدد له هذا العقد· ويضيف النايبت قائلاً: سواء بقيت في الدوري الانجليزي مع توتنهام أو رحلت فإنني سأظل أبذل ما في وسعي لمساعدة توتنهام في مسعاه نحو التأهل لدوري الأبطال الأوروبي·· فذلك شيء أحب كثيرا ان أراه يحدث بصرف النظر عن بقائي أو رحيلي·
وقال النايبت الذي يعتبره خبراء كرة القدم الأفريقية واحداً من أفضل مدافعي القارة السمراء لا أعرف ما الذي يخبئه لي المستقبل ولكنني أشعر بأنني ما زلت قادراً على العطاء وهو ما يؤكد رغبته الشديدة في الاستمرار في الملاعب وان لحظة الاعتزال لم تحن بعد حتى وإن كان البعض قد ردد خلال بطولتي كأس الأمم الأفريقية الأخيرتين في تونس ومصر ان لحظة اعتزال النايبت للعب الدولي على الأقل قد حانت وأن عليه ان يفسح المكان للشباب المغربي الصاعد بل كان البعض يردد هذه النغمة حتى في بطولة الأمم الأفريقية في مالي عام 2002 وفي كل مرة كان يسمع فيها النايبت هذا الكلام كان يزداد اصرارا وتصميماً وهو ما انعكس بوضوح على نجاحه في قيادة منتخب بلاده الى المباراة النهائية في كأس الأمم 2004 بتونس مع التسليم بأن مستواه كان قد تراجع الى حد ما خلال الأمم الأفريقية الأخيرة بمصر·
وقد التصق بالنجم المغربي الكبير أكثر من لقب منها القائد والزعيم والملتزم ورجل الواجب وغيرها من الألقاب التي كانت الصحافة تطلقها عليه في الدول التي لعب لبعض أنديتها·
البداية في الوداد
والنايبت هو أفضل انتاج لمدرسة الوداد المغربي لكرة القدم ومنذ شبابه وهو لاعب جاد وملتزم ويتدرب بقوة وكان قد بدأ في فرق الناشئين بنادي الوداد البيضاوي ولفت اليه بشدة انظار جماهير مدينة الدار البيضاء المغربية وهي جماهير ذواقة لكرة القدم ولم يكن من السهل اقناعها بإمكانيات لاعب ما جديد·
ومع هذا النادي الاسطوري للعاصمة الاقتصادية للمغرب فاز النايبت بالدوري ثلاث مرات كما فاز بدوري الأبطال الافريقي عام 1992 وفي نفس العام شارك في دورة الألعاب الأولمبية ببرشلونة مع منتخب بلاده·· وكانت هذه نقطة الانطلاق الى العالمية والتألق خارج حدود الوطن فأداؤه في هذه الدورة أعطاه تذكرة الذهاب الى أوروبا وبدأ مع نادي نانت الفرنسي وأصبح معبوداً للجماهير هناك وصعد نجمه في فرنسا لدرجة ان مجلة فرانس فوتبول الفرنسية منحته مرات كثيرة مكانا بين أفضل عشرة لاعبين في فرنسا·
المحطة الثانية
وكانت المحطة الثانية للنايبت في البرتغال حيث لعب هناك موسمين مع فريق سبورتنج لشبونة وكان أداؤه هناك وما يتحلى به من ثقة وعقل ورصانة ورؤية شاملة للملعب وقدرة غير عادية على القيادة سبباً في مطاردة الأندية الاسبانية له ونجح ديبورتيفو لاكورونيا في الفوز به مقابل 12 مليون فرنك سويسري وقتها وكان رقماً قياسياً يحصل عليه لاعب مغربي آنذاك·
أول مغربي
ومع ديبورتيفو لاكورونيا حقق النايبت أفضل انجازاته وحقق أيضاً الشهرة والمجد والصيت وكان واحداً من أهم وأفضل المدافعين في الدوري الاسباني·· ففاز بدوري اسبانيا عام 2000 وكانت أول بطولة دوري اسباني يحصل عليها لاعب مغربي كما حصل 2002 على كأس اسبانيا وايضا كأس السوبر الاسباني من بين أنياب فريق ريال مدريد العريق بنجومه وقتها زيدان وفيجو ورفاقهم·
8 مواسم مع لاكورونيا·
ثمانية مواسم كاملة مع هذا الفريق الاسباني كان اسم النايبت يتردد على كل الألسنة في اسبانيا وكانت صورته تملأ صفحات الصحافة الرياضية هناك·· فبعد اقامة استمرت من 96 الى 2004 رحل النايبت المولود في العاشر من فبراير عام 1970 بالدار البيضاء تاركا خلفه حزناً عاماً بين الجماهير وكان انتقاله هذه المرة الى انجلترا ليلعب في صفوف فريق توتنهام الذي ما زال مقيدا به حتى الآن رغم انه لم يلعب منذ شهور طويلة·
وتاريخ النايبت الدولي مع منتخب أسود الأطلس حافل ومشرف فقد شارك في 6 كؤوس أمم أفريقية بدءاً من 92 ثم 98 و2000 و2002 و2004 و·2006 كما كان له شرف اللعب في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا وشارك في 105 مباراة دولية ·
وسواء واصل النايبت مسيرته كلاعب بحثاً عن حلم جديد أو رهان آخر مع توتنهام أو غيره من الأندية وسواء اكتفى بهذا القدر فإن الكرة الافريقية والعربية بل والعالمية ايضا ستتذكر دوماً هذا النجم الجنتلمان أو كما يحلو للبعض تسميته بالفارس الأخير!·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©