الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربويون: المذاكرة الجماعية تهدر الوقت وتفقد التركيز

تربويون: المذاكرة الجماعية تهدر الوقت وتفقد التركيز
10 يونيو 2012
حذر تربويون من لجوء الطلبة خلال هذه الفترة من نهاية العام الدراسي، إلى المذاكرة الجماعية، واعتبروها مضيعة للوقت، ولا تخدم أهداف الطلبة في تبادل المساعدة، أو تكسر ملل استذكار الواحد منهم لدروسه، ووصفوها بالشللية التي تضر بمصلحة الطلبة. في الوقت نفسه، أوضح عدد من الطلبة أنهم يفضلون المذاكرة الفردية ومراجعة الواحد منهم لدروسه بمفرده، بينما رأى آخرون أن «الجماعية» هي الأنسب والأفضل وأنها أحد العوامل المحفزة على المذاكرة، باعتبارها طريقة يستفاد منها في التغلب على غموض بعض المواد وفتح المجال للنقاش حول بعض النقاط في المناهج. هناء الحمادي (أبوظبي) - أرجع تربويون سبب رفضهم للمذاكرة الجماعية، إلى أنها تشتت الذهن وتفقد التركيز، بسبب كثرة الأحاديث الجانبية، وطالبوا بأن لا تكون المذاكرة في اللحظات الأخيرة قبل الاختبار، بل يجب أن تكون مستمرة طوال العام. إلى ذلك تفضل ميسون غريب، طالبة ثانوية في مدرسة خاصة الاستذكار على شكل مجموعة في منزل صديقتها قبل الامتحانات بأيام عدة، وتقول: هذه هي السنة الثانية التي أقوم بالمراجعة الجامعية للامتحان مع صديقاتي، حيث أجدها تساعد على الاستيعاب مع فرصة المناقشة واستعادة ما دار في الفصل، مشيرة إلى أنها لها طعم آخر يبعدنا عن الروتين والوحدة، وفي الوقت نفسه المناقشة وتبادل الآراء حول معلومة تفيد الجميع. وأكدت أن «شلة» المذاكرة تساعد على تبادل المعلومات وتصحيحها وتزيد من قوة المراجعة وتبادل المعلومات، وهذا ما يحدث معي أثناء المراجعة مع صديقاتي الثلاث المتفوقات دراسيا اللاتي لا يبخلن على بأي إيضاح لمعلومة أجدها صعبة علي. تبادل المعلومات وفي هذا الجانب ترى هند حسن أحمد طالبة بالصف الثالث الإعدادي أن المذاكرة الجماعية هي أسلوب دراسي ذو حدين أحدهما إيجابي يتلخص في تبادل المعلومات بين الطلاب، وبالتالي يستفيد الطالب الذي قد لا يتمكن من التقاط المعلومة بصورة جيدة من قبل مدرس المادة، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من توضيح بعض النقاط غير المفهومة في المقرر من قبل أحد الطلاب المتفوقين القادر على توصيل المعلومة بصورة مبسطة وصحيحة لبقية زملائه، بينما الجانب السلبي في المذاكرة أنها قد لا تصلح في أوقات الامتحانات النهائية نظرا للكم الهائل من المعلومات والواجب على الطالب مذاكرتها بالكامل. وقال الطالب خميس عبدالله مبارك، طالب ثانوي: يمر الطالب في هذه الفترة بضغط نفسي وتوتر وقلق وخوف من الامتحان، وحتى يتدارك هذا الشعور، نجد البعض منا يفضل المذاكرة الجماعية وأنا من الذين يطبقون ذلك منذ عدة سنوات ودائما ما تكون نتائجي فوق الجيد والحمد لله، مؤكداً أن المراجعة الجماعية قد تشجع الطالب وتحفزه على حفظ المعلومة وذلك من خلال تكرارها من قبل زملائه، لكن ينصح من يعتمد على هذه الطريقة، بأن تكون هذه المذاكرة لمجموعة لا تتعدى الثلاثة طلاب، وذلك تجنبا للفوضى والأحاديث الجانبية، ولكي يتحقق الهدف المنشود وهو النجاح والحصول على درجات مرتفعة لترضي الجميع. ولفت إلى أنه يقضي معظم وقته خلال فترة الامتحانات برفقة اثنين من زملائه بهدف مراجعة المقررات، وإن تطلب ذلك مكوثه معهم لساعات متأخرة من اليوم، إلا أنه في النهاية يزخر بفهم المقرر واستيعابه، ومن ثم أداء الامتحان بمستوى جيد، متمنياً من جميع الطلاب بذل ما بوسعهم في الأيام القادمة لتحقيق أعلى النتائج في الامتحانات بدلاً من تضييع وقتهم في اللعب واللهو ومشاهدة التلفاز، واستغلال الوقت في المذاكرة. مضيعة للوقت وتفضل هيام عبد الغفار طالبة في المرحلة الثانوية، المراجعة الفردية بعيداً عن الجماعية التي ترى فيها مضيعة للوقت، معللة كلامها بقولها: من خلال تجارب صديقاتي اللاتي يذاكرن بشكل جماعي ومعظم نتائجهن خلال السنوات الماضية دون المستوي الذي يرضيهن، منذ دخولي مرحلة الإعدادية، التي أجدها تحتاج إلى تركيز وفهم أكثر أجد المذاكرة الفردية هي الأفضل، باعتبار أن المذاكرة والمراجعة الجماعية، يتخللها الكثير من الضحك والكلام وأجواء لا تساعد على المذاكرة، والفائدة المرجوة ستكون قليلة، حيث لا يمكن تغطية