الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوكو حرام.. عقبة أمام «بخاري»

10 يونيو 2015 22:36
بعد أسبوع من تنصيب «محمدو بخاري» رئيساً لنيجيريا، الذي تعهد بالقضاء على بوكو حرام، ردت الجماعة المتطرفة بسلسلة من التفجيرات القاتلة أودت بحياة العشرات من الناس شمال شرق البلاد. وأكدت هذه التفجيرات المهمة الصعبة التي تنتظر الرئيس بخاري، الذي ينظر إليه كثيرون على أنه رجل قادر على تخليص البلاد من الإرهاب. كما سلطت هذه الهجمات الضوء على التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة، التي تتوق لهزيمة بوكو حرام، لكنها تحذر من إمداد نيجيريا بكم كبير من المساعدات العسكرية قبل إعادة هيكلة قوات الأمن الخاصة بها، والمعروفة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. أما الفصل الثاني من المعركة ضد «بوكو حرام» فقد يكون أكثر صعوبة. وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي بارز: «أعتقد أننا قد نرى نهاية مرحلة كبيرة من مراحل المعركة، ولكن إذا عادت بوكو حرام إلى تكتيك الكر والفر، فقد يكون الأمر حتى أصعب بالنسبة لقوات الجيش النيجيري». ومنذ شهور، ذكر الجيش النيجيري أن «بوكو حرام» قد تضع الأساس للقضاء على الجماعة بعد تولي «بخاري» السلطة. وبدلاً من ذلك، كان الأسبوع الماضي هو الأكثر دموية في الأشهر الأخيرة. وقام المتشددون بهجمات بالقرب من مطار «مايدوجوري» الدولي، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً. ويوم الثلاثاء الماضي، فجّر شخص نفسه في مجزر بالمدينة ذاتها، ليقتل 40 شخصاً. وكانت «مايدوجوري»، وهي المدينة الرئيسية في شمال شرق البلاد، من بين الأماكن التي قالت قوات الأمن النيجيرية إنها هزمت «بوكو حرام» بها. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، كان هناك عدد قليل نسبياً من الهجمات، وكانت أسواق وشوارع المدينة ممتلئة. وفي الهجوم الأخير، مساء الخميس، قصف المتشددون سوقاً بالقرب من مدينة «يولا» شمال شرق البلاد، ما أودى بحياة 31 شخصاً وإصابة العشرات، وفقا لمسؤولين نيجيريين. ويأتي هذا التصعيد في الهجمات فيما تعرض الجيش لمزيد من النقد بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. وذكر تقرير صدر يوم الأربعاء أن الجيش تسبب في مقتل حوالي 8000 مدني منذ 2009، بعضهم تم اعدامه، وتوفي أغلبهم في الحجز العسكري. وقال التقرير إن «معتقلين سابقين ومصادر عسكرية رفيعة المستوى قد وصفت كيف تعرض المعتقلون للتعذيب بشكل منتظم حتى الموت – بتعليقهم على أعمدة فوق النار، أو القذف بهم في حفر عميقة أو استجوابهم باستخدام الهراوات الكهربائية». وذكر التقرير أسماء خمسة ضباط عسكريين يجب استجوابهم من قبل حكومة بخاري. والآن، تحاول الولايات المتحدة البحث عن وسائل لمساعدة رئيس نيجيريا الجديد، الذي يصف نفسه كمصلح، من دون خرق القانون الأميركي الذي يمنع تقديم مساعدات لمنتهكي حقوق الإنسان، وأشار الباحثون الذين أعدوا تقرير منظمة العفو الدولية إلى ضرورة مواصلة تقديم التمويل الأجنبي للجيش، ولكن مع بذل جهد أكبر لمعاقبة هؤلاء المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وفي هذا الاطار، ذكر «دانيال أير»، الباحث في شؤون نيجيريا بمنظمة العفو «لفترة طويلة، كانت دولاً كثيرة تساعد الجيش والشرطة بالتدريب في مجال حقوق الإنسان، بيد أن هذا لم يأت بالنتائج المرجوة». وحتى الآن، يقول مسؤولون أميركيون إنهم واثقون أن بإمكانهم زيادة المساعدات العسكرية وفي الوقت نفسه تشجيع الجيش النيجيري على تحسين سجله. إن ما يسمى بتعديل «ليهي» يمنع تقديم مساعدات أميركية لوحدات جيش أجنبي تنتهك حقوق الإنسان. ومن جانبه، فإن الرئيس بخاري، الذي تلقي تدريباً في ثمانينات القرن الماضي في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي بولاية بنسلفانيا، يبدو حريصاً على الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الأميركية. وقال المسؤول الأميركي «إنه يتطلع لنا لمواصلة وتوسيع نطاق مساعداتنا. وإننا لدينا الرغبة في البحث عن أشكال جديدة من التدريب والتجهيز، ومثل هذه الأشياء»، ومن بينها التوسع في تبادل المعلومات الاستخبارية. يذكر أن الولايات المتحدة قدمت 6.3 مليون دولار للجيش والشرطة النيجيرية في 2014، بالرغم من التوترات مع إدارة الرئيس السابق «جودلاك جوناثان»، التي غالباً ما بدت وكأنها تتجاهل مطالبات بوقف انتهاكات حقوق الإنسان. وفي الوقت نفسه، يبدو أن المتمردين عازمون على إثبات قدراتهم على شن هجمات قاتلة. وفي شريط فيديو مدته عشر دقائق، أذيع يوم الثلاثاء الماضي، رفضت الجماعة مزاعم الجيش بإحراز نجاحات. كيفين سييف ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©