الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخرطوم تلغي الاتفاقات الأمنية والنفطية مع جوبا

الخرطوم تلغي الاتفاقات الأمنية والنفطية مع جوبا
10 يونيو 2013 00:03
الخرطوم (وكالات) - ألغت السلطات السودانية أمس الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع جنوب السودان التي كانت أبرمت هذا العام بهدف خفض التوتر إثر مناوشات على الحدود. وأعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان في مؤتمر صحفي “سنوقف العمل بكافة الاتفاقيات التسع وليس فقط اتفاق النفط”. ويأتي إعلان الوزير بعد إصدار الرئيس السوداني عمر البشير أمراً أمس الأول بوقف نقل نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية لتصديره. كما يأتي بعدما حذر البشير سلطات جوبا من دعمها المتمردين في ولاية جنوب كردفان الحدودية وإقليم دارفور بغرب السودان. وقال مسؤول كبير بشركة نفط في جنوب السودان أمس إن السودان أخطر دولة الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط الذي يستخدم في تصدير الخام من حقول الجنوب. وقال جون سيماسونا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبتروساوث سودان في تصريحات لـ(رويترز) “أخطرونا بأن خط الأنابيب مغلق الآن. ننتج منذ شهر تقريبا والنفط وصل الميناء السوداني بالفعل”. من جانبه ، وصف برنابا بنجامين وزير الإعلام بجمهورية جنوب السودان قرار الرئيس السوداني عمر البشير وقف تصير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم، وذلك بعد أمر البشير أمس بوقف ضخ نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان بداية من يوم الأحد بسبب ما وصفه بدعم جوبا للمتمردين الذين يحاربون الخرطوم. وقال بنجامين “لم يتم إبلاغنا بشيء عن ذلك حتى الآن. كنا قد اتفقنا على استئناف ضخ النفط” في إشارة إلى أن الخرطوم لم تصدر أي إشعار بوقف تدفق النفط. وحذر بنجامين من أن القرار سيسبب كارثة بيئية ستمتد آثارها إلى دول الجوار على حد وصفه. وقال إن “السودانيين لهم مشاكلهم الداخلية وهم يحاولون تحويل جنوب السودان إلى كبش فداء”. وجدد بنجامين نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير، وأضاف أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الأفريقي الذي توسط في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مارس، وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط. وفيما يستعد السودان لوقف تدفق النفط من الجنوب عبر أراضيه بأمر من الرئيس عمر البشير قال خبير سوداني إن هذه العملية تحتاج الى أسابيع. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمر السبت بوقف مرور نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان ابتداء من الاحد، كما أعلنت الإذاعة الرسمية بعدما حذر الجنوب من دعم المتمردين الذين يقول محللون انهم الحقوا هزيمة بالسلطات. وقالت اذاعة ام درمان الرسمية ان الرئيس السوداني “اعطى تعليمات الى وزير البترول بوقف تدفق نفط جنوب السودان ابتداء من غد الاحد” دون ان تضيف أي تفاصيل. وأكدت وكالة الأنباء السودانية هذه المعلومات. وقالت إن الرئيس السوداني امر “بإغلاق” انبوب النفط اعتبارا من الأحد. لكن خبيرا مستقلا قال طالبا عدم كشف هويته “اعتقد أن هذا الأمر يحتاج الى 45 يوما” ، موضحا انه “لا يشبه فتح وإغلاق صنبور ماء”. وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها الخرطوم بإغلاق الأنابيب امام نفط الجنوب خلال 18 شهرا. واكد الرئيس البشير في تدشين محطة للكهرباء في الريف ان الخرطوم لن تسمح باستعمال العائدات النفطية في الجنوب “لدعم متمردين ضد السودان”. وأضاف في كلمة بثتها وكالة الأنباء السودانية ان السودان لا يهمه اذا قام الجنوب بإرسال نفطه عبر طرق اخرى, ملمحا بذلك الى محادثات اجرتها دولة الجنوب مع كينيا ودول اخرى لإيجاد طرق مرور بديلة. ومنذ اقل من شهرين، يعبر النفط ببطء الأراضي السودانية قادما من الجنوب الى مرفأ التصدير على البحر الأحمر. وكان البشير حذر في 27 مايو من انه سيوقف مرور النفط اذا قدمت حكومة الجنوب مساعدة للمتمردين الذين يقاتلون السلطات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق او في منطقة دارفور، لكن جوبا نفت تقديم اي دعم للمتمردين. وجاء تهديد البشير في نهاية مايو في احتفال بعد استعادة الجيش لبلدة ابو كرشولة في ولاية جنوب كردفان. واستعادت السلطات السودانية البلدة بعد شهر من سيطرة متمردي الجبهة الثورية عليها, في هجوم منسق على عدد من المناطق بما في ذلك مدينة ام روابة الاستراتيجية التي كانت هادئة حتى ذلك الحين. ورأى المحللون في هجوم الجبهة الثورية حينذاك هزيمة للسلطات. وقال احد هؤلاء المحللين لوكالة فرانس برس ان شائعات أفادت مؤخرا أن “تحرير” ابو كرشولة جاء بسبب انسحاب متمردي تحالف الجبهة الثورية منها. وقال هذا المحلل طالبا عدم كشف هويته “انهم قلقون لأنهم يخسرون عسكريا”، في إشارة الى الجيش السوداني. وفرضت الحكومة السودانية قيودا صارمة على دخول جنوب كردفان والنيل الأزرق, حيث يقاتل المتمردون منذ سنتين. وقال المحلل إن “المشكلة هي انه لا احد يرى أي دليل” على استمرار دعم الجنوب للمتمردين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©