المادة بأكملها بين مجموعة كبيرة. وتضيف: أشعر بالراحة والاستقرار حين أراجع بمفردي، وزيادة القدرة على الفهم، ولا أستطيع المراجعة إلا إذا خيم على المكان الهدوء التام، خصوصاً في مادة الرياضيات. من جانبه يتفق حمدان راشد المرزوقي مع رأي هيام ويجد أن المذاكرة الفردية أفضل بكثير من مراجعة الدروس مع مجموعة من الأصدقاء ويقول: غالبا ما تكون التجمعات الطلابية وقت المذاكرة إهداراً للوقت والجهد، لأنه قد يستفيد أقلية منها، لكن الغالبية العظمى تستغل وقتها في المزح والضحك، مشيراً إلى أن من يحب المذاكرة الجماعية عليه أن يختار بالفعل من الأشخاص الباحثين عن النجاح، وليس من يريد أن يقضي وقته في اللهو ويدعي المذاكرة. إلى ذلك ترى المعلمة فاطمة البلوشي معلمة لغة عربية، أن المذاكرة الجماعية تختلف حسب شخصية الطالب، كما أن هذا النوع من المذاكرة يتوقف على أطراف المذاكرة. وتضيف: من الضروري عندما يختار الطالب الأشخاص الذين سيشاركهم في مذاكرته أن يتسموا بالجدية والتفوق، وأن يكون مستواهم قريبا من مستواه، وأن يكونوا على قدر من الالتزام، موضحة أن هناك معايير لنجاح طريقة المذاكرة من أبرزها أن تكون المجموعة دافعة للطالب، وليست محبطة أو مضيعة للوقت، وأن يكون لكل منهم نظام في مذاكرته لا يعتمد فيه على الآخر، بمعنى أن يذاكر الطالب من تلخيصه هو، وليس من تلخيص زملائه، فكل منهم له أسلوب مختلف عن الآخر، وأن تكون المذاكرة تحت إشراف أحد من أولياء الأمور، وأن يكون مكان المذاكرة بعيدًا عما يشتت تفكيره، مع مراعاة عدم السهر أو الإكثار من المنبهات. كما ترى سهى سيد أحمد معلمة بالمرحلة الثانوية أن الأمر نسبي يختلف حسب تعود الطالب وطريقة مذاكرته، وأنه من المستحسن أن تكون المذاكرة الجماعية أثناء المراجعات فقط، وتؤكد أن هناك قواعد مهمة للمذاكرة الجماعية لتؤتي نتيجة طيبة وهي أنه لا بدَّ من أن يكونوا في مستوى دراسي واحد حتى لا يعطل أحدهم أصدقاءه، وأن يكون العدد قليلاً قدر الإمكان، فكلما قل العدد كانت المذاكرة أفضل، وأن يكون المكان مناسباً لكل الأفراد. وعن طريقة مذاكرة أبنائها فتقول: أبنائي من النوع الذي يجد المذاكرة الفردية العامل المؤدي إلى النجاح بتفوق، بينما الجماعية هم يرفضونها، حيث يجدون التركيز والاستيعاب، يقل ويؤدى إلى نتائج أقل من المستوى المطلوب. ويجد خميس سالم مدير مدرسة الشافعي للتعليم الأساسي في دبي أن استذكار الطالب بمفرده يساعد على التركيز، ويعطيه حرية أكبر، لكي يختار ما يريد استذكاره، وينتقل بين الموضوعات التي عليه استذكارها في اليوم الواحد كما يشاء. ويتابع: عيب الاستذكار المفرد هو سرعة الملل، مما يجعل النعاس يغلب عليه، وقد يسرح الذهن وينشغل في أمور ومواضيع خارجية، بينما المذاكرة الجماعية قد تشحذ الذهن، وتوجد حالة من التنافس بين الزملاء، ومع ذلك فهناك وقت ضائع في عملية المذاكرة الجماعية في حضور الأصدقاء للمكان الذي اتفقوا للقاء فيه للاستذكار، كما أنه مهما بلغ حرص الجميع على توخي الحذر والالتزام فلا بد أن يكون هناك وقت مستقطع في أحاديث جانبية، لا علاقة لها بالدروس التي جاؤوا لاستذكارها. نصائح مفيدة أثناء المذاكرة تحديد مكان وموعد للمذاكرة اليومية بشرط أن تكون المذاكرة على المكتب وليس على السرير للحصول على التركيز. الحصول على قسط من الراحة كل ساعة أو ساعتين للراحة الذهنية وأيضا الجسمانية. عدد المواد التي ستتم مذاكرتها لا تزيد على ثلاث مواد حتى لا يتشتت ذهنك. المذاكرة الجماعية تضيع الوقت وبالأخص أيام الامتحانات فالمذاكرة الفردية أفضل بكثير. المذاكرة الجيدة تكون بالورقة والقلم لأنها مفيدة جدا، وتنشط الذاكرة وتجعل الاستيعاب والحفظ أفضل وعدم النسيان بجانب المذاكرة بصوت عال لأنها تمنع التشتيت والسرحان أثناء المذاكرة. تلخيص النقاط المهمة في صورة عناصر لتكون سهلة المراجعة ليلة الامتحان. لابد أن تنام 8 ساعات يوميا لكي تحصل على قسط وافر من الراحة الذهنية والجسمانية تستطيع بعدها مواصلة المذاكرة الصحيحة. أن يكون الجو المحيط بك مناسباً لك ومريحا وأفضل مكان للمذاكرة هو غرفتك مع عدم الإكثار من الوجبات الخفيفة أو الاعتماد على السكريات فقط لأنها تمنح النشاط والطاقة وسرعان ما يعقبها حالة من الخمول والارتخاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©