الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

صحفية تضرب عن الاستهلاك المفرط طوال سنة

25 يونيو 2014 16:45
ابتعدت الألمانية غريتا تاوبرت طوال سنة عن مجتمع الاستهلاك بعد أن قررت أن تؤمن المأكل والمشرب والملبس من دون إنفاق الكثير. وأول ما اشترته غريتا تاوبرت بعد 12 شهرا من التقشف كانت جوارب نسائية، بحسب ما كشفت الشابة الثلاثينية وهي تحتسي فنجان قهوة في مقهى يقع في مدينة لايبزيغ في ما كان يعرف سابقا بألمانيا الشرقية. وأضافت "اشتريت أيضا مستحضرات تنظيف ... حتى أنني صنعت مستحضري الخاص لتنظيف الشعر بعد أن تخليت عن جميع المستحضرات المرتفعة الكلفة" إلى أن أصبح منظري لا يحتمل وأكد لي أقربائي أنني بالغت في المسألة. فطوال سنة، قايضت هذه الصحافية المستقلة ملابسها في متاجر مخصصة لهذا الغرض وزرعت الخضار في حديقة جماعية واتكلت على الغرباء لنقلها إلى برشلونة بالسيارة على بعد أكثر من 1700 كلم لتمضي إجازة. وقد استندت الشابة إلى تجربتها هذه لتؤلف كتاب (نهاية العالم الآن!) الذي تروي فيها حياتها بعيدا عن هذا المجتمع الذي يسوده الاستهلاك المفرط والهدر الكثيف. وانطلقت غريتا تاوبرت في مغامرتها هذه عندما كانت تتناول الحلويات عند جدتها في أحد الآحاد وطلبت حليبا فقدمت لها هذه الأخيرة "حليبا مع الشوكولا وحليبا بنكهة الموز والفانيلا والفراولة". وكتبت الصحافية في كتابها أن "نظامنا الاقتصادي يقوم على مفهوم النمو غير المتناهي، لكن مواردنا البيئية محدودة ... وهذه المفاهيم التي تدعو دوما إلى المزيد لن تساعدنا على التقدم كثيرا". وفي العام 2012، رمي في النفايات حوالى 7 ملايين طن من المواد العذائية في ألمانيا، أي ما يعادل 81,6 كيلوغراما للشخص الواحد. وأكدت غريتا تاوبرت أن الأزمة في أوروبا رفعت الوعي إزاء محدودية نظامنا الاقتصادي الحالي. وصرحت "أظن أنه بات من الواضح أن خطط الإنقاذ وآلية الاستقرار الأوروبية لم تحل المسألة ... فالأمور تستمر على المنوال عينه وأسس هذا النظام ليست سليمة". وقد بدأ بعض الباحثين بالفعل بدق ناقوس الخطر. ولفت الخبيران الاقتصاديان البريطانيان روبرت وإدوارد سكيدلسكي في كتابهما الناجح "هاو ماتش إز إنوف؟" (أي معدل هو الكافي؟) الى أن "القول إن الهدف من الحياة هو كسب مزيد من الأموال يشبه القول إن الهدف من الأكل هو أن يزداد المرء سمنة". وتزداد المبادرات في ألمانيا وغيرها من البلدان لتعزيز الاقتصاد التشاركي. فقد فتحت مواقع إلكترونية لاستعادة المواد الغذائية ومتاجر تعرض بضاعتها بالمجان وأطلقت في برلين مبادرة "شجرة الكتب" التي يقدم فيها المستهلك الكتب التي انتهى من قراءتها ويختار كتبا جديدة قدمها آخرون. وتنتشر هذه المبادرات خصوصا في أوروبا الجنوبية وهي تتكاثر في أوساط الشباب اليونانيين الرازحين تحت وطأة الأزمة في بلادهم حيث تقايض أعمال البستنة بصفوف لتعلم اللغة الإنكليزية مثلا. وأكدت غريتا تاوبرت ختاما أنها تسعى قدر المستطاع إلى إدماج العبر التي استخلصتها من تجربتها هذه في حياتها اليومية.
المصدر: لايبزيغ (ألمانيا)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©