الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي لرعاية النساء والأطفال»: العنف الأسري في الإمارات ليس ظاهرة

10 يونيو 2013 13:13
شروق عوض (دبي) - اعتبرت الدكتورة منى البحر عضو المجلس الوطني الاتحادي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، العنف الأسري ضد الأطفال والنساء في الدولة ممارسات لحالات فردية، نافية أن يكون ظاهرة تستدعي الوقوف عندها. وأبلغت «الاتحاد» بأن المؤسسة تتلقى يومياً ما بين 30 إلى 40 مكالمة هاتفية على خطها المجاني، تتلخص في مجملها في تعرض بعض النساء والفتيات والأطفال إلى عنف من الأسرة أو الغرباء أو الاتجار بهم. وكشفت عن تلقي المؤسسة اتصالات من رجال لطلب المشورة في كيفية لجم غضبهم الموجه ضد أفراد أسرهم، إضافة إلى قضايا غير جادة، موضحة أن المؤسسة تتعامل مع الشكاوى الجادة والطارئة فوراً من خلال إرسال مختصين، بعد إبلاغ الشرطة؛ كونها تمتلك سلطة الضبطية، إذ يقوم الطرفان بمعاينة الحالة، ويتم اتخاذ قرار الإيواء من عدمه دون أي تردد، تبعاً لدرجة العنف التي تعرضت لها الضحية. وأضافت نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال: “نعمل على إيجاد الحلول الناجعة لنحافظ على استقرار كيان الأسرة والمحافظة عليها ولم شملها، في حال طلبات الاستشارات من قبل بعض الرجال”. وأشارت الدكتورة منى البحر إلى كثرة استقبال المؤسسة مكالمات هاتفية تمثل حالات خارجية، عبر الخط المجاني من أصحاب الشأن أو غرباء وجيران أو من جهات أمنية ومؤسسات تربوية، مشيرة إلى أن هذه الحالات تتصف باستقرار أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، لكنها تواجه إشكاليات في عدم القدرة على التواصل مع الزوج أو الأسرة على سبيل المثال، وقد تتعرض بالفعل إلى عنف، مؤكدة عدم التردد في إيوائها. ونوهت بأن تلك الحالات الخارجية ليست محصورة فقط بين فئة المواطنين، بل تمتد إلى الجنسيات كافة وعلى مستوى إمارات الدولة، فيما تحرص المؤسسة على الوصول إليها من خلال إرسال الأخصائيات، للاطلاع على مشكلة النساء والأطفال المعنفين، وعقد جلسات دورية مفيدة مع أطراف المشكلة لحلها، واستقرار ظروفها، بينما نضطر إلى إيوائهم في حال استعصى الأمر وتزايدت درجة العنف الموجه ضدهم. وتابعت: “لا تتوانى إدارات المدارس عن إبلاغنا في حال اكتشافها لتعرض البعض من طلبتها الصغار للعنف من قبل الأهالي؛ الأمر الذي يدفعنا إلى إبلاغ الشرطة كونها تمتلك سلطة الضبط القضائي، والذهاب إلى معاينة حالة الطفل المعُنف على الفور، وفي حال تبين تعرضه لعنف سواء كان جسدياً أو نفسياً، نقوم على الفور بأخذه وإيوائه من خلال مساعدة الشرطة”. وأوضحت البحر أن العنف الأسري ليس ظاهرة، بل يعد حالات فردية، تعود لظروف مرتكبيه النفسية والاجتماعية والاقتصادية، فيما تسعى المؤسسة جاهدة لتقديم خدمات الحماية للضحايا وإعادة التأهيل والإيواء والتوعية في الوقت نفسه، للحد منه. وركزت عضو المجلس الوطني الاتحادي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال على طبيعة الخدمات المجانية التي تقدمها المؤسسة للنساء والأطفال، بغض النظر عن العرق والدين، سواء كانت ضحية للاتجار بالبشر أو العنف الأسري، حيث تتكفل المؤسسة بتقديم خدمات الإيواء والدعم الفوري. وأوضحت أن الدعم يتمثل في المعالجة الفردية للحالات عن طريق الرعاية الصحية من قبل هيئة صحة دبي، والدعم والمعالجة النفسية والاجتماعية من قبل مختصي المؤسسة، فيما تقدم المؤسسة المشورة في الأمور القانونية، بينما قد تلجأ إلى مكتب السويدان للمحاماة في حال تعقدت ظروف الحالة، إضافة إلى توفير الدعم القضائي والمتابعات الخاصة بالسفارات والقنصليات والإقامة. وأشارت منى البحر إلى أن الخدمات المقدمة للنساء اللاتي تعرضن لعنف منزلي، تتمثل في السعي لإصلاح أحوال زوج الضحية “العنيف” في حال كان لها أبناء، فيما تساعد الزوجة “المعنفة” على الحصول على الطلاق في حال استعصى إصلاحه. وأفادت بأن المؤسسة توفر للضحية وأطفالها المسكن من قبل مؤسسات الدولة المعنية، مثل وزارة الشؤون وغيرها من الجهات المختصة، في حال كانت مواطنة. خطط مستقبلية تعكف مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، حالياً، على إجراء دراسات خاصة بالعنف ضد المرأة ومجهولي النسب، مبنية على أبحاث ووسائل علمية، بحسب الدكتورة منى البحر عضو المجلس الوطني الاتحادي نائب المدير التنفيذي للمؤسسة. وقالت البحر إن جهود المؤسسة تتركز حالياً على نشر ثقافة الحد من العنف، والسعي لتقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد العائلة لبناء مجتمع آمن. وأضافت أن المؤسسة تعد البرامج العلمية المختصة بشأن العنف والبحث العلمي لإيجاد الحلول الناجعة لوقف استمرار تعرض أولئك النساء والأطفال للإساءة، وفي الوقت ذاته تعزز وعي المجتمع من خلال برامج التثقيف والتواصل المجتمعي، إضافة إلى تعميم ثقافة نبذ العنف بين أوساط الأطفال في المدارس حتى لا يقعوا ضحايا له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